الطفولة في دير الزرو مجهولة المستقبل

camera iconSyrian kids ride in the back of turck in the Salaheddine neighbourhood of Aleppo on February 16, 2013. More than 300 people were abducted by armed groups in northwestern Syria over two days in an unprecedented string of sectarian kidnappings, a watchdog and residents said. AFP PHOTO/BULENT KILIC (Photo credit should read BULENT KILIC/AFP/Getty Images)

tag icon ع ع ع

أيهم الطه – دير الزور

ليس لزقزقة العصافير مكان هنا ففجر دير الزور يملأه صوت  القصف المستمر ويغطيه دخان الحرب المستعرة،  إذ يعاني من بقي من سكان المدينة شتى أصناف المعاناة، لكن أصعبها ما يقع على عاتق الأطفال الذين كتب عليهم أن يتحملوا أهوال الحرب صغارًا وآثارها في الغد المنظور من مستقبلهم.

يسيطر الذهول على عيون أطفال الدير الذين يحاولون محاكاة ما بقي من طفولتهم باللعب ببقاية القذائف والأسلحة، إلا أن مصطلحات الحرب تغلب على مفرداتهم، إضافة إلى سلوكهم الذي بدأ يتسم بالعنف، وسط حالة من الإهمال الصحي والتعليمي والتربوي.

يحاول الناشطون في المدينة مساعدة الأطفال وإبعادهم عن الواقع المؤلم الذي يعيشون فيه، إذ يقول محمود مدير المكتب التربوي في المجلس المحلي لعنب بلدي: «نسعى جاهدين لتفعيل المدارس وإعادة العملية التعليمية والتربوية و معالجة ما يعاني منه الاطفال من مشاكل نفسية، كما أننا نحاول جاهدين تدارك ما فاتهم من مراحل التعليم».

 لكن جهود محمود وزملائه تبقى قاصرة ومحاصرة بواقع القصف المستمر على المدينة والذي يؤثر بشكل كبير على انتظام العملية التعليمية، ويتحكم  بذهاب الطلاب إلى المدارس، كما يقول قاسم –أحد المدرسين- «نحن نحاول تأمين صفوف آمنة ومحمية قدر المستطاع، وإيجاد جو صحي للأطفال يعوضهم بعض الشئ عما فاتهم … نحن نبذل قصارى جهدنا، لكن علينا أن لا ننسى أننا نعيش في حرب قاسية و أننا نتعامل مع بنية تحتية مدمرة ومؤسسات علينا أن نعيد بناءها من الصفر».

ويشير الناشطون إلى ضعف الإمكانيات المتوفرة بين يديهم لرفع المستوى التعليمي للأطفال، وينقل لنا حسين الحيجي رئيس المجلس المحلي في المناطق المحررة من دير الزور عدم تجاوب الأطراف المانحة مع المجلس «لقد طرقنا أغلب الابواب من المنظمات الدولية إلى الائتلاف الوطني، ولكن لم تكن هناك استجابة لمطالبنا فالتمهل والتسويف هو كل ما وجدناه  أمامنا، وما يصلنا لدعم العملية التعليمية قليل لا يكاد يفي بحاجات التعليم الأساسية للأطفال»؛ رغم ذلك فهو  يرى أن «التصميم والإرادة قادران على فعل المعجزات، وأن السوريين لديهم قدرة استثنائية على النهوض من الأزمات فهم من أخرج أسطورة طائر الفينيق للعالم».

في سياق متصل باشر الطلبة بالتقدم للامتحانات التكميلية للشهادتين الإعدادية والثانوية، ويرى المشرفون عليها أنها «خطوة جيدة نحو الأمام، لكنها تحتاج الى مزيد من الدعم والتشجيع»، لكن المشكلة تكمن حول الاعتراف بالشهادات التي ستصدر عن الائتلاف الوطني، إذ تقول أم محمد وهي أم لأحد الطلبة الذين يتقدمون لامتحان الشهادة الثانوية «نحن نحتاج إلى اعتراف دولي بهذه الامتحانات وبالشهادة الصادرة عن الائتلاف وهي مهمة أساسية يجب أن لا تهملها قيادة الائتلاف».

وليس تدنى المستوى التعليمي والتربوي وحده ما يعاني منه الاطفال، إذ يعود الجانب الصحي ليتصدر مشهد الطفولة  في ديرالزور ويدق ناقوس الخطر، بعد أن أفادت الأبحاث بعودة شلل الأطفال وأمراض أخرى إلى المدينة وريفها، وقد ساعد على ذلك القطاع الصحي المنهار في سوريا، وغياب اللقاحات الضرورية.

وتقول  منظمة الصحة العالمية إن «هناك 22 طفلًا على الأقل يشتبه في إصابتهم بشلل الأطفال في سوريا»، إذ يبذل مسؤولو الصحة جهودًا مضنية لمواجهة أول تفشٍ للمرض الفيروسي خلال 14 عامًا.

وأكد المتحدث باسم المنظمة اوليفر روزنباور إن «معظم المصابين بالشلل الرخو الحاد، وهو عرض لأمراض من بينها شلل الأطفال، في محافظة دير الزور شرق سوريا، هم أطفال تقل أعمارهم عن عامين»، إضافة إلى أكثر من 100 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات عرضة للإصابة بشلل الأطفال في المحافظة.

ويهاجم فيروس شلل الأطفال الجهاز العصبي، ويمكن أن يتسبب في شلل لا شفاء منه خلال ساعات، والفيروس متوطن في ثلاثة بلدان فقط هي نيجيريا وباكستان وأفغانستان لكن تظهر حالات من حين لآخر أيضا في بلدان أخرى، ولا يوجد علاج ناجع من المرض المعدي، لكن يمكن التحصن منه عن طريق التطعيم بثلاث جرعات.

يضاف الى ذلك العديد من الأمراض الجلدية والتشوهات التي يتسبب بها تلوث الجو، جراء استخراج النفط بطرق بدائية ومعالجته في مناطق قريبة من المناطق السكنية




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة