تحرّكات متسارعة تسبق “جنيف”.. هل تكون آخر جولة قبل “التسوية”؟

طفل سوري في مدينة إدلب_شباط 2017_(AFP)

camera iconطفل سوري في مدينة إدلب_شباط 2017_(AFP)

tag icon ع ع ع

تترقب الساحة السياسية السورية ما سيؤول إليه اجتماع “جنيف” المقبل، المتوقع عقده في 20 شباط الجاري، بعد أن حددت المعارضة السورية قائمة وفدها المشارك في المفاوضات، وبدأ التجهيز له من قبل الأطراف الدولية.

في الأيام القليلة الماضية، شهد الملف السوري تحولًا سريعًا، إذ تتالت التصريحات والتكهنات من قادة سياسيين، ودولٍ مؤثرة في الملف السوري، بررها محللون بأنها تمهيدٌ للتسوية السياسية “الأخيرة”.

وتعرض عنب بلدي في تقريرها أبرز الأحداث السياسية ما قبل اجتماع جنيف.

تصريحات مختلفة لـ”حزب الله”

حصلت عنب بلدي أمس الأحد على معلومات من مصادر مطلعة، أن مفاوضات “جادة” بين ممثلي “حزب الله” ومندوبي أهالي القلمون، تجري منذ كانون الثاني الماضي، للوصول إلى حل يرضى الطرفين.

تتمثل بنود الاتفاق، فيما لو تم، بعودة آلاف اللاجئين من المخيمات الحدودية في لبنان إلى قراهم في القلمون الغربي، مقابل انسحاب مقاتلي “حزب الله” إلى الجبال الحدودية المحيطة.

وفي خطاب متلفز اختلف عن الخطابات السابقة دعا الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، الحكومة اللبنانية إلى “التنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى مناطقهم بعدما باتت مساحات كبيرة في سوريا آمنة وهادئة”.

واعتبر أن “ملف النازحين السوريين في لبنان بات ملفًا ضاغطًا”، مشيرًا إلى أنه “من واجب اللبنانيين أن يتعاطوا إنسانيًا مع هذا الملف بمعزل عن الاعتبارات السياسية وبمعزل عن المخاوف”.

وقال نصر الله إن الخيارات المتاحة حاليًا هي أن “نتعاون ليعود أغلب هؤلاء النازحين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، وألا يكونوا نازحين أو لاجئين في الخيم أو في الطرقات”، مشددًا على أن ذلك يجب أن يحصل “من موقع الإقناع وليس من موقع الإجبار”.

وتأتي التصريحات بعد معلومات أن الانسحاب المحتمل من القلمون يأتي بعد توافق بين رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، والرئيس ميشال عون.

تجربة”درع الفرات” في الأردن

ذكرت صحيفة الحياة اللندنية الجمعة 10 شباط الجاري، على لسان مصادر أن “الأردن يسعى إلى نسخ تجربة درع الفرات في ريف درعا عبر دعم فصائل الجبهة الجنوبية في الجيش الحر، لمطاردة تنظيم جيش خالد بن الوليد المتهم بمبايعته لداعش، والدخول عبر بوابة نصيب الحدودية إلى ريف درعا كما دخلت درع الفرات والجيش التركي عبر بوابة جرابلس شمال البلاد”.

وتابعت الصحيفة “عمان تسعى إلى تفاهم مع موسكو التي تقوم بالتنسيق مع دمشق لدعم هذه العملية لإقامة منطقة عازلة وإبعاد داعش، وأن الغارة التي شنها الجيش التركي داخل الأراضي السورية الأسبوع الماضي على مواقع داعش لن تكون الأخيرة”.

ويرى محللون أن الغارات الجوية الأردنية على مواقع قالت إنها لتنظيم “الدولة” داخل سوريا، هي بداية العملية التي تسعى وراءها الحكومة الأردنية، بالاتفاق مع روسيا وأمريكا، من أجل مرحلة جديدة في مدينة درعا وريفها برعاية أردنية.

ثلاثة آلاف مقاتل للجربا سيدخلون الرقة

أعلن المعارض السوري أحمد الجربا مطلع الشهر الجاري أن “قوة نخبة عربية مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريبًا من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، استعدادًا للمشاركة في حملة تحرير الرقة”.

وأضاف الجربا أنه “يبدأ الآن التحضير لمعركة الرقة… وهناك برنامج مع قوات التحالف للتدريب، وسنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة، ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي يمثله داعش”.

وجاء إعلان الجربا بالتزامن مع تأكيدات تركية على الاستعداد للدخول في معركة الرقة، والتشديد على مشاركة القوات العربية بشكل أساسي في المعركة ضد “داعش”.

مناطق آمنة في سوريا

بعد توليه كرسي الرئاسة في أمريكا، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن بلاده ستنشئ مناطق آمنة لاستيعاب النازحين السوريين، وأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستضع في غضون ثلاثة أشهر خطة لإنشاء هذه المناطق.

ولم يتم تحديد المناطق الآمنة حتى الآن، إلا أن خرائط عدة انتشرت في الأيام القليلة الماضية عن المساحات التي ستشغلها، دون أن تحدّد بدقة.

لم يقتصر الحديث عن المناطق الآمنة على ترامب فقط، فقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد أن بلاده تسعى لتشكيل منطقة آمنة خالية من الإرهاب في سوريا، بمساحة أربعة إلى خمسة كيلومترات.

وأشار الرئيس التركي إلى أن “تشكيل مناطق آمنة سيتيح الحيلولة دون الهجرة من سوريا، إضافة إلى عودة المقيمين في مخيماتنا إلى بلادهم، ولعمل ذلك نبذل جهدنا لتأسيس مدن جديدة هناك، وأنا تبادلت هذه الأفكار مع السيد ترامب وقوات التحالف وألمانيا”.

منصات سورية “معارضة”

دارت في الأيام الخمسة الماضية عدة جولات واجتماعات من قبل معارضين سوريين، أسسوا من خلالها منصات للدخول في “التسوية” السورية.

في 11 شباط الجاري أعلنت 40 شخصية سورية معارضة ومؤيدة للنظام السوري، عن كتلة حزبية سورية، تحت شعار “جميعًا لنبني سوريا”، من العاصمة اللبنانية بيروت.

وتم توجيه الدعوات للشخصيات عبر البريد الإلكتروني، فعقدت مؤتمرًا تأسيسيًا لـ “الكتلة الوطنية”، والتي كان أبرز المتحدثين باسمها مؤسس “تيار بناء الدولة”، لؤي حسين.

وتوصل المجتمعون إلى 18 مبدأ للعمل، ذكرت بشكل أساسي أن “مقام رئاسة الجمهورية السورية لا يجوز البت فيه في المحافل الدولية، سواء حاليًا أو في أي وقت لاحق، بل يبقى محكومًا دومًا بإرادة السوريين المتجسدة بانتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليًا”.

كما أكدت المبادئ على “وحدة سوريا وصون حرية الرأي بالدستور الذي تصوغه هيئة تأسيسية من ذوي الاختصاصات والخبرة والكفاءة، منتخبة أو منبثقة من هيئة منتخبة، ولا يتم إقراره إلا بعد عملية استفتاء شعبي حرة ونزيهة”.

لكن معارضين سوريين يرون في تشكيل هذه المنصات، إلى جانب منصة القاهرة وموسكو، محاولةً دولية لفرض الواقع على المعارضة.

وهو ما استبقته الهيئة العليا للمفاوضات، خلال اجتماعها مع الفصائل في الرياض، بأن شرط الانضمام إلى وفد جنيف، هو الموافقة على البيان الختامي للاجتماع.

وركز البيان الختامي على الانتقال السياسي، وأنه لا وجود لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مستقبل سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة