جمعية أهلية تسعى لردم “الهوّة” بين مقاتلي ومدنيي الغوطة

مركز الجمعية الأهلية في مدينة دوما - آذار 2017 (عنب بلدي)

camera iconمركز الجمعية الأهلية في مدينة دوما - آذار 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي خاص

تقف الطفلة والهواء يلفح وجهها الشاحب، لتبيع أطباقًا وملاعقَ تأكل بثمنها ما يقوتها وإخوتها، فوالدها يُقاتل على جبهات دمشق “المشتعلة”، بينما تسير هي في أزقةِ وشوارعِ مدينة دوما، باحثة عن زبون يشتري ما تملكه.

مشهدٌ تكرر في مدنِ وبلدات الغوطة الشرقية، ما دعا بعض المهتمين لبحث حلول تسد فجوةً أكبر من إغاثة عائلة.

وسعى بعض أهالي المنطقة لسد رمق عائلات المقاتلين، وردم هوةٍ تزداد بين المدنيين والمقاتلين، في ظل اهتمام المنظمات الإنسانية بفئاتٍ معينة، وترك دعم المقاتلين للفصائل التي ينضوون داخلها.

لا فرق بين المدني والمقاتل

بدأت “الجمعية الأهلية” في الغوطة عملها مطلع آذار الماضي، وسعت لزيادة التفاعل والتعاون بين المدنيين والمقاتلين من خلال مراكز توزع ما تستطيع على المقاتلين وعائلاتهم، وتنتشر في مناطق مختلفة من الغوطة.

سليم جاسم، مقاتلٌ على تخوم دمشق، يقول لعنب بلدي إنه علم من زوجته، أن عائلته حصلت على سلة غذائية وكسوة للأطفال، مضيفًا “هذا العمل لا يقل عما نقوم به على الجبهات، فهو دعمٌ نفسي لنا، ما يعزز صمودنا ويجعلنا مطمئنين على عائلاتنا في حال نلنا الشهادة”.

المقاتل قتيبة الجزائري، لم يسمع عن الجمعية بعد، كما يتحدث إلى عنب بلدي، إلا أنه وصف الخطوة بـ “الطيّبة”، لافتًا إلى أنه “من الضروري إنشاء جمعيات متخصصة تعنى بشؤون المقاتلين وعائلاتهم، في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها”.

إدارة الجمعية توضح هدفها

يقول طبيب الأسنان باسل عيون، وهو مدير “الجمعية الأهلية” في الغوطة، إنها أنشئت “لدعم الثوار وردم الهوة بين المدني والعسكري، ما يزيد التكاتف ويجعلنا في سفينة واحدة تسير إلى شط النجاة”.

ويرى عيون، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “مستوى الثوار المعيشي متدنٍ بالمجمل، فالمؤسسات في الغوطة تدعم المدنيين، بينما يقل دعم المقاتلين إلى حد غيابه”، موضحًا أن الفكرة طُرحت قبل خمسة أشهر.

تتألف الجمعية من مجلس إدارة يديره عيون ونائبه وأمينُ سر، إضافة إلى أعضاء استشاريين (تاجر وشرعي وقانوني) عددهم الكلي سبعة، ويشير المدير إلى أن 150 عضوًا آخرين يشكلون كادر الجمعية ضمن مراكز في دوما ومسرابا ومدن وبلدات المرج.

ويؤكد عيون أن الجمعية تسعى إلى توسيع العمل، ليشمل القطاعات الأخرى في الغوطة، لافتًا إلى توزيع سللٍ غذائية في معركة دمشق الأخيرة، وأربعة آلاف قطعة لباس للمقاتلين ونسائهم وأطفالهم.

يتطلع أعضاء الجمعية ليكون المدنيون والمقاتلون “يدًا واحدة”، في وقت يتمنى الأطفال إيجاد موردٍ لنفقاتهم في ظل انشغال آبائهم على الجبهات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة