أطفال دمشق بلا أدوية.. والرعاية الصحية في “قمة الإهمال”

camera iconأم مع طفلها في مشفى الأطفال الحكومي بدمشق (يوميات قذيفة هاون)

tag icon ع ع ع

بعد عشرة أيام من انقطاع أغلب أدوية الأطفال الأساسية عن صيدليات دمشق، بدت بعض المشافي الحكومية أيضًا عاجزة عن تقديم الرعاية الصحية للأطفال، ما خلق حالة من الغضب لدى السكان الذين انتقدوا عجز حكومة النظام عن توفير أساسيات الحياة.

وأفادت مصادر خاصة لعنب بلدي في مدينة دمشق، أنّ أدوية الالتهاب، وشراب السعال، مفقودة من أغلب الصيدليات، وهي أدوية كثيرة الاستخدام لدى الأطفال وخاصة في فصل الشتاء، وفي ظل عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة.

وأوضحت المصادر أنّ انقطاع الأدوية، مترافق مع حالة احتكار لأصناف معينة من قبل بعض التجار الذين يسعون إلى بيعها بأسعار باهظة، مبينًا أنّ المواطنين باتوا يلجؤون لشراء الأدوية من لبنان وبأسعار مرتفعة.

وسائل إعلام النظام، أكّدت في تقارير صحفية أنّ المضادات الحيوية وأدوية السعال غير متوافرة في الأسواق.

وأوضحت صحفية “الوطن” المقربة من النظام، نقلًا عن نقيب الصيادلة السوريين، محمود الحسن، أنّ 90% من أدوية الأطفال مفقودة.

كما ربطت الصحيفة انقطاع أدوية الأطفال، بقرارات رفع أسعار الأدوية الأخيرة، واعتبر نقيب الصيادلة أنّ الآلية الجديدة التي وضعتها وزارة الصحة للتسعير فشلت ولم تحقق غايتها.

في الإطار ذاته، نشرت صفحة “يوميات قذيفة هاون” المحلية في “فيس بوك”، صورًا لأطفال مرضى، في مستشفى الأطفال، الواقع في حيّ المزة، وقالت إنّ المعاملة هناك من قبل الممرضين والأطباء في “قمة الإهمال”.

وأوضحت الصفحة أن السرير الواحد في المشفى بات يستوعب أكثر من طفل، بحجة عدم توفّر أماكن للمرضى.

المتفاعلون مع الصور التي توضّح أوضاع الأطفال في المستشفى، أكّدوا أنّ الأمر مرتبط بإهمال الحكومة، وتراجع عدد الأطباء في سوريا، بينما شبّه أحدهم غرف المشفى بـ “المسالخ”.

ويعاني سكّان العاصمة دمشق من تردّي كبير في الخدمات الأساسية، على الرغم من محاولات الحكومة الساعية إلى إبقاء العاصمة في صورة مشرقة، إلّا أنّ واقع الخدمات المتدنّي والمرتبط بالأزمة الاقتصادية، شكّل عبئًا كبيرًا على المواطنين.

وفي ظل انقطاع المياه عن أحياء دمشق، وساعات التقنين الكهربائي الطويلة، فضلًا عن تراجع الخدمات الصحية إلى مستويات متردية، يبدو الأطفال الأكثر تأثرًا بهذا الواقع، لينعكس الأمر على مستوى الرعاية الصحية والتعليم، على اعتبارهما أساس مرحلة الطفولة، ما يترك تساؤلات كبيرة حول مستقبلهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة