tag icon ع ع ع

بعد التقارير المسربة عن زيارة وفد سوري معارض للتفاوض في العاصمة دمشق مع النظام السوري برعاية روسية، توالت ردود الأفعال التي تنفي هذه التقارير من قبل شخصيات في المعارضة السورية.

إلا أن أحمد الجربا، الشخصية الأبرز التي ذكرتها التقارير، هو من بين الشخصيات التي لم تنفِ أو تدلِ بأي معلومات حول الزيارة، ما طرح عدة تساؤلات حول إمكانية عقد اللقاء.

أحمد العاصي الجربا من مواليد مدينة القامشلي 1969، وأحد شيوخ عشيرة “شمر” في منطقة الجزيرة السورية.

ترأس الجربا الائتلاف الوطني المعارض لدورتين متتاليتين على التوالي الأولى في تموز 2013، والثانية مطلع 2014.

وشارك في المحادثات الدولية بالشأن السوري في “جنيف 1” و”جنيف 2″، التي لم تقدم أي شيء على الوضع الإنساني في سوريا.

وبعد رحيله عن الائتلاف، أسّس تيار الغد السوري في آذار الماضي في مصر، وافتتح اجتماعه التأسيسي بنشيد “حماة الديار”، بحضور عدد من الشخصيات المصرية، أبرزها وزير الخارجية سامح شكري، والقيادي الفلسطيني في حركة “فتح” محمد دحلان، المقرب من الإمارات العربية المتحدة.

إعلان الجربا عن تيار الغد لاقى انتقادات من معارضين سوريين، مشيرين إلى أن الخطوة تأتي في إطار التحركات الروسية لخلق بديل، في حال اضطرت إلى التنازل عن بقاء الأسد في السلطة، إضافة إلى السعي وراء تحقيق مكاسب باتفاق مع بعض الدول المؤثرة في الملف السوري.

بعد تأسيس تيار الغد وقع الجربا اتفاقًا مع “الإدارة الذاتية” الكردية في العاصمة المصرية القاهرة، لرسم الاستراتييجيات والعمليات العسكرية المشتركة.

وشكّل الجربا ما يسمى بـ “النخبة السورية”، وهي تشكيل جديد أتبعه لتياره، وأعلن سيطرته على قرى ومناطق في ريفي الحسكة ودير الزور.

الجربا خالف التوقعات بتصريحاته، في أيلول الماضي، التي اعتبر فيها أن “ما يدور الآن في سوريا هو (صراع على السلطة)”، مشيرًا إلى تحول سوريا إلى “بؤرة لكل إرهابي العالم لتصفية حساباتهم على الأرض السورية”.

“تحريف للثورة”، هذا ما وصف به الجربا الأحداث الدائرة في سوريا، معتبرًا أنه “لا حل في سوريا إلا بحوار سوري- سوري تحت مظلة الأمم المتحدة، وكذلك أمريكا وروسيا وجامعة الدول العربية”.

وحوار سوري- سوري، هي التوصيف الذي تصرّ عليه الرواية الرسمية للنظام السوري، وآخرها إعلان وزير الخارجية، وليد المعلم، من دمشق، استعداده لهذا الحوار أمس، 21 تشرين الثاني.

هذه الانتقالات والتباينات التي مرت بها سياسة الجربا، ابتداءً من تصريحاته المخالفة للثورة السورية، وصولًا إلى التقارير التي تكشف لقائه مع وفد تفاوضي في دمشق، تعطي شكوكًا كبيرة في صحة اللقاء الذي يجري تنسيقه الآن برعاية روسية.

مقالات متعلقة