المعارضة تمتص هجوم النظام وتكبّده خسائر قاسية شمال حماة

راجمة تابعة لـ "جيش العزة" في ريف حماة الشمالي الغربي- 4 نيسان 2017 (يوتيوب)

camera iconراجمة تابعة لـ "جيش العزة" في ريف حماة الشمالي الغربي- 4 نيسان 2017 (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

أوقفت فصائل المعارضة في محافظة حماة، الهجوم المعاكس لقوات الأسد من المحورين الشمالي والشمالي الغربي، خلال الأسبوع الأول من نيسان الجاري، ونجحت بإلحاق خسائر بشرية وعسكرية قاسية في القوات النظامية والميليشيات الأجنبية والمحلية الرديفة.

المعارك بين الطرفين كانت بدأتها المعارضة في 21 آذار الفائت، من خلال هجوم واسع سيطرت من خلاله على نحو 15 مدينة وقرية وبلدة، لتحشد قوات الأسد ميليشيات من المنطقة الجنوبية والشمالية في سوريا، وتبدأ هجومًا معاكسًا، استعادت من خلاله السيطرة على معظم المناطق التي خسرتها، في ظل انكفاء المعارضة عنها.

وسعى النظام من خلال الهجوم المعاكس إلى كسر تحصينات المعارضة بشكل كلي في الريف الحموي، من خلال تقدمه باتجاه مدينة صوران بعدما سيطر على معردس في الريف الشمالي، والتقدم نحو مدينة حلفايا بعدما سيطر على المجدل من المحور الشمالي الغربي، وبالتالي تضييق الخناق على مدينة طيبة الإمام، والسيطرة على المدن الثلاث بالكامل، لكن الفصائل كان لها رأي مختلف.

عقدة حلفايا

سيطرت قوات الأسد على بلدة المجدل مطلع نيسان الجاري، ثم باشرت محاولات التقدم باتجاه مدينة حلفايا من المحور الجنوبي، المتمثل بمنطقة البطيش، والتي تشكل الحصن الدفاعي الأول عن المدينة، ومن المحور الغربي، المتمثل بمدينة محردة.

أحرزت القوات المهاجمة تقدمًا طفيفًا، لكن فصائل المعارضة امتصت الهجوم، واستعادت سيطرتها على منطقة البطيش في السادس من نيسان الجاري، وحافظت على نقاط التماس بين حلفايا ومحردة، رغم استعانة قوات الأسد بميليشيات عراقية وإيرانية ومحلية بالهجوم.

ورغم اقتصار عمليات التصدي على فصيل “جيش العزة” وحده من هذا المحور، إلا أن قواته أظهرت قدرة على استيعاب الهجمات المتتالية، والعمل بديناميكية عالية، وفق مصادر ميدانية.

محردة ضمن الصراع

دخلت مدينة محردة دائرة الصراع في ريف حماة، كونها ملاصقة لمدينة حلفايا من المحور الغربي، ويتم استخدامها كقاعدة عسكرية رئيسية لقوات الأسد وميليشياته في المحافظة.

وحذّر “جيش العزة”، في بيان أصدره في 7 نيسان الجاري، من أن الميليشيات الأجنبية الداعمة لقوات الأسد، حولت مدينة محردة، ذات الغالبية المسيحية، إلى ثكنة عسكرية، وقاعدة للهجوم على القرى والبلدات المجاورة.

ودعا الفصيل المنضوي في “الجيش الحر”، المجتمع الدولي للحفاظ على المدينة، وتحييدها عن الأعمال العسكرية، وإخراج الميليشيات الشيعية منها، ومنع إحداث تغيير ديموغرافي فيها، بعد معلومات تشير إلى نزوح عائلات منها خوفًا على أرواحهم، وتحت وطأة التهديد المباشر بقوة السلاح، لتستوطن عائلات ميليشيات شيعية في المنازل التي غادرها سكانها قسرًا.

تأمين صوران

في المحور الشمالي، بدأت قوات الأسد محاولات اقتحام مدينة صوران، بعد استعادتها بلدة معردس مطلع نيسان الجاري، لكنها اصطدمت بمقاومة عنيفة من قبل “هيئة تحرير الشام”، والتي تقود العمليات العسكرية منفردة في هذا المحور.

في الرابع من نيسان الجاري، استعادت “تحرير الشام” سيطرتها الكاملة على معردس، ثم منطقة المطاحن القريبة منها، لتؤمّن بذلك مدينة صوران مجددًا، في هجوم معاكس، أعطى مؤشرًا إضافيًا على مقدرة الفصيل على امتصاص الهجوم الواسع لقوات الأسد والميليشيات الرديفة.

وتكمن أهمية صوران كونها تتربع على الطريق الدولي الواصل بين حماة وحلب، علاوة على كونها نقطة دفاعية أولى عن مدينة مورك إلى الشمال، ومدينة طيبة الإمام إلى الشمال الغربي.

خسائر “مهولة”

كشفت مواقع وصفحات موالية للنظام السوري، عن خسائر بشرية “كبيرة” في صفوف قوات الأسد والميليشيات الرديفة، خلال الأسبوع الفائت أثناء معارك حماة، بمن فيهم ضباط وعناصر من “الحرس الثوري” الإيراني.

وأحصت عنب بلدي مقتل نحو 40 ضابطًا وعنصرًا من قوات الأسد، على جبهتي حلفايا ومعردس في ريف حماة، في الفترة الممتدة من 1 إلى 7 نيسان، معظمهم متطوعون من محافظتي طرطوس وحماة، بينهم 11 ضابطًا برتب مختلفة.

ولم تقتصر الخسائر على البشرية فحسب، إذ أعلنت الفصائل استيلاءها على خمس دبابات لقوات الأسد وعربتي BMB و”شيلكا” على جبهتي حلفايا ومعردس، إلى جانب أسر عدد من القوات بينهم ضابط برتبة عميد.

ويرى ناشطون أن معركة حماة، والتي تعدّ الأكبر في سوريا خلال العام الجاري، أخذت منحى “الاستنزاف”، وأظهرت عجز المعارضة والنظام على حد سواء، عن تحقيق حسم في المحافظة الوسطى، على المدى القريب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة