“شباط” يشهد اجتماعين حول سوريا.. ومشاورات لتشكيل وفد المعارضة

محمد علوش ودي ميستورا في اجتماع أستانة 23 كانون الثاني (AFP)

camera iconمحمد علوش ودي ميستورا في اجتماع أستانة 23 كانون الثاني (AFP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي

تستمر المشاورات بين الدول المعنية بالشأن السوري (روسيا وتركيا) من جهة، وبين قوى المعارضة السياسية والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، لتشكيل وفد المعارضة السورية، السياسي والعسكري، إلى محادثات جنيف المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري.

“أستانة 2″ و”جنيف 4” اجتماعان حول سوريا خلال شهر واحد، لا ينتظر منهم السوريون شيئًا في ظل خروقات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار قصفه على بعض المناطق، وتهجيرها كما حصل مع أهالي وادي بردى الأسبوع الماضي.

 أستانة 2

الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وإيران وتركيا)، تستعد لعقد محادثات جديدة في العاصمة الكازاخية (أستانة)، الاثنين 6 شباط.

وذكرت وزراة الخارجية في كازاخستان، الخميس الماضي، أن ممثلي روسيا وإيران وتركيا، سيبحثون في أستانة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا.

من جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية بأن خبراء من الدول الثلاث المعنية والأمم المتحدة، سیشارکون فی أول لقاء لمجموعة العملیات المشترکة، التی أنشئت وفق قرارات اجتماع أستانة الذي عقد في 23 و 24 الشهر الماضي.

ويهدف اللقاء إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتوقف عن الخروقات، إضافة إلى حل المسائل المتعلقة بإیصال المساعدات الإنسانیة، والتركيز على “الفصل بين المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة”، مشيرة إلى أن اجتماعات مجموعة العمليات المشتركة، ستكون دورية بمشاركة الحكومة والمعارضة.

تأجيل جنيف

وإلى جانب أستانة شهدت مجريات المفاوضات، التي ستجري في جنيف في الثلث الأخير من شباط الجاري، تكهنات كثيرة، وبينما أجلت الأمم المتحدة موعدها، تطالب روسيا بعقدها في أسرع وقت.

تأجيل موعد المحادثات جاء على لسان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيقان دي ميستورا، إذ حدد موعدها في 20 شباط الجاري.

وأرجع دي ميستورا السبب إلى منح المعارضة السورية مزيدًا من الوقت للاستعداد، وضمان أن تكون المحادثات شاملة بأكبر قدر ممكن، إضافة إلى “إعطاء النظام السوري فرصة للالتزام الجدي في المحادثات، كما يضمن أن تُقدّم المعارضة نفسها بموقف موحد” وفق تعبيره.

وفي الوقت الذي أعربت روسيا عن انزعاجها من تأجيل جنيف، وأن “موسكو تبذل قصارى جهدها، من أجل تشجيع الأمم المتحدة على تحريك عملية المفاوضات، وتعتبر محاولات المماطلة في هذه العملية غير مقبولة”، نقلت صحيفة “الحياة اللندنية” عن مسؤول غربي، بأن “واشنطن غير متحمسة حاليًا لمفاوضات جنيف، بانتظار بلورة إدارة الرئيس دونالد ترامب سياستها إزاء سوريا وتحديد مفهومها لإقامة مناطق آمنة قرب الأردن وقرب تركيا، وعلاقة الحل السياسي بمحاربة داعش وإمكانات التعاون مع روسيا”.

المعارضة ترد على دي ميستورا

تأجيل دي ميستورا لجنيف رافقته تحذيرات للمعارضة السورية، أنه “في حال لم تكن جاهزة للمشاركة بوفد موحد بحلول الثامن من شباط، سأقوم بتحديد الوفد لجعله شاملًا قدر الإمكان”.

لكن المنسق العام للهيئة العليا المفاوضات، رياض حجاب، اعتبر عبر حسابه في “تويتر”، أن “تحديد وفد المعارضة السورية ليس من اختصاص دي مستورا، وأن أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة للمفاوضات وفق بيان جنيف”.

في حين أكد عضو الوفد المفاوض في محادثات أستانة، أسامة أبو زيد، عبر “تويتر”، أن “على السيد ديمستورا الالتزام باختصاصه، كما أنه مطالب بضبط تصريحاته، وعدم تجاوز حدود اللباقة، فمخاطبة الثوار ليست كمخاطبة من تعتبرهم موسكو معارضة”، في إشارة منه إلى منصة القاهرة ومنصة موسكو الذين تعتبرهم روسيا معارضة سورية معتدلة.

اجتماع أنقرة

وبينما يدور الحديث عن جنيف، عقد في الخارجية التركية في أنقرة، الجمعة الماضي، اجتماع بين مسؤولين أتراك وشخصيات من المعارضة السورية وقادة الفصائل العسكرية.

وتناول الاجتماع التحضير لاجتماع أستانة 2 ومفاوضات جنيف، وإمكانية تشكيل وفد موحد يضم المعارضة الحقيقية، الهيئة التفاوضية وفصائل أستانة، وعدم مشاركة، ما وصفتها مصادر تركية، بـ“المعارضة المزعومة المفصومة عن الواقع، التي تعمل ضد وحدة التراب السوري” بحسب وكالة الأناضول.

وأوضحت المصادر للوكالة أن المجتمعين بحثوا ملفات متعلقة بعمل الآلية الثلاثية بين روسيا، وتركيا، وإيران، التي أقرت في أستانة، لمراقبة وقف إطلاق النار على الأراضي السورية.

وأكد الاجتماع على عدم إمكانية القبول بسيطرة النظام على أراض جديدة، من خلال انتهاكاته لوقف إطلاق النار.

وشدد على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، رقم “2254” الذي ينص على الانتقال السياسي، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات على التوالي، ورفض الدعوات لإقامة مناطق فدرالية، أو ذاتية الحكم.

وفي الوقت الذي يعتبر دي ميستورا أن مفاوضات جنيف ستكون “مختلفة”، يرى محللون أن التقارب بين تركيا وروسيا، الذي لم يكن في وقت سابق، سيؤثر على آلية سير المفاوضات، وربما تشهد تطورات بخصوص إيجاد حل في سوريا.

إلا أن آخرين يعتبرون مفاوضات جنيف، التي ستكون الرابعة من نوعها، عقب محادثات مماثلة خلال الأعوام الماضية، لن تحمل أي جديد لإيقاف معاناة السوريين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة