الحمى المالطية.. مرض طويل العلاج كثير النكس

الحمى المالطية.. مرض طويل العلاج كثير النكس
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

الحمى المالطية هي أحد الأمراض الإنتانية المشهورة بين الناس، وقد عرفنا بها وبأعراضها في العدد الماضي، وذكرنا بأنها تتظاهر بأعراض عامة كالإرهاق والخمول وآلام العضلات والمفاصل والتعرّق الليلي والقشعريرة، لذلك ينبغي مراجعة الطبيب عند وجود تعب شديد غير معتاد أو ألمٍ عضلي أو حمّى مع وجود عوامل خطورة للإصابة بالمرض أو عند وجود حمّى مستمرة. ويجب البدء بالعلاج فور التشخيص تجنبًا لمضاعفات قد تكون خطيرة، كالتهاب الفقرات والنخاع الشوكي، أو التهاب الشغاف وصمامات القلب، أو التهاب الجهاز البولي التناسلي وحدوث العقم.

كيف يتم التشخيص؟

من الصعب تشخيص المرض في المراحل المبكرة بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الكثير من الأمراض كالإنفلونزا مثلًا، ويعتمد التشخيص على:

  1. القصة السريرية والأعراض.
  2. الفحوص المخبرية التالية:
  • تعداد الكريات البيض في الدم، إن كان سويًا أو منخفضًا، مع زيادة نسبة الخلايا اللمفاوية.
  • ارتفاع سرعة تثفل الكريات الحمر (ESR).
  • الكشف عن الأضداد (تفاعل رايت).
  • عزل الجرثوم بالزرع من نقي العظم (باكرًا) أو من الدم (إيجابي في 50% بالطور الحاد) أو السائل الدماغي الشوكي أو من العقد اللمفية.

عمليًا يعتمد في التشخيص على إيجابية تفاعل رايت، والذي يصبح إيجابيًا بعد 8 – 9 أيام من بداية المرض، وفي هذا الاختبار يتم مزج مستضدات البروسيلا مع الأضداد الموجودة في المصل، ويراقب تشكل الكتل المتراصة، ويتم الحصول على العيارات المختلفة من خلال إجراء سلسلة من التمديدات التسلسلية وتحديد التمديد الذي يتوقف عنده التراص.

وتعتبر القيم 20/1 و40/1 سلبية، بينما تعتبر القيمة 80/1 سلبية ما لم تكن مترافقة بأعراض سريرية، وتعتبر القيم 160/1 وأكثر إيجابية.

ونظرًا لأن العيارات المنخفضة 40/1 و80/1 يمكن أن تدل على تعرض قديم، أو خمج معالج، أو بداية لخمج حديث فإنه يجدر إعادة التقييمين السريري والمخبري بعد بضعة أيام (3 -5 أيام)، وذلك لاكتشاف فعالية المرض عن طريق تلمس تزايد عيار الأضداد بمقدار مرتين على الأقل، أو زيادتها بمقدار أربعة أضعاف خلال أسبوعين.

كيف تعالج الحمى المالطية؟

يتم العلاج دومًا باستخدام أكثر من مضاد حيوي بسبب الاحتمالية العالية للنكس، إذ ينكس المرض عند 10 – 12% من المرضى حتى مع العلاج، وهناك أكثر من طريقة:

عند البالغين والأطفال أكبر من ثماني سنوات: تتراسيكلين فمويًا لمدة 6 أسابيع مع ستريبتومايسين عضليًا لمدة أسبوعين، أو دوكسيسللين فموًيا لمدة 6 أسابيع مع ريفامبيسين فمويًا لمدة 6 أسابيع.

عند الحوامل والأطفال أصغر من 8 سنوات: سلفاميتوكسازول فمويا لمدة 6 أسابيع مع ريفامبيسين فمويًا لمدة 6 أسابيع.

وفي الحالات الشديدة يفضل مشاركة العلاج بإعطاء جينتامايسين عضليًا لمدة 3-5 أيام.

وننوه هنا إلى أن اتباع حمية غذائية بعدم تناول الحليب ومشتقاته أثناء المرض هو خطأ شائع، إذ يجب غليه فقط.

ويفضل إجراء تحليل جديد بعد ثلاثة أشهر للتأكد من عودة الأجسام المضادة لوضعها الطبيعي، وفي حال النكس يتم إعادة العلاج بالأدوية المستخدمة في الإصابة الأصلية.

ما هي سبل الوقاية من الإصابة؟

  • غلي الحليب لمدة 5 دقائق بعد فورانه، وغلي الجبنة، وتجنّب تناول الحليب ومشتقاته غير المبسترة كالجبنة والآيس كريم.
  • طبخ اللحم بشكل جيد وتجنّب أكله نيئًا.
  • ارتداء القفازات عند التعامل مع الحيوانات خاصة من قبل عمال المسالخ أو البيطريين.
  • الفحص المستمر لمن يتعامل مع منتجات الألبان.
  • ذبح الحيوانات المصابة والتخلص منها.
  • تلقيح الحيوانات المنزلية والمواشي (لا يوجد لقاح متاح للبشر حتى الآن).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة