مدرّب بطل الدوري الإنكليزي يخرج بـ “الكرت الأحمر”

tag icon ع ع ع

ضجت الصحف الرياضية صباح السبت بخبر إقالة مدرب نادي ليستر سيتي الإنكليزي، كلاوديو رانييري، في خبر حمل لعشاق النادي مفاجأة كانت مطلوبة ولكنها غير متوقعة من الإدارة، إذ يجب عند اتخاذ قرار كهذا التحلي بالكثير من الشجاعة، عندما نتحدث عن مدرب لم يمضِ على تحقيقه معجزة الدوري الإنكليزي سوى تسعة أشهر فقط.

يمكن لإقالة رانييري أن تحمل الكثير من الأسئلة حول الوفاء والإنجاز التاريخي الخيالي الذي قام به مع الثعالب، بفوزه بلقب البريميرليغ لأول مرة في تاريخ النادي، ووضع اسمه بين كبار القارة الأوروبية.

سيطر الإنجاز الذي حققه للنادي في الموسم الماضي، بالإضافة إلى إحراز لاعبه الجزائري رياض محرز للقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي، على النتائج المخيبة التي يحققها ليسترسيتي هذا الموسم، حيث من الغريب أن يصبح بطل الدوري بين ليلة وضحاها منافسًا على ذيل الترتيب ويهرب من شبح الهبوط، لذلك كانت إقالة المدرب مطلب لاعبي النادي أنفسهم، إذ كشفت مصادر أن اللاعبين حاولوا في أكثر من مناسبة إقناع إدارة النادي لاتخاذ القرار.

انتقد العديد من المحللين الرياضيين إجراء إدارة النادي، الذي وصفوه بالمجحف بحق المدرب صاحب بطولة الدوري، ولكن إدارة النادي عزت ذلك إلى أن مصلحة الفريق فوق أي شيء، فقد أصبح الأداء الفني والحالة الذهنية للفريق في أسوأ حالاتها منذ بداية الموسم، كما وصفت إدارة النادي أن هذا هو القرار الأصعب التي تم اتخاذه في ليستر.

وكما هو معروف في كبار أوروبا وصغارها، من الصعب الحفاظ على وظيفتك كمدرب لأحد الأندية الأوروبية في هذه الأيام لسنوات، إلا بعض الأساطير كأليكس فرغسون في الشياطين الحمر، وآرسن فينغر في آرسنال.

قصص نجاح لم تستمر لكبار مدربي كرة القدم

ليس رانييري هو الأول الذي فشل في تجربته الثانية في نادٍ أوروبي، بل يسجل التاريخ الكروي فشل التجربة الثانية للعديد من كبار المدربين في أوروبا، كما يسجل حالات من النجاح لبعض المدربين الذين عادوا إلى أنديتهم وعادت الإنجازات معهم.

كلاوديو رانييري

هو ذاته المُقال من ليستر سيتي، كانت له قصة أخرى في تدريب نادي فالنسيا الإسباني مرتين سابقاً، فقد تولى تدريب الفريق الإسباني في الفترة الاولى في عام 1999 -2000 وحقق كأس ملك إسبانيا في موسم وحيد قضاه مع النادي الإسباني.

ثم عاد في موسم 2004 وحقق مع الفريق كأس السوبر الأوروبي، لكن قراره في ذلك الوقت بالتخلي عن الأرجنتيني بابلو إيمار نجم الفريق، سبّب ضجة كبيرة أدت إلى إقالته على الفور من قبل إدارة النادي.

جوزيه مورينيو

أحدث ضحايا هذه القائمة بطبيعة الحال هو البرتغالي مورينيو، والذي تمت إقالته من تدريب تشلسي. وكان البرتغالي عمل مع تشلسي في فترتين 2004-2007 و2013-2015.

الفترة الأخيرة كانت الأسوأ فبعدما كان البرتغالي أحد أفضل مدربي تاريخ تشلسي، أصبح مستسلمًا للضغط في ولايته الثانية وفي بعض الأحيان كان يحاول أن يرمي باللوم على اللاعبين أو موظفي النادي.

ورغم هذا الأمر إلا أن جماهير تشلسي لم تمتنع عن حبها للمدرب، الذي فاز مع تشلسي بثلاثة ألقاب في الدوري، وأربعة ألقاب أخرى بين كأس الاتحاد وكأس الرابطة.

أوتمار هيتسفيلد

أحد أفضل المدربين في تاريخ الدوري الألماني والذي تولى تدريب بايرن ميونخ في فترتين حقق فيها الدوري خمس مرات، ولقب دوري الأبطال مرة وحيدة، وثلاثة ألقاب في كأس ألمانيا.

فترته الأولى مع البافاري كانت في 1998-2004 وكانت هي الأنجح فحقق مع الفريق أربعة ألقاب دوري، ولقب دوري الأبطال، ولقبين للكأس، بالإضافة لكأس العالم للأندية في 2001.

رحل هيتسفيلد عن الفريق في 2004، ولم يعمل في التدريب حتى عاد إلى النادي البافاري في 2007 في فترة ثانية دامت موسماً واحدًا، حقق فيها الدوري والكأس ورحل بإرادته لتدريب منتخب سويسرا، وهو يعمل حاليًا كمدرب للمنتخب السويسري.

جون توشاك

عمل الويلزي جون توشاك مدربًا لريال مدريد مرتين في مسيرته الكروية وحقق لقباً وحيدًا في بطولة الدوري الإسباني فقط.

وفي الفترتين عمل توشاك موسماً واحداً، الأولى كانت موسم 1989-1990 وحقق فيها لقب الدوري مع الفريق والثانية كانت في 1999.

وفي عام 1990 أُقيل توشاك من تدريب الفريق بعد تحقيقه للقب الدوري، وحل مكانه أسطورة النادي ألفريدو دي ستيفانو وقد تمت إقالته قبل نهاية الموسم.

وفي الفترة الثانية في عام 1999 وقع عقداً مع الفريق لمدة 16 شهراً ولكن بعد أن انتقده عدد من أعضاء الفريق، وتدنى مستوى اللاعبين في البطولة المحلية أُقيل مجدداً.

 فابيو كابيلو

من أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، تولى تدريب فريقين لفترتين مختلفتين، واثنين من أعرق الأندية الأوروبية (ريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي).

حقق الدوري الإيطالي والإسباني، ودوري أبطال أوروبا مع ميلان، وألقابًا أخرى كثيرة، إلا أنه في النهاية لم يتمكن من الحفاظ على مكانه في تدريب هذين العملاقين بسبب علاقته بالنجوم في البرنابيو أو السان سيرو، حيث طالب إدارة ريال مدريد 2007 بالتخلي عن البرازيلي رونالدو والإنكليزي ديفيد بيكهام.

وعمل كابيلو في تدريب ميلان في الفترة 1991-1996 والفترة 1997-1998، ومع ريال مدريد في الفترة 1996-1997 والفترة  2006-2007.

كيفين كيغان

رغم توليه تدريب عدة أندية بالإضافة للمنتخب الإنكليزي، إلا أن العلاقة بين الإنكليزي كيفن كيغان ونادي نيوكاسيل يونايتد كانت الأعمق، حيث درب النادي على فترتين، الأولى في 1992 حين تولى تدريب الفريق لخمس سنوات، وحقّق معه نتائج جيدة إلا أن وفاة أحد أقاربه أرغمه على تقديم استقالته بشكل مفاجئ في 1997.

عاد كيغان إلى تدريب نيوكاسل في 2008 مرة أخرى، لكنه لم يستطع إضافة أي شيء جديد للنادي، فقد كان لديه مشاكل مع المالك (مايك أشلي) دفعته إلى الاستقالة.

زي ماريا

خوسيه مارسيلو فيريرا البرازيلي والملقب بـ زي ماريا، يملك قصة فشل لم تسعفه فيها خبرته الكروية مع نادي كيهلول الروماني، رغم منحه أكثر من فرصة من قبل إدارة النادي.

ففي 2015 تمت إقالته من تدريب نادي كيهلول الروماني بسبب سوء النتائج، ولكن الغريب في الأمر أن مالك ورئيس النادي غيّر رأيه في اليوم التالي وأعطاه فرصة أخرى، ولكن عاد ليخسر في المباراة التالية والتي كانت المسمار الأخير في نعش المدرب البرازيلي، لتتمّ إقالته مرة أخرى بعد مباراة واحدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة