تنظيم “الدولة” يعود إلى تدمر بعد تسعة أشهر

عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمرحزيران 2015(انترنت)

camera iconعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمرحزيران 2015(انترنت)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

يتبع تنظيم الدولة في عملياته العسكرية ما يسمى بـ “عنصر المباغتة”، ويكاد يطبقه في جميع المعارك التي يخوضها ضد قوات النظام السوري، أو قوات المعارضة السورية.

في صباح 8 من كانون الأول الجاري شن تنظيم “الدولة الإسلامية”، هجومًا عنيفًا على مواقع قوات النظام العسكرية في ريف حمص الشرقي، ليسيطر على ثمانية حواجز عسكرية تابعة له في منطقة “شاعر” و”حويسيس”، إضافة إلى تلتي “المدفعية” و”الأبراج” في محيط حقل “جزل” في الريف الشرقي.

التنظيم لجأ بشكل أساسي في السيطرة على هذه الحواجز إلى المفخخات عن طريق تفجير سيارة مفخخة في تجمع لقوات الأسد في منطقة الأرتوازية شمال شرق تدمر.

ولم يقف تنظيم “الدولة” عند حدود هذه المناطق التي سيطر عليها، بل تابع تقدمه ليعلن سيطرته على العديد من الحقول النفطية في المنطقة، التي كانت تحت سيطرة قوات الأسد وميليشيا الدفاع الوطني، كحقل جزل وحقل جحار النفطي الذي يعد من أكبر الحقول النفطية في سوريا.

تطورات عسكرية متسارعة تصب في مصلحة التنظيم في المنطقة، ونشرت وكالة أعماق التابعة له عدة تسجيلات مصورة، تظهر حجم المعارك التي يخوضها ضد قوات الأسد والميليشيات المساندة له، إذ بينت حجم الخسائر التي تكبدها النظام سواء من عدد القتلى الذين سقطوا والذين تجاوز عددهم الـ150 قتيلًا، أو الآليات والدبابات التي أُعطبت.

إلى ذلك نعت عدة صفحات موالية للنظام على “فيس بوك”، أكثر من 20 ضابطًا في يوم واحد خلال المعارك التي تدور في المنطقة، وينحدر غالبيتهم من مدن ومناطق الساحل السوري.

وفي سياق هذه الأحداث، أفاد ناشطون من مدينة تدمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ “هروب العناصر الروس وبعض القياديين الأمنيين من المواقع العسكرية المنتشرة في محيط المدينة”.

في اليوم الثالث من بدء هجمات تنظيم الدولة على المناطق المحيطة بمدينة تدمر، أعلن التنظيم عبر الوكالة التابعة له “أعماق”، إسقاط طائرة حربية من نوع “ميغ 23″، في محيط منطقة جزل شمال غرب مدينة تدمر.

وما إن أُعلن عن سقوط الطائرة الحربية، حتى ذكرت الوكالة أن عناصر “الدولة” الإسلامية، قد سيطروا على منطقة الصوامع المحاذية لمدينة تدمر من الجهة الشرقية.

ويحاول مقاتلو التنظيم  بهذه العمليات إحكام الخناق على مدينة تدمر من ثلاثة محاور تتركز هجماته الرئيسية عليها بشكل أساسي، من محور منطقة الصوامع شرقي المدينة، وقصر القطري (قصر موزة) من الجهة الجنوبية، ومن جبل البيضاء وحقل جزل في الجهة الشمالية.

ويتبع التنظيم بهذه الهجمات تكتيكًا عسكريًا مشابهًا عند اقتحام المدينة المرة السابقة، عن طريق مباغتة النقاط المحيطة بالمدينة، والسيطرة على منابع النفط وطريق إمداد النظام إلى المدينة.

وكان التنظيم سيطر على المدينة في أيار 2015، عقب انسحاب مفاجئ لقوات الأسد وصف حينها بـ “المسرحية”، لتعود القوات مدعومة بميليشيات أجنبية ومحلية وغطاء جوي روسي، وتحكم قبضتها على المدينة بمباركة دولية غير مسبوقة، في 28 آذار الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة