رسامون صغار يصقلون مواهبهم في اسطنبول

أطفال سوريون يشاركون في ورشة الرسم خلال المؤتمر الدولي لتعليم السوريين في اسطنبول - 19 شباط 2017 (عنب بلدي)

camera iconأطفال سوريون يشاركون في ورشة الرسم خلال المؤتمر الدولي لتعليم السوريين في اسطنبول - 19 شباط 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

شمسٌ وبحرٌ وأسماك، لوحة يُكرر رسمها الأطفال، إلا أنها حملت منظورًا آخر خلال ورشة الرسم، التي نظمها الفنان التشكيلي السوري حسام علّوم، على هامش المؤتمر الدولي لتعليم السوريين في اسطنبول التركية، الأحد 19 شباط.

عرضت اللوحة أسماكًا تطير من البحر مشكّلةً خيوط الشمس، ويعتبر علّوم في حديثٍ إلى عنب بلدي أن الفكرة غريبة، مشيرًا “لو قررت أن أناقش اللوحة كفنان ربما تبدو لي مدرسة سريالية، فأنا أحب هذه الأفكار لدى الأطفال، الذين ربما يتداولون أفكارًا لم تكن لتخطر في بالنا قبل سنوات”.

“أرسم واجهة الأزياء لأني أحلم أن أكون مصممة في المستقبل”، تقول الطفلة ريم، التي بدأت الرسم قبل عام، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في الورشة، إلى جانب أكثر من 20 طفلة تتراوح أعمارهن بين 7 و12 عامًا.

يُحاول الفنان السوري من خلال هذه الورشات تطوير الخيال والعقل لدى الأطفال، الذين يتأثرون بمحيطهم، ساعيًا إلى “التركيز عليهم لتحفيز المساحة التي لا يستخدمونها في طفولتهم”، مردفًا “لم أحضر لونًا أسود فهناك الكثير من الألوان أجمل، ولها تأثير إيجابي أقوى على نفسية الطفل والكبار”.

ويرى علوم أن المساحة البيضاء التي أمام الطفل تشكل رهبة لدى الفنان، مؤكدًا أن “الطفولة المفعمة بالطاقة وامتلاكها أدوات كثيرة كالعفوية والصدق، تجعل الأطفال يطرحون أفكارًا مختلفة، لا يستطيع الفنان الوصول إليها، بعد أن قيدته الأكاديمية، كما أنه يحتاج جهدًا لينجز عملًا فنيًا روحه طفولية وممزوجًا بخبرته”.

وبعد جلسات تحضرية استمرت أيام قبل بدء الورشة، يعتبر علوم النشاط مشروعًا فكريًا يخص الطفل، “فكل مجموعة من الأطفال نسجت فكرة من دمج أفكار الفريق كاملًا، وهنا الطفل يصنع قراره ويدرس مشروعه ويطور الفكرة نفسها”.

اللوحة مساحة تحتاج الكثير من الذكاء وتعلم كيف يندمج الشخص في الحياة نفسها، وفق الفنان السوري، الذي يصف الورش بأنها “ضرورية لإعادة الطفل إلى الواقع الحقيقي من حوله، بعد أن غزت التكنولوجيا حياته”.

ليست الورشة الأولى التي ينظمها علّوم مع الأطفال، إذ شارك تلاميذًا سوريين في المدارس بورشات مشابهة، لافتًا إلى أن عشرات الأطفال السوريين الموهوبين بحاجة لمن يكتشف مالديهم وينميه على كافة الأصعدة وليس فقط في الرسم، “فالموهبة تبدأ لدى الطفل لأنه يحبها وتتطور بتكرارها رغم غياب الخبرة”.

رسومات لأطفال سوريين خلال المؤتمر الدولي لتعليم السوريين في اسطنبول التركية - 19 شباط 2017 (عنب بلدي)

رسومات لأطفال سوريين خلال المؤتمر الدولي لتعليم السوريين في اسطنبول التركية – 19 شباط 2017 (عنب بلدي)

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة