قواعد الرياضة البسيطة – 2

tag icon ع ع ع

قنديل ضاهر

نحلم جميعًا بأن نكون رياضيّين، أو لنقل، بأنْ نمتلك أجسامهم الجميلة دون بذل مجهودهم والتعرّق مثلهم، نحلم بأن تكون نتيجة 5 تمارين معدة، بطن مشدود وعضلات مقسمّة وجذابة. المشكلة الحقيقيّة أننا نحلم  فقط، ولو فكرنا لدقيقة أن بمقدورنا تحقيق حلمنا بالجهد والصبر، لتحسّنت صحتنا العامة، ولعشنا كما نحلم بخفّة ورشاقة وقليل من الأمراض.

هناك بعض القواعد التي لو التزم بها أي شخص –مهما كان وزنه- لحصل على غايته، ولكنّ الأمر سيأخذ وقتًا لا بأس به، حسب مجهود كل شخص وثقته بنفسه، وإنتاجيّته.

نكمل اليوم هذه القواعد التي بدأنا بتفصيلها في العدد السابق.

 تجهيزات أقل: غالبًا ما نتجه -عندما نقرّر ممارسة الرياضة- إلى الصالة الرياضيّة القريبة ونسجّل فيها، لندفع مبلغًا يرتفع وينخفص حسب تجهيزاتها.. مجددًا يمكنك الاستمتاع بالرياضة بدون تجهيزات ودفع أموال إضافيّة أو بحدٍّ أدنى من الأدوات المساعدة تكون بجانبك في غرفتك، ربما يكون هناك مئات الطرق والميزانيّات للأدوات الرياضيّة، ولكنّ هدفنا هنا أنْ نجعل الرياضة بسيطة ما أمكن. يمكنك القيام بتمارين مذهلة بدون أي تجهيزات، وفي الحقيقة يجب عليك إن كنت مبتدئًا أن تمارس الرياضة بوزن جسمك فقط ما بين 6 شهور إلى سنة –حسب وزنك-، لا تحتاج لأجهزة احترافيّة لرفع قوّة تحمّلك، يمكنك المشي والركض أو ركوب دراجة هوائيّة أو صعود المرتفعات أو سلم عمارتك وإن كنت تعيش في مدينة ساحليّة تكون السباحة رائعة لك. لا تحتاج لأي أجهزة بالمعنى الحرفي، تستطيع أن تمارس تمارين الضغط والرفع (على جذع شجرة مثلًا) أو القفز (له أنواع كثيرة) أو ممارسة تمارين القرفصاء ومشية البطة. الفكرة بشكل عام هي إن كنت لا تمتلك الوقت أو المال الكافي، يمكنك ممارسة كثير من التمارين في مكتبك أو غرفتك.

 بضعة تمارين: تمارين بناء العضلات والأجسام في الصالات الرياضيّة تكون على شكل روتين يوميّ، وتكون من 3-5 تمارين مختلفة تركّز كل يوم على جزء واحد من الجسم. وهي معقدّة جدًّا لأغلب الناس، وغير مفهومة للجميع.. مجددًا اجعل الرياضة بسيطة وحافظ على بعض التمارين البسيطة والتي يمكنك ممارستها أينما كنت.

تلذّذ بطعام حقيقيّ: واحدة من أهم القواعد في هذه القائمة، لأنّك إذا لم تأكل جيّدًا وصحيًّا –غالبًا- لا يهمّ كم تمارس من الرياضة أو المجهود الذي تضعه فيها، ربما سيزداد وزنك وتسوء صحتك. اهتم بالأغذيّة الصحيّة والقريبة من طبيعتها ما أمكن (البطاطا المسلوقة أفضل من المقليّة…الخ). هذا يعني أن أبتعد كثيرًا عن الأغذية المعالجة والمحلّاة والمليئة بالدهون والملح (وجبات كنتاكي وحلوياتها ومشروباتها مثلًا). الأفضل أن تصنع طعامك بنفسك أو أن تأكل في منزلك عندها، وستتحكم بمقدار السكر والملح والدهون الموجودة في الطعام المستخدم. أَكْثِرْ من الخضروات والفواكه والمكسرات والأجبان والألبان والحبوب والبقوليّات.. الطبيعيّة والطازجة.

 كميّة أقل: معظم الناس يأكلون الكثير الكثير، بترف أو بشهوة، وبعد ذلك يظهر لنا ذلك في جسم سمين مترهل لا يعجب حتى صاحبه.. لخسارة تلك الشحوم المخزنّة، علينا أن نقلّل كمية التهامنا ونبدأ بتغذية أنفسنا (بهذه البساطة). بالطبع إن عزمت على أكل الطعام –المذكور في الفقرة السابقة- الطبيعيّ والصحيّ ستسهلك حريرات أقل، ولكن مع ذلك، من الجيّد أن تخفّف كمية الطعام التي تأكلها بشكل عام، على الأقل حتى تصل لمستوى دهون غير مضّر بالصحة في جسمك. الطريقة الوحيدة لذلك هي أن تأكل ببطء ومتعة وبكامل تركيزك في الطعام حتى تشعر بالرضا والشبع (لا بالحشو والانتفاخ). طريقة أخرى أن تراقب حجم وجباتك. الخلاصة كي تخفّف وزنك يجب أن يكون ما يدخل لجسمك من حريرات أقل ممّا تستهلكه، وليس العكس.

 الصبر: هنا يقف معظم الناس، أغلبهم يملّون ويضجرون من عدم مشاهدة نتائج سريعة لما يبذلونه من مجهود نفسيّ في الابتعاد عن الأطعمة المعتادين عليها أو المجهود الجسدي في ممارسة التمارين، وذلك لأنّهم يشاهدون في المجلات والتلفاز والشبكات الاجتماعية والكتب الرخيصة أن الحصول على جسم رائع وصحة عظيمة لا يتطلب سوى بضع ثوان لا أكثر (ربما بدواء عجيب، أو لباس سحريّ، أو بالأحلام). ولكن الرشاقة واللياقة لا تحدث هكذا أبدًا، هي عمليّة مستمرّة وتغيير أسلوب حياة، لا يوجد وقت محدّد للحصول على نتيجة مرضيّة لأنّ لكل شخص طبيعة خاصة، فلا ترهقوا أنفسكم بالبحث عن وقت حقيقي للوصول إليها، فأنت لا تكسب الوزن والدهون بين يوم وليلة، وكذلك لا تخسرها وتعود رشيقًا بين عشيّة وضحاها. فقط تمتّع بهذا النظام الجديد، تلذّذ بطعام حقيقيّ صحيّ، استمتع بصحتك، اشعر بجمالك وخفّتك، انسَ النتيجة لبعض الوقت فالمهم أن تتغيّر حياتك للأفضل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة