صحفيات جريئات في إدلب ينقلن أخبار المحافظة

ناشطة في مدينة إدلب - أيار 2017 (عنب بلدي)

camera iconناشطة في مدينة إدلب - أيار 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تستيقظ مراسلة عنب بلدي في إدلب، عفاف جقمور، صباح كل يوم على وقع الأخبار في المحافظة، ترصد وتتابع ما يجري، لتتوجه خارج منزلها، باحثة عن وقائع وقضايا، تُجسّد نجاحاتٍ ومعاناة، ربما لا تبعد عنها عشرات الأمتار.

رغم قلة عددهنّ مقارنة بناشطي وصحفيي إدلب، تنشط صحفياتُ المحافظة في مجالات مختلفة، ويُقر المتابع وابن المنطقة، ببصماتهن التي وضعنها في إعلامٍ جديد، نشأ داخل مجتمع “محافظ”، لم يعتد أهله تلقي الأسئلة من فتيات جريئات، تحدين الواقع لممارسة مهنة لطالما أحببنها.

العمل الصحفي مرهق

توزّع عفاف مهامها الأسبوعية بين تحرير الأخبار والتغطية الميدانية، وتقول إنها تواجه صعوبة “بسيطة” في الميدان، وتحاول أن يكون عملها بعيدًا عن مناطق الاشتباك، مشيرةً إلى أن بعض من تقابلهم، يستغربون فكرة “الفتاة الصحفية”، لكنها تراها إيجابية رغم اضطرارها للجوء إلى شهودٍ آخرين في حال رفض البعض الحديث معها.

وتعزو المراسلة العشرينية، وخريجة كلية الإعلام في جامعة دمشق، تصرفات الشهود “لأنهم لا يرون أثرًا ملموسًا سريعًا، فأثر الصحافة تراكمي وهذا يصعب عمل الجميع بمن فيهم الصحفيون”.

لم تتعرض ابنة مدينة إدلب لمضايقات خلال عملها، إلا أنها تحدثت عن صعوبات في التنقل ورفقة الطريق، “فالعمل الصحفي مرهق ويستوجب الغياب لساعات طويلة عن المنزل وكثيرات لا ترغبن في ذلك”، إلا أنها اعتادت على عملها وغطّت كثيرًا من النشاطات لوحدها، بين كثيرٍ من الإعلاميين، وهذا ما تتقبله ولا ترى فيه مشكلة.

ناشطات وصحفيات يروين قصصهن

تعمل معظم الصحفيات والناشطات بأسماء وهمية، ويعزين السبب للضغوط المجتمعية، وأسباب أخرى، فضلوا عدم التطرق إليها، بينما تعمل أخريات بأسمائهن، وترين أن ذلك “يشرفهن ويقوي حضورهن في المجال”.

لينا الياسين، تعمل مع المركز الصحفي السوري، الذي يدرّب العديد من الناشطين والناشطات منذ العام الماضي وحتى اليوم.

وبعد أن اقتصر عملها على الإذاعة التابعة للمركز، كتسجيل المواجز الإخبارية وبرامج أخرى سياسية وعلمية وترفيهية، انتقلت مؤخرًا إلى كتابة التقارير والقصص الإنسانية وتحرير الأخبار.

وترى الشابة، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن العمل الصحفي “مسؤولية كبيرة” تقع على عاتقها وزميلاتها، “فالصحافة تتطلب المصداقية والواقعية”، مشيرةً إلى نظرة إيجابية من المجتمع حين العمل، رغم بعض المضايقات “النادرة”، على حد وصفها.

زينة عوسجي، توظّفت قبل تسعة أشهر في المركز، وعملت في إعداد برامج لراديو “الحدث”، ثم دخلت مجال تغطية الأخبار وترجمة التقارير الإخبارية والمونتاج، وترى أنه في ظل الوضع الحالي، “ليس هناك فرق بين الصحفي والصحفية، فهي تتعرض لمعظم يتعرض له يوميًا، في سبيل إيصال المعاناة”.

بيان الأحمد، من مواليد 1975، تعمل بدورها في المركز منذ عامين، وترى أن “ظروف العمل جيدة وليس هناك مضايقات”، مؤكدة أن التعامل مع المهجرين إلى إدلب، “جلب علاقاتٍ اجتماعية أقوى ولقاءات متكررة، وبالتالي أصبحنا مصدرًا للخبر بالنسبة لكثيرين”، وتعتبر أن  الصحافة “عمل ممتع وراقٍ، وأداة لتسليط الضوء على حقائق مغيبة وقصص مخفية”.

التنسيق بين المنزل والعمل

الصحفية سلوى عبد الرحمن، المحررة في جريدة “حبر”، تجد صعوبة في التنسيق بين منزلها والعمل، فهي أمٌ لطفل، والصحافة تتطلب الخروج لفترات طويلة من المنزل.

يتعاون المجتمع مع سلوى، ولكنها غالبًا ما تتحرك مع مرافق يساعدها في العمل، بينما تشجع أقرانها على أن يكن جريئات في الميدان، الذي تراه يصقل الخبرات بشكل أكبر، ويمنح مهارات التواصل والحوار نحو الإبداع.

الصحافة رسالة سامية

تعمل ميرنا الحسن مع جهات مختلفة، وترى أن المضايقات القليلة، “تأتي من أشخاص يجهلون أهمية العمل الصحفي، وعقليات ربما لا تحبذ العمل للفتاة”، معتبرةً أن الناس يحبون المرأة المتعلمة القوية، “ولكن ليس في مجال الإعلام”.

“ربما يكون عمل الصحفية على حساب حياتها وشخصيتها”، وفق رؤية ميرنا، التي غطّت الكثير من الندوات والحوارات، ولم تستطع حضور أخرى، “فجميع الحاضرين ذكور، وربما أشعر بالإحراج في بعض الأحيان، خاصة إذا كنت الوحيدة بين الإعلاميين، فالمجتمع يرى الاختلاط نقطة سلبية علينا”.

لا تُنكر الناشطة نظرة الاحترام أثناء العمل، وتراه ذو فائدة، خاتمةً حديثها “بعضهم يشجعني على الاستمرار، وأنا مقتنعة بعملي فهو رسالة سامية ولا أهتم بالكلام السلبي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة