tag icon ع ع ع

اختار طلال علي سلو، المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، أن يكون تركمانيًا “يساريًا” يجاهر بانتقاد تركيا، ويدعم المشروع الفيدرالي لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، وهو التيار المتهم بالتبعية لحزب “العمال الكردستاني” المحظور لدى أنقرة.

ويخالف سلو، في منهجه العسكري والسياسي، معظم أقرانه من التركمان السوريين، الذين غلب عليهم الميول فكريًا وثقافيًا وسياسيًا لأنقرة، ولا سيما خلال السنوات الست الماضية.

ولا يكلّ، العميد، المرفع حديثًا بموجب قرار لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، من مهاجمة الحكومة التركية وفصائل “الجيش الحر” المدعومة من قبلها، واصفًا إياها بالدولة الراعية للإرهاب والمحتلة للأراضي السورية.

لكن حالة العداء لأنقرة، واختيار المعسكر اليساري “الأصفر” شمال شرق سوريا، لم يقفا حاجزًا أمام ولديه اللذين مازالا يدرسان في الجامعات التركية حتى الآن، الأكبر في “الهندسة المعمارية” والأوسط في “إدارة الأعمال”، كما صرح في وقت سابق لموقع “بوير” الكردي.

ويركز سلو، ابن بلدة الراعي شمال حلب، على تقديم “قسد” أنها الطرف الوحيد القادر على طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من سوريا، وإحلال فرص السلام والديمقراطية، متجاهلًا نجاح “الجيش الحر” (المرتزقة بحسب وصفه)، بطرد التنظيم من مسقط رأسه في حزيران من العام الفائت.

ولا يمانع “أبو علي”، القائد السابق لـ “لواء السلاجقة” الذي أنشئ قبل أربعة أعوام بدعم تركي، من قبول أطروحات تضع فصيله مع قوات الأسد في ذات الخندق لمحاربة “داعش”، ويرحّب بحرارة بدخول الروس إلى مناطق “قسد”، مع التشديد على استمرارية تدفق الدعم الأمريكي المادي واللوجستي، فالأصل في هذه المسألة إرضاء الداعم الأول والمباشر.

انكفاء الدعم التركي لـ “لواء السلاجقة” التركماني، الذي أسسه سلو قبل أربعة أعوام، كان سببًا مباشرًا لانقلابه وتغير مزاجه تجاه أبناء عمه، فانضوى مع فتات فصيله في “جيش الثوار”، ليندمج مع فصائل عربية وكردية ضمن تشكيل “قسد”، في تشرين الأول 2015، وينصّب متحدثًا رسميًا باسمه.

ولا يرى الضابط المسرّح قسرًا قبل 13 عامًا، دون سببٍ معلن، حرجًا من الحديث إلى صحف ومواقع مقربة من النظام السوري، على غرار “الوطن” و”الميادين”، ليمرّر رسائل ترحيب بمشاركة قوات بشار الأسد في معركة الرقة، أو حتى دخولها مناطق النزاع مع “درع الفرات” شمال شرق حلب.

فـ “الديمقراطية” من وجهة نظره تتيح الحديث إلى مختلف المنصات الإعلامية على اختلاف مواقفها، وهو ما تؤكده تصريحاته إلى مواقع معارضة للنظام، على النقيض من سابقاتها.

وفي الوقت ذاته، يشدّد على ضرورة محاسبة منفذي هجوم خان شيخون الكيماوي، دون الإشارة أو حتى التلميح إلى الجهة التي ارتكبته، رغم إقرار الحليف الأمريكي بمسؤولية الأسد.

ويكتفي بوضع صور أطفال قتلوا في المجزرة كـ “بروفايل” لصفحته الشخصية في “فيس بوك”.

عاش سلو في تركيا 18 شهرًا، بعد سيطرة “داعش” على ريف حلب الشمالي، مشبعًا بذكريات القتال ضد النظام و”داعش”، حاملًا “بيرق التركمان” ذا الهلال الأزرق، قبل الانقلاب الفكري والعسكري الذي حوّله إلى واجهة إعلامية لمشروع “روج آفا”.

مقالات متعلقة