عائلات حي الوعر دون مأوى… حركات نزوح جديدة داخل الحي

دمار في حي الوعر جراء قصفه من قبل قوات الأسد - 22 تشرين الثاني 2016 (عنب بلدي)

camera iconدمار في حي الوعر جراء قصفه من قبل قوات الأسد - 22 تشرين الثاني 2016 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – جودي عرش

منزل ذو “أربعة جدران “، حلم كل عائلة قاطنة في حي الوعر المحاصر، آخر معاقل قوات المعارضة في حمص المدينة، بعدما مر الحي بعدة حركات نزوح في مسيرة الثورة السورية، ابتداءً من النزوح الأول في تشرين الأول في 2013، الذي لم يكفِ لتهجير جميع الأهالي منه، لتعود الآلة العسكرية من جديد دافعة إلى نزوح ثان وثالث، لإبعاد آخر حمصي من الحي.

معركة “الجزيرة السابعة” كانت المحطة الأولى لنزوح فارس برفقة عائلته، بعد سيطرة قوات النظام على البرج السكني الذي كان يقطنه، واضطر للخروج بعد تحرير قوات المعارضة الجزيرة وتحويل المنطقة بأكملها إلى جبهة عسكرية.

يقول فارس لعنب بلدي “خرجت من حي الخالدية إلى حي الوعر، علني أجد لعائلتي حياةً أفضل، بعيدًا عن ظلم النظام وبطشه، وذات يوم سمعت إطلاق نار كثيف تلاه أصوات لعناصر النظام في محيط المبنى، واستمرت الاشتباكات طويلًا حتى انسحاب قوات النظام من المبنى ومحيطه، لأسمع طرقة في الباب، ينادي صاحبها بأن عليّ الذهاب لأكون بمكان أكثر أمانًا، فخطر كبير يطال عائلتي في حال بقائي في منزلي”.

خروج فارس لم يكن نهاية المأساة، بل كان الذي ينتظره من تهجير و”قهر” في الحي أكثر ألمًا، خصوصًا بعد عجزه عن إيجاد مكان يأوي إليه مع عائلته.

وجد فارس نفس برفقة زوجته وابنته الوحيدة في الشارع، مع بعض الملابس التي تقيه البرد، وبعد عدة محاولات عجز عن إيجاد مسكن يقطن فيه، “خلال حياتي الطويلة لم أتخيل نفسي يومًا عاجزًا عن تأمين مأوى أعيش فيه وأنا في الـسبعين من العمر”.

النزوح الأول من الحي كان تمهيدًا لحركات نزوح أخرى، خاصة بعد اتباع قوات النظام سياسة الأرض المحروقة، واستهدافها كل منطقة في المدينة، لتؤمّن بذلك إفراغ تلك المناطق بشكل كامل من سكانها الأصليين.

 منازل لم تعد تحمي ساكنيها

بدأت الحملة العسكرية الأخيرة على حي الوعر في 14 من الشهر الجاري، بعد تنصل قوات النظام من الاتفاق المبرم بينها وبين قوات المعارضة، ورغبتها بخروج مقاتلي الحي دون الإفراج عن أي من المعتقلين، وهو ما يعيد الحي إلى واجهة الأحداث العسكرية.

الحملة “الوحشية” التي بدأتها قوات النظام، هي الأعنف على مدى الأعوام السابقة، إذ استهدفت الحي خلال الأيام القليلة الماضية بأكثر من 60 صاروخًا من نوع “فيل”، بالتزامن مع أكثر من 100 قذيفة هاون وقذيفة مدفعية، بالإضافة إلى مادة النابالم الحارق التي أقحمها بقوة في العملية العسكرية التي ينفذها، بأكثر من 40 قذيفة في الساعة الواحدة على الأحياء السكنية.

نال الحي بحملته الأخيرة نصيبًا كبيرًا من الدمار، وتسبب بدمار 12 مبنى سكنيًا، وكل مبنى مكون من 14 طابقًا وعدة مراكز حيوية أخرى.

الاستهداف العسكري أسفر عن دمار كبير في البنى التحتية، والأماكن المخصصة للنازحين، التابعة لإشراف الأمم المتحدة بشكل مباشر، إثر استهدافها بصواريخ الفيل على مدى ثلاثة أيام.

أدت العملية إلى بدء حركة نزوح داخلية كبيرة، شملت معظم عائلات الحي، التي اتجهت إلى ملاجئ غير مجهزة بالمستلزمات الحيوية الضرورية.

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي للقصف، إذ اتبعت قوات الأسد في آب الماضي، هجمة وصفها الأهالي بـ “الشرسة”، استهدفت خلالها الحي بعشرات قذائف الهاون والأسطوانات محلية الصنع، وخلّفت العشرات من الضحايا بين المدنيين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة