رجل في الأخبار.. جاستين ترودو: الزعيم الشاب وصديق المسلمين

camera iconرئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو (إنترنت)

tag icon ع ع ع

خلال لقائه الأخير بترامب، بتاريخ 13 شباط، حاول الكندي الأربعيني احتواء الرئيس الأمريكي، الذي دخل عقده السابع من العمر، بمصافحات ذات طابع دبلوماسي.

وإن تبدو الحادثة أقرب لشخصية جاستين ترودو، التي تتسم بالحيوية والبساطة، إلّا أنه مع جملة التصريحات التي واجه بها قرار ترامب بشأن اللاجئين، بدا وكأنه يقول لترامب “سأواجهك وأنت تبتسم”.

تسلّم ترودو رئاسة الوزراء كندا في 19 تشرين الأول 2015، بعد أن كان مرشحًا عن الحزب الليبرالي الذي يرأسه في البلاد، وإثر حملة انتخابية وعد خلالها بدعم الفقراء وتحسين اقتصاد كندا، وتغيير صورة البلد العجوز البارد إلى دولة الشباب والاقتصاد القوي و”جنّة اللاجئين”.

ومنذ وصوله إلى الحكم، حظي الشاب بشعبية كبيرة على المستوى العالمي، إذ أصدر قرارًا يقضي بفتح باب الهجرة إلى كندا، وتعهّد باستقبال بلاده 10 آلاف لاجئ سوري، قبل أن يرفع العدد إلى 25 ألفًا، في الوقت الذي كانت فيه الحدود الأوروبية تغلق بوجه عشرات آلاف اللاجئين الذين قطعوا البحر أو الغابات وصولًا إلى غرب أوروبا.

في استقبال أوّل دفعة من السوريين الذي وصلوا كندا، وفق قراره، كان ترودو في المطار، مصافحًا الواصلين ومهنئًا بسلامتهم ومتعهدًا باستقبال المزيد.

وخلال عام 2015، وصل عدد السوريين الذين قدموا إلى كندا إلى نحو 30 ألفًا، يتلقون جميعه رعاية جيدة، لدرجة أنّ زوجين سوريين قررا تسمية طفلهما باسم جاستين.

كما أثرت مواقفه المناهضة للعنصرية والمدافعة عن الإسلام من شعبيته في الأوساط العالمية، كما حرص خلال سنة ونصف من حكمة للبلاد على طمأنة المسلمين والتأكيد على أنهم جزء من المجتمع الكندي.

كما عكف على زيارة المساجد، ويظهر في فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يصلي داخل إحداها، يتناول طعام الإفطار مع المسلمين هناك.

وعقب الهجوم الذي استهدف مسجدًا في مقاطعة كيبيك الكندية، في 29 كانون الثاني الماضي، والذي راح ضحيته خمسة أشخاص، ظهر رئيس الوزراء الكندي وهو يبكي أثناء مراسم تشييع الجثامين، وبدأ كلمته بـ “السلام عليكم”، معربًا عن حزنه العميق لفقد أرواح بريئة في كندا.

متابعو أخبار جاستين ترودو أبدوا إعجابهم الشديد بمواقفه من المسلمين، إذ أطلق أحدهم على سبيل الدعابة عبارة “اللهم انصر المسلمين بجاستين ترودو”.

ويرى ناشطون أنّ دراسة الأدب أثّرت في شخصية ترودو بشكل إيجابي، فهو حاصل على درجة بكالوريوس في الآداب من جامعة “ماكغيل”، ودرجة بكالوريوس في التربية من جامعة “كولومبيا” البريطانية، قبل أن يدرس الهندسة في جامعة “مونتريال”.

كما بدأ بالتحضير لدرجة الماجستير في الجغرافيا البيئية في جامعة “ماكغيل”، قبل تعليق دراسته للخوض في الحياة العامة.

على مستوى العمل السياسي والعلاقات الخارجية، عمل ترودو منذ توليه الحكم على تحسين صلات بلاده مع دول العالم، من خلال زيارات أوروبية ولاتينية وآسيوية متكررة، فضلًا عن دعمه لقضية السوريين وقضية الشعب الفلسطيني.

وكتب باحث إسرائيلي مقالًا بعنوان “التغير الملحوظ في السياسة الخارجية الكندية بالشرق الأوسط”، أبدى فيها قلقه من “خسارة إسرائيل دولة حليفة”، بسبب “ميل ترودو إلى العرب والمسلمين”.

وبعد تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، عارض ترودو أولى قرارات الرئيس الجديد، وعبّر عن استعداد بلاده لاستقبال اللاجئين بينما كان ترامب يغلق مطارات الولايات المتحدة في وجههم، موجهًا رسالة لترامب، ومؤكّدًا أنه “لن يعظ ترامب بشأن التعامل مع اللاجئين السوريين”.

ولم تكن “الكاريزما السياسية” وليدة الظرف لدى ترودو، وذلك لكونه سليل عائلة سياسية، إذ كان والده بيير، رئيسًا للوزراء في كندا، في سبعينيات القرن الماضي.

كما شارك جاستين في الحياة السياسية منذ شبابه، وشغل منصب عضو البرلمان الكندي عن مقاطعة بايينو، قبل أن يرأس الحزب الليبرالي في عام 2013.

جاستين ترودو يبلغ من العمر 45 عامًا، ورغم أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، إلّا أنّ وسامته جعلت لديه الكثير من المعجبات، وبات يصنّف ضمن الشخصيات الأكثر شعبية لدى الإناث.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة