ابتسم، كل الوقت

tag icon ع ع ع

قنديل ضاهر

في زخم هذه الحياة المتسارعة لم نعد نشعر بتفاصيل ما حولنا، نقوم بما علينا القيام به، ونُرهَق مما يطرأ علينا فجأة، ونتوتّر من الإلهاءات الكثيرة على الشبكة… وننسى أن نبتسم.

توقعنا لوقوع الأشياء حولنا كما نريدها وبطريقة محدّدة، هو سبب توتّرنا العام في يومنا السريع، وهذا التوتّر ينسينا جمال اللحظة التي نعيشها كل يوم.

في كلّ لحظة، هناك مساحة معيّنة للسعادة. فنحن لا نريد أن نكون منتشين بالسعادة، أو مسحورين بالجمال والابتهاج كل الوقت وكل ثانية من اليوم. لا أحد يريد هذا النوع من السعادة لأنه مستحيل أصلًا. ولا يمكننا ألا نشعر بالتعاسة والحزن والغضب، بل يمكننا أن نشعر بالسعادة (بشكل ما)، وفي أي وقت نحب، حتّى عند أحلك حالات التعاسة.

جميعنا يظنّ أنّ الأمر معقّد وصعب، وأن هذا الكلام نظري غير قابل للتطبيق في الحياة.

بصراحة الحل أبسط مما يمكن تخيّله.. أن نبتسم فقط.

للأسف نحن ننسى الابتسامة، وكلنا يعرف أثرها في التغيير والتأثير في النفس وفي الآخرين.

أن نبتسم في كل لحظة لا يعني أنْ نقلّص عضلات فكّنا طوال اليوم لنأتي بشكل الابتسامة المعروفة.. حسنًا ربما يفي هذا بالغرض ولكنّه ليس المطلوب لأنّ هذا سيتعب فكنا. ولكنّ الابتسامة المطلوبة أولًا هي ابتسامة الروح، أو سرور الروح الذي يسري في داخلنا، في كلّ خلية منا، يجعلنا ممتنين لما نحن فيه في الحياة (مهما كان)، ليصل إلى وجهنا فيشرق وتلمع عيوننا وتزيّنه ابتسامة لطيفة لا تتعبنا.

جرّب ابتسامة الروح الآن: اجلس في مكان هادئ، استرخ، فكّر في هذه اللحظة الهادئة وجِدْ شيئًا يجعلك تبتسم. اشعر بها أولًا في داخلك. أليس هذا رائعًا؟

ما الذي سيجعلك تبتسم من الداخل؟

في حياة كلّ واحد منّا المئات من النعم والهبات التي أكرمه الله – تعالى– بها.. هنا بعضها:

– يمكنك أن ترى إشعاع الشمس.

– يمكنك أن تمشي.

– لديك أشخاص في حياتك يهتمون بك.

– أنت طيب القلب ومُحبّ.

– هناك من تساعده وتحنّ عليه.

– تقدّر جمال الأشجار وهطول المطر وأمواج البحر.

– يمكنك تذوّق الشوكولا.

– أن تتعلّم شيئًا جديدًا كل يوم.

– أن تصنع شيئًا ما مميزًا.

– الجمال يحيط بك بأشكال عديدة.

وهكذا.. ربما لا تمتلك كل هذه النعم، ليس هذا مهمًا، لأنّها مجرّد أمثلة، ولكنّك بالتأكيد تمتلك نعمك الخاصة الكثيرة والكثيرة جدًا، وكلّها أسباب أكثر من رائعة لتجعلك تبتسم.

مجددًا، ستنسى أن تبتسم في بعض لحظات يومك، لأنّ ذهنك يعيدك إلى حوادث وقصص مؤلمة ومزعجة حدثت معك في الماضي القريب أو البعيد، أخطاء سابقة أو أشياء لو أمكن تجنّبها لكانت حياتك أفضل (حسب ذهنك)، هذا غير صحيح فالقدر وقع وانتهى، ونحن «ولاد اليوم».. تذكّر ذلك واعمل جيدًا وأنت تبتسم من الداخل بامتنان لما أنت فيه من صحة وقدرة على التعلّم والعمل. لا تسمح لعقلك بأنْ يعيد لك ما هو سيء وينسيك جمال ما تعيشيه.

هذا العمل البسيط سيغيّر حياتك ويومك بكل تأكيد ليصبح أكثر بساطة وجمالًا.

أخيرًا، كلّنا لديه في حياته شخص أكرمه الله بهذه القدرة المذهلة، ينسى ماضيه وأخطاءه ويعيش يومه بجماله وسعادته مبتسمًا وفرحًا ونشيطًا، يمكنك أن تتعلم منه وترافقه وتسأله كيف يستطيع التحكّم في ذاته وينشر الابتسامة في نفسه ومن حوله، لتجد أن الأمر بسيط ولا يستحق عناءً مطلقًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة