tag icon ع ع ع

تحظى محافظة درعا بنشاط كبير للفعاليات الرياضية في المناطق المحررة، حيث تنشط في المحافظة مختلف أنواع الرياضات الجماعية والفردية، وتضم دوريًا لكرة القدم وآخر لليد وثالث للطائرة، بالإضافة إلى عدد من المنافسات الفردية كالشطرنج.

ويشارك في هذه الفعاليات 26 ناديًا، تم تقسيمها إلى مجموعتين: شرقية تضم 13 ناديًا وغربية بذات العدد، بالإضافة لوجود عدد من الأندية الصغيرة، انسحبت من منافسات الدوريات العامة لغياب الإمكانيات المادية.

وتوجهت عنب بلدي إلى السيد محمود الحريري، نائب رئيس الجنة التنفيذية للرياضة والشباب في درعا، وأوضح أنه رغم النشاط الرياضي الكبير، إلا أن المحافظة تشكو من غياب المقومات اللازمة، فالملاعب جميعها بأرضية ترابية، ويبلغ عددها 20 ملعبًا تحتضن منافسات دوري كرة القدم، أما الملاعب المؤهلة في محافظة درعا، فهما ملعبان يخضعان لسيطرة النظام، وكذلك تغيب الصالات الرياضية بشكل كامل عن المناطق المحررة.

يمتاز الجسد الرياضي في درعا، بمساهمة بارزة من أصحاب الخبرات والرياضيين السابقين، إذ تقدر الهيئة العامة للرياضة في درعا، بأن بين 60% إلى 70% من المشرفين على الرياضة في المناطق المحررة اليوم، هم من الرياضيين السابقين.

العدد الأكبر من اللاعبين الرياضيين، ينشطون في كرة القدم، إذ يتراوح عدد اللاعبين بين 400- 450 لاعبًا موزعين على الأندية، ويشرف على إدارة المباريات حكام مؤهلون يصل عددهم إلى 40 حكمًا، يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وضعف الإمكانيات المقدمة لهم، وغياب الجهات الداعمة والمساهمة لنهوض الرياضة، عدا عن المشكلة الأكبر التي يعاني منها الحكام والمدربون، وهي غياب الدورات الرياضية الفاعلة، في مجال التدريب والتحكيم الرياضي.

واستطاعت اللجنة التنفيذية للرياضة والشباب في درعا، بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة والشباب، والاتحاد السوري لكرة القدم، إطلاق الدوري العام التصنيفي في محافظة درعا، وتعتبر هذه المبادرة الأكبر والأكثر نشاطًا في المحافظة، وحظيت بتفاعل في الأوساط الشعبية، وساهمت بإعادة روح الرياضة للمحافظة من جديد.

وتأمل اللجنة التنفيذية للرياضة في درعا، بالتعاون مع اللجان الفرعية المشكلة عنها، بإعادة إحياء جميع الرياضات من جديد، بالتعاون مع كافة الأندية الفاعلة، رغم اعترافها بصعوبة المهمة.

نادي الصورة الرياضي تجربة جديدة نافست الكبار

انطلق نادي “الصوّرة” الرياضي مطلع عام 2016، بثلاث ألعاب جماعية، هي كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة، وبلعبة فردية واحدة هي الشطرنج، وشكلت إدارة النادي فريقًا للناشئين وآخر للأشبال، وتشرف على مسابقات ترفيهية ودورات تدريبية للأطفال لاكتشاف المواهب وانتقاء اللاعبين الصغار.

يضم النادي في صفوفه 150 لاعبًا في مختلف الرياضات، ويشرف عليهم عدد من اللاعبين والمدربين السابقين وأصحاب الخبرات الرياضية. شارك النادي في الدوري العام في محافظة درعا، وحقق المركز الخامس في البطولة التي انتهت مؤخرًا، وتأثر مركز النادي بانسحاب خمسة أندية من مرحلة الإياب، من أصل 14 ناديًا شاركوا في بطولة الدوري، ما أدى إلى خصم 17 نقطة من رصيده العام، وهو ما أثر سلبًا على تراجع النادي عن مقدمة جدول الترتيب.

مسيرة النادي كانت مليئة بالعقبات، فواجه صعوبات في تأمين المواصلات والألبسة والمعدات الرياضية، إذ تتحمل إدارة النادي أجور المواصلات على نفقتها الخاصة، ويرى القائمون عليه أن نتائجهم تعتبر ممتازة مقارنة بحجم الصعوبات والعقبات التي واجهتهم.

يطمح النادي مستقبلًا لإدخال كرة اليد إلى قائمة الألعاب الجماعية، وألعاب القوى والألعاب القتالية كالكارتية والمصارعة إلى قائمة الألعاب الفردية، وتتمنى إدارة النادي من أهالي وفعاليات بلدة الصوّرة، تقديم الدعم والتشجيع للنادي، للمساهمة في النهوض في الرياضة في البلدة.

نادي “الشعلة 18 آذار” بذكريات الرياضة الحورانية

زارت عنب بلدي مقر نادي “الشعلة 18 آذار” في مدينة درعا، وحضرت بعض الحصص التدريبية للرياضيين في ساحات غير مهيأة لتكون أماكن تدريبية، والتقت رئيس النادي، محمد محاميد.

يعد محاميد واحدًا من أبرز لاعبي كرة القدم في محافظة درعا، وتدرج في نادي الشعلة العريق من فئة الأشبال وحتى الرجال، ويتحدث لعنب بلدي عن مسيرته في “الشعلة”، “لعبنا كرة القدم ووصلنا إلى مراتب جيدة، وتدرجنا من الفئة الثالثة إلى الفئة الأولى لنجاري الفرق الكبرى في سوريا”.

وعن واقع الرياضة في المدينة مطلع الثورة، يوضح محاميد أنه “في بادئ الأمر كنا محاصرين والنظام موجود بيننا، كنا نتابع المباريات على شاشات التلفاز ونتحسر، لأن الرياضة تسري في دمنا، وبعدما تحررت المنطقة عدنا نمارس رياضاتنا ونشاطاتنا”.

وحول ظروف تأسيس “الشعلة 18 آذار”، قال محاميد “بجهود الشباب والكوادر الرياضية في نادي الشعلة سابقًا، استطعنا تأسيس الشعلة 18 آذار، ونمارس الألعاب الجماعية والفردية كافة، وشاركنا في دوري درعا، ونتطلع لتطور أكبر في الموسم القادم”.

واعتبر محاميد أن ما حققه النادي هو إنجاز كبير، في ظل ظروف المحافظة، لكن في الوقت ذاته تشكو الإدارة من نقص الدعم والمستلزمات “النظام يسيطر على كل المنشآت الرياضية، “نمارس رياضاتنا في صالات المدارس، وإمكانياتنا لا تكفي سوى لتأمين استمرارنا، ونتمنى أن يقدم الدعم اللازم لازدهار رياضة المحافظة”.

وتقف الظروف المادية عائقًا أمام عودة النجاحات لنادي الشعلة، والذي كان متميزًا على مستوى القطر في بعض الألعاب، لا سيما ألعاب القوى وكرة اليد، إلى جانب غياب الاحتكاك الخارجي، واقتصار النشاطات على مستوى المناطق المحررة في المحافظة، وهذا ما ينعكس سلبًا على الرياضيين والإدارة.

التحكيم.. لا دعم ولا رواتب في درعا

يعتبر التحكيم أحد أهم مفاصل المنظومة الرياضية بشكل عام، لكن يبدو أنه لا يعيش أجمل أيامه في درعا اليوم، فيعاني الحكّام من ضعف الاهتمام وانعدام الدعم، لتضاف مشاكلهم لجملة ما تعانيه الرياضة بشكل عام.

الحكم إبراهيم الحريري، أحد حكام الدوري العام لكرة القدم في المحافظة، أبدى لعنب بلدي أسفه للغياب الكامل للدعم في المنظومة التحكيمية في درعا، موضحًا “نعاني كحكام من قلّة الاهتمام من الجهات القائمة على الرياضة عمومًا، فلا دعم ولا رواتب”.

وأضاف الحريري أن التحكيم في درعا حاليًا قائم على الجهود الذاتية للحكام “نتحمل أعباء التحكيم على نفقتنا الخاصة، على سبيل المثال أجور المواصلات للتنقل بين الملاعب، هي بالكامل على نفقة الحكام الشخصية”، ورغم أن الحكام يحصلون على تعويض رمزي عن تحكيمهم لكل مباراة، إلا أن هذا التعويض على رمزيته لا يأتي إلا نادرًا، وتابع “نحصل على تعويض قدره 1950 ليرة عن كل مباراة، واليوم يشارف الدوري على الانتهاء، ولم نحصل إلا على تعويض أول خمس جولات فقط”.

ويبقى أكبر ما يؤرق الحكام هو الغياب الكامل لتعويضات الإصابة في حال حصولها “نحن في حقل رياضي، معرضون بأي لحظة للإصابة، والحكم الذي يتعرض للإصابة لا قدر الله، لن يجد أي تعويض عمل أو إصابة”.

تضم اللجنة التنفيذية للرياضة والشباب في درعا لجنة خاصة بالحكام، تضم 40 حكمًا خضعوا جميعًا لدورتين تدريبيتين في شؤون التحكيم، ويقتصر دور هذه اللجنة في الوقت الحالي على توزيع الحكام على جدول المباريات، والإشراف على دورات الصقل والتدريب.

ويطمح الحكام أن يتطور دور اللجنة في المستقبل لتأمين الدعم الخاص بالحكام، وهو الدور الذي تقوم فيه اللجنة التنفيذية في الوقت الراهن، كما يأمل الحكام أن تعمل اللجان الرياضية عمومًا على تأمين الضمانات المادية والصحية، التي تساهم بدورها برفع سوية المستوى التحكيمي.

أول ضحايا الثورة رياضي.. عشرات اللاعبين قتلهم الأسد في درعا

كان دور الرياضيين واندماجهم في أحداث الثورة بارزًا جدًا للمتابعين، فلا يغيب الرياضيون عن أي من مفاصل الثورة.
وكانت محافظة درعا مسرحًا لسقوط أول رياضي سوري، وهو من أوائل ضحايا الثورة السورية، إذ يغيب عن الكثيرين أن محمود الجوابرة، أول من سقط برصاص الأمن السوري في محافظة درعا هو لاعب لكرة القدم في نادي الشعلة.

نادي الشعلة، وهو أبرز أندية درعا، قدّم قائمة طويلة من الضحايا على يد النظام السوري في مختلف الرياضات، ففي كرة القدم تجاوز عدد القتلى 20 رياضيًا، أمثال عمر النجار وفادي بجبوج، وفي كرة اليد أمثال موسى الجهماني وخالد السلطي، لاعبي الفريق الأول في النادي، وصولًا إلى لاعبي كرة السلة أمثال عليوي القطيفان، وفي كرة الطائرة اللاعب أنور المسالمة، القيادي في الجيش الحر.

وعلى مستوى الألعاب الفردية في الكيك بوكسينغ، قتل اللاعب يمان الجوابرة بعدما انشق عن قوات الأسد وخاض معارك ضدها في محافظة إدلب. كما شهدت ألعاب القوى مقتل فياض أبازيد بطل سوريا في دفع الكرة الحديدة، والذي قضى في تفريق النظام لإحدى المظاهرات السلمية في مدينة درعا.

وأعدمت قوات الأسد اللاعب أنور الدغيم، أحد أبرز لاعبي درعا في المصارعة، وقتلت بطل سوريا والعرب والمتوسط في كمال الأجسام، نورس الطحيني.

وقد لا تكون النهاية في رزق القطيفان، الذي قضى في منتصف أيلول 2016، والذي يعد أحد أبرز المؤسسين والعاملين في المجال الرياضي في درعا، وسعى برفقة العشرات من زملائه نحو إعادة إحياء الفعاليات الرياضية في المناطق المحررة، بعد أن شهدت غيابًا تجاوز ثلاثة أعوام، فكان من الأسرة المؤسسة لنادي “الشعلة 18 آذار”.

رزق حاصل على شهادة في الهندسة الكهربائية، وهو عضو مؤسس في اتحاد كرة الطائرة الحر ولاعب نادي الشعلة، بالإضافة لكونه رئيس مكتب أمانة السر ولاعبًا في المنتخب السوري ونادي الوحدة سابقًا، بالإضافة لعمله التحكيمي كحكم في الدرجة الثالثة.

التحق قطيفان بصفوف فصيل “أنصار الهدى” العامل في مدينة درعا، وشارك ضمن معركة “قادسية الجنوب” التي أطلقتها فصائل المعارضة في ريف القنيطرة الشمالي، وشارك باختصاص “رشاش مضاد عيار 14.5مم”، لتتعرض سيارته لاستهداف مباشر من قبل قوات الأسد على تخوم سرية طرنجة في ريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتله مع ثلاثة مقاتلين آخرين.

قائمة طويلة من الضحايا الرياضيين في درعا، مازالت مفتوحة حتى اليوم، تجاوز نصيب نادي الشعلة فيها 70 رياضيًا، بحسب الأرقام التي أوردها مكتب “توثيق الشهداء” في درعا.

تابع قراءة ملف: رياضة سوريا الحرة خارج المستطيل الأخضر

الهيئة العامة للرياضة.. محاولات البحث عن مؤسسة جامعة

الدعم المالي وعقود الرعاية للهيئة العامة للرياضة

الرياضة السورية بعيون مسؤولي الاتحادات واللجان

معتقلون وضحايا رياضيون

عشرة أطفال رياضيين قتلتهم الطائرات الروسية في حلب

المنشآت الرياضية المستهدفة في سوريا خلال الأشهر الستة الأخيرة

الإنجازات الدولية للمنتخبات السورية “الحرة”

رياضات يمارسها المقاتلون وتشاركهم المعارك

هل تمارس النساء الرياضة في الشمال “المحرر”

قلب الغوطة الشرقية ينبضُ بالنشاطات الرياضية

نادي دوما الرياضي.. 60 عامًا على أرض الغوطة

نادٍ رياضي يديره “جيش الإسلام” في الغوطة

أيمن عبد الجواد.. طفلٌ نافس الكبار وحصل على المركز الأول في لعبة الطاولة

الرياضة في حوران.. نشاطٌ واسع بإدارة المخضرمين

التصعيد في حلب يصيب رياضاتها بالشلل

حمص.. كرنفالات رياضية في ظل الحصار

رياضة الجزيرة تغرّد خارج اتحاد النظام

لقراءة الملف كاملًا في صفحة واحدة: رياضة سوريا الحرة خارج المستطيل الأخضر

مقالات متعلقة