الروس لأهالي جسر الشغور: لا سبيل للحياة هنا

camera iconجسر الشغور في ريف إدلب - كانون الثاني 2017 (أرشيف عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – طارق أبو زياد

تواجه مدينة جسر الشغور وريفها واقعًا يماثل، إلى حد كبير، المناطق المنكوبة في ريف إدلب عمومًا، مع تصاعد الحملة العسكرية الجوية عليها، التي جعلت منها منطقة غير صالحة للسكن، وسط حالة من الرعب تواجه الأهالي مع تدهور الأوضاع الإنسانية.

ومنذ شباط الفائت، صعّد الطيران الحربي الروسي من غاراته المركزة على جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، بهدف تفريغ المنطقة من سكانها، وربما استعادة سيطرة النظام عليها مستقبلًا، حسب أصوات في المعارضة المسلحة.

عامر الحلواتي، أربعيني من جسر الشغور، أوضح لعنب بلدي أن الطيران الحربي بات لا يغادر سماء المدينة، ويركز في غاراته على المجمعات السكنية والطرقات الرئيسية والأسواق، وهو ما ينسحب على جميع القرى المحيطة بها.

وقال الحلواتي “في بداية الحملة توقعنا أن يكون القصف روتينيًا كما المعتاد، لكن ومع مرور الأيام واستمرار القصف على نحو متصاعد، أصبحنا نفكر جديًا: ما هو السبب وراء هذه الغارات وكأن الجسر تقع على خطوط القتال الأولى؟”.

وأشار الحلواتي إلى أن التصعيد جعل الأهالي في حيرة من أمرهم، مضيفًا “من سلم من قصف اليوم سيأتيه قصف الغد، ولا مفر من الموت ولا سبيل للحياة”.

الهدف هو تفريغ الجسر

من الواضح أن سبب التصعيد المستمر في جسر الشغور، هو تفريغها من سكانها، وفق تصريح القائد العسكري في “فيلق الشام”، باسل الإدلبي، معتبرًا أن “الروس يتجهون إلى إفراغ المدينة والمنطقة الجغرافية المحيطة بها من السكان، وتهجيرهم من منازلهم إلى المجهول”.

وأشار الإدلبي، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن القصف لا يستهدف نقاطًا معينة، أو مقرات عسكرية، وإنما يتركز فعلًا على الحياة في المدينة، وتابع “يركز الطيران الروسي على الأسواق وممتلكات المدنيين ومنازلهم”.

واعتبر القائد العسكري أن النظام والروس وضعوا أهالي “الجسر” ضمن خيارين: إما الموت تحت القصف، أو الفرار نحو المخيمات.

ورجّح الإدلبي أن يكون الهدف الاستراتيجي الذي تسعى له روسيا، باعتبارها الداعم الرئيسي للنظام السوري، هو السيطرة على منطقة جسر الشغور.

وأوضح أنها المركز الأكبر للمعارضة في الريف الغربي لمدينة إدلب والمتاخمة للساحل السوري، الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها في سوريا، وتابع “بالتأكيد فهي بحاجة لحماية مناطقها وجعل الجسر نقطة دفاع متقدمة لتأمين الساحل وقاعدة حميميم”.

وشدد القيادي في “فيلق الشام” على صعوبة سيطرة قوات الأسد وروسيا على جسر الشغور عسكريًا، مذكّرًا ما أسماها بـ “المقتلة” التي أصابت قوات الأسد وميليشياتها الرديفة في جسر الشغور قبل عامين.

نصف الأهالي نزحوا وآخرون يفكّرون

وشهدت جسر الشغور نزوحًا واسعًا خلال الشهرين الفائتين، باتجاه العمق الإدلبي الذي يشهد قصفًا بوتيرة أقل، أو باتجاه الحدود السورية- التركية وتحديدًا مخيمات النزوح.

وبحسب تقديرات قاسم السلوم، أحد أهالي المدينة، فإن 50% من سكان “الجسر نزحوا، بينما يفكر آخرون بالفرار أيضًا، تحت وطأة النيران الروسية، وبالتالي نجاح النظام وحلفائه بتفريغ هذه المنطقة إلى حد كبير.

وتعد جسر الشغور من المناطق الاستراتيجية في إدلب باعتبارها صلة الوصل بين الشمال السوري والساحل، وبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة وفق إحصائية عام 2010، وسيطر عليها النظام السوري أواخر العام الأول للثورة ضده، لتستعيدها المعارضة في نيسان 2015، ضمن معارك أفضت للسيطرة على المحافظة كاملةً.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة