ناشطو حلب يكتبون رسائلهم الأخيرة قبل “الاجتياح”

ناجون من قصف في حلب (إنترنت)

camera iconناجون من قصف في حلب (إنترنت)

tag icon ع ع ع

دعت الحملة الواسعة التي تشهدها مدينة حلب، عشرات الناشطين المحاصرين فيها، إلى إطلاق رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها قد تكون الأخيرة لهم قبل “اجتياح” ما بقي من المدينة.

ويعيش قرابة 75 ألف مدني حاليًا داخل ستة أحياء محاصرة، بقيت بيد المعارضة في حلب، بعد أن خسرتها في إطار هجوم واسع على المدينة، تشنه قوات الأسد والميليشيات الرديفة، بدعم جوي روسي.

وبدأت القوات هجومًا بريًا قبل قليل على تلك الأحياء، في حين رصدت عنب بلدي تغريدات لناشطين محاصرين في المدينة، قالوا إنها ربما تكون الأخيرة لهم قبل أن “يجتاح الأسد المكان الذي نجلس فيه”.

محمد الخطيب، مراسل “مركز حلب الإعلامي”، كتب تغريدة عبر حسابه في “تويتر” فجر اليوم، الثلاثاء 13 كانون الأول، “صامدين وثابتين بأرضنا طالما توفرت إمكانيات الصمود.. معركة غير متكافئة نعم.. لكننا ما فقدنا الأمل”.

وأردف الخطيب بتغريدة أخرى “اعتذر الإنترنت غير متوفر.. المذبحة متواصلة في حلب.. الشهداء والمصابين في الشوارع.. كلماتي عاجزة عن وصف ما يجري”.

بدورها الناشطة لينا الشامي التي تقطن في الأحياء المحاصرة، نشرت تسجيلًا مصورًا مقتضبًا، وجهته إلى المجتمع الدولي متحدثة باللغة الإنكليزية، وأرفقت بتغريدة أخرى “إلى الإنسانية في جميع أنحاء العالم، لاتناموا يمكنكم فعل شيء.. تظاهروا الآن وأوقفوا الإبادة الجماعية”.

 

ومن بين المحاصرين في حلب، الكاتب والباحث السوري، أحمد أبازيد، وكتب عبارة اقتبسها من مدونة نشرها عبر موقع “الجزيرة”، ولاقت صدىً واسعًا بين السوريين مفادها “‏قد يسألوننا: هل كانت تستحق الحرية كل هذا الموت؟!.. ‏ولكن السؤال الأجدى بعد هذا الموت: هل عالمٌ بكل هذا العار يستحقّ الحياة حقاً؟”.

مراسل عنب بلدي أحد المحاصرين داخل الأحياء، ترددت على لسانه عبارة “سامحونا وادعوا لنا” أكثر من مرة، خلال حديثنا معه، وكتب عبر حسابه في “فيس بوك”، ” نحن عم نموت يا الله يا ناس يا بشر”.

الناشط أمين الحلبي، وجه رسالته الأخيرة وكتب عبر حسابه في “فيس بوك” مساء أمس، “أنا بانتظار الموت أو الأسر من قبل نظام الأسد ولكن يشرفني أن أموت منتصرًا على تراب أرضي.. سامحوني وادعوا لي بالمغفرة واذكروني بالخير فلعله آخر منشور أقوم بنشره بسبب تقدم قوات النظام”.

وكانت قوات الأسد أعدمت ميدانيًا مدنيين عقب سيطرتها على حيي الكلاسة وبستان القصر أمس، كما تحدثت منظمات حقوقية عن عمليات مشابهة، وعن مئات المختفين قسريًا في ظل الحملة التي تشهدها المدينة منذ أكثر من 15 يومًا.

ويتخوف ناشطو المدينة من مجازر محتملة ربما تنفذها قوات الأسد، والميليشيات الرديفة، بحق المدنيين المتبقين داخل الأحياء الشرقية من حلب، في ظل الهجوم والقصف المكثف، وسط أجواء رعب وصفها ناشطون بأنها “قيامة حلب”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة