العسكرة والعادات الاجتماعية تمنع بروز إعلاميات في درعا

camera iconدورة صحفية لنساء درعا (التجمع النسائي الحر في درعا فيس بوك)

tag icon ع ع ع

افتقرت المنطقة الجنوبية في سوريا، وخاصة مدينة درعا، إلى بروز إعلاميات خلال سنوات الثورة لأسباب متعددة، رغم من احتلال المرأة في درعا مكانًا مرموقًا في بداية الثورة، من حيث نشاطها المتمثل في الدفاع المدني وتوثيق ونقل جرائم النظام السوري.

“أسماء وهمية” اتخذتها ناشطات درعا في بداية الثورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لنقل انتهاكات قوات الأسد بحق أهالي المدينة.

ومع استمرار العنف وبروز إعلاميات على الساحة السورية في أغلب المناطق، كان عدد النساء اللواتي عملن في مجال الإعلام في المنطقة قليلًا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بحسب رئيسة مكتب الإعلامي في “التجمع النسائي الحر بدرعا”، سارة الحوراني.

أسباب غياب المرأة عن المجال الإعلامي

الحوراني أرجعت، في حديث إلى عنب بلدي، سبب قلة ظهور الإعلاميات إلى “خطورة العمل الصحفي وخاصة الاعتقال، سواء للصحفية شخصيًا أو لذويها، إضافة إلى القصف اليومي الذي تتعرض له المناطق المحررة والذي نتج عنه استشهاد وإصابة عدد كبير من الإعلاميين”.

ولم تخفِ الناشطة دور “العادات الاجتماعية، في تقليل المشاركة الإعلامية، وخاصة أن العمل الصحفي يتطلب التنقل من مكان لآخر”.

كذلك أحجمت بعض الوسائل عن التعامل وتشجيع النساء على العمل الإعلامي، بحسب الحوراني، مشيرة إلى دور “الفصائل الإسلامية التي لا تقبل بعمل المرأة أساسًا”.

عضو “مكتب توثيق الشهداء” في درعا، أحمد العوض، اعتبر أن “غياب الإعلاميات في درعا يعود إلى عسكرة الثورة، والتي غلبت عليها التغطيات الميدانية للمعارك والمجازر وحالات القصف وغيرها، وهذا لا يناسب الإناث، إضافة إلى لزوم الكثير من التنقلات التي لا تستطيع الإعلاميات في الظروف الراهنة توفيرها”.

العوض أشار إلى أن “الناشطات عوضت هذا الغياب الإعلامي، عبر العمل في المجال التوثيقي الذي يحتاج إلى متابعة دائمة وعمل طويل، سواء في توثيق الشهداء والمعتقلين والجرحى والنازحين ودمار البنية التحتية، و هو ما يناسب وضع الناشطات بشكل عام، إضافة إلى أن تواجد الإناث في مجال التوثيق وخاصة المعتقلات يعطي أريحية أكبر للعمل وتوثيق قصصهم”.

دورات إعلامية بإمكانيات ضعيفة

وبالرغم من صعوبة الإعلاميات في درعا نظم “التجمع النسائي الحر في محافظة درعا”، في كانون الثاني الماضي، دورات إعلامية بالتعاون مع شبكة “أمان سوريا” لـ 13 سيدة، بهدف اكتشاف الخامات النسائية الإعلامية كمرحلة أولى، ثم العمل على صقلها وتأهيلها، بحسب ما قالت الحوراني.

وأكدت رئيسة المكتب الإعلامي في التجمع أن “الدورات تفتقر للمعدات والتجهيزات القادرة على تأهيل الإعلامية، فالدورات هي جهود حسب الإمكانيات البسيطة المتوفرة”.

وأشارت إلى أن “الأثر الكبير لهذا الدورات سيكون في توفير مكان وتجهيزات مناسبة للمساهمة في تأهيل وبروز أعداد جيدة من النساء للانخراط في المجال الإعلامي”.

وبالرغم من غياب المرأة الإعلامية في درعا بالوقت الراهن، إلا أن دورها الكبير في بداية الثورة من خلال التوثيق والتصوير ونقل التجهيزات والمعدات والنشر الإعلامي عبر صفحات مواقع التواصل والتواصل مع منظمات وهيئات حقوقية وإنسانية لا يقل أهمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة