معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وتنظيم «الدولة الإسلامية»

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 99 – الأحد 12/1/2014

داعش والحر 2انتهاكـات بحـق مدنيين.. وقوات الأسـد تستغل الموقف

ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، وبين مقاتلين من «الجيش الحر» و «الجهبة الإسلامية» من جهة أخرى، ليتراجع نفوذ «الدولة» في حلب وإدلب، فيما تتقدم في الرقة، في الوقت الذي يكشف ناشطون عن انتهاكات ارتكبها تنظيم «الدولة» بحق معتقلين لديه، آخرها مشفى العيون في حلب، حيث اتهم التنظيم بإعدام قرابة 70 معتقلًا ميدانيًا.

كرٌ وفر

وبعد أسبوعين على المعارك العنيفة استطاع مقاتلو الجيش الحر والكتائب الإسلامية السيطرة على مقرات لـ «الدولة»، في حلب وإدلب وأريافهما، أهمها بلدة الدانا التي كانت تعتبر من أشد المواقع تحصينًا ومركزًا لعمليات «الدولة» في الريف الشمالي، وقد نقل ناشطون تسجيلات مصورة من أحد المقرات في الدانا تظهر أسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة، إضافة إلى مستودع كبير من الأدوية والمواد الغذائية وحليب الأطفال، قالوا إن «الدولة» منعتها عن المدنيين.

كما دارت اشتباكات عنيفة في سراقب وأفادت «شبكة أخبار إدلب» أن الاشتباكات كانت «الأعنف، حيث تمركز مقاتلو التنظيم داخل المدينة مقابل محاصرة كتائب من جبهة ثوار سوريا والجبهة الإسلامية أطرافها». وضمن مسلسل السيارات المفخخة الذي توعد به مقاتلو «الدولة» بعد تراجع نفوذهم في جبل الزاوية، فقد فجروا سيارتين مفخختين على الطريق العام لسراقب إحداها قرب آثار تل مرديخ (إيبلا) بالتزامن مع شن طيران النظام السوري غارات على أطراف المدينة والطريق الدولية بين الساحل والداخل.

وفي الوقت الذي مازالت الاشتباكات على أشدها في مناطق حريتان وعندان وتل رفعت، أكدّ ناشطون أن «الدولة» تراجعت في مدينة الباب ريف حلب، فيما تقدمت مسيطرة على مدينة تل أبيض في محاولة لتمكين نفوذها في محافظة الرقة.

 مجازر بحق المعتقلين

وأثار ناشطون وحقوقيون تخوفهم من ممارسات «الدولة» بحق المعتقلين في سجونها، بعد مجزرة بحق أكثر من 70 معتقلًا في مشفى العيون التي كانت مقرًا لعناصر «الدولة»، وأكد أحد مقاتلي «جيش المجاهدين» لعنب بلدي أن الجثث وجدت مكبّلة وقد أطلق عليها الرصاص في الرأس والعين، ومن بين الضحايا صحفيون ومقاتلون من الجيش الحر ومدنيون، في حين حرر 300 آخرون من المشفى.

وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان –الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له- قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه «تم توثيق مقتل 482 شخصًا منذ فجر يوم الجمعة 3 كانون الثاني الجاري وحتى يوم الخميس 9 منه، خلال الاشتباكات وذلك في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماة»، مشيرًا إلى أن من بين القتلى «85 مدنيًا و240 مقاتلًا معارضًا و157 عنصرًا من داعش»، في حين تعاني المراكز الحقوقية من إحصاء أعداد قتلى الاشتباكات.

أهداف مشروعة

وفي تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي باسم «الدولة» أبو محمد العدناني نشر يوم الثلاثاء، اعتبر أعضاء الائتلاف السوري والمعارضة المسلحة «هدفًا مشروعًا» للدولة، وقال العدناني «إن الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا»، معلنًا رصد «مكافأة لكل من يقطف رأسًا من رؤوسهم وقادتهم».

«النصرة» تعرض مبادرة

من جهتها عرضت «جبهة النصرة» (الشق الثاني لتنظيم القاعدة في سوريا) مبادرة، على لسان قائدها أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي نشر يوم الثلاثاء، قال فيه إن جبهة النصرة تقدمت بهذه المبادرة «لإنقاذ الساحة السورية من الضياع»، محملًا تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤولية تأجيج الاشتباكات ضد مقاتلي المعارضة، ومنتقدًا لسياستها في سوريا.

وأضاف أن المبادرة تشمل وقف إطلاق النار، والقضاء في الدماء والأموال المغتصبة، على أن تتشكل لجنة شرعية من الفصائل المهمة تتولى الفصل في الخلافات.

ويبدو أن «النصرة» –التي عرف عنها مؤخرًا تقربها من التيار المعتدل كالجبهة الإسلامية- بدأت تبسط سيطرتها على المناطق التي تنسحب منها «الدولة الإسلامية»، وقد ظهر ذلك جليًا في حلب، إذ سرعان ما بدأت «النصرة» عبر الإدارة العامة للخدمات في ملء الفجوة التي تركها تراجع «الدولة»، فأصدر مدير الموارد البشرية في «النصرة» بيانًا أعلن فيه حاجتها إلى تعيين عددٍ كبيرٍ من الموظفين المختصين في الخدمات من حملة شهادات الاختصاص العلمية والخبرات المهنية.

قوات الأسد تستغل الموقف

وأفاد ناشطون أن قوات الأسد تقدمت حوالي 10 كيلومترات بعد مدينة السخنة باتجاه الرقة من خلال رتل مؤلف من تسع دبابات وسيارات ثُبت عليها رشاشات دوشكا، مستغلة انشغال الفصائل بالاقتتال فيما بينها، فيما أثار ناشطون تخوفهم من تقدم قوات الأسد في النقارين في شمال حلب باتجاه المدينة الصناعية في الشيخ نجار، الأمر الذي يسمح للنظام بالسيطرة على طريق حلب للريف الشمالي الواصل إلى تركيا، ما سيفصل حلب عن الريف الشمالي ويمهد الطريق لفك الحصار عن سجن حلب المركزي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة