التنف.. قاعدة واشنطن أم معبر دمشق- طهران؟

camera iconعنصر من ميليشيا عراقية على طريق دمشق- بغداد 18 أيار 2017 (فيس بوك

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

حازت التطورات الأخيرة التي شهدها طريق دمشق- بغداد اهتمامًا واسعًا لدى الخبراء والمحللين السياسيين، وأجمعوا على أن هذا الشريان الحيوي يشهد سباقًا متسارعًا بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران وميليشياتها من جهة أخرى، للهيمنة عليه، وبالتالي امتلاك مفاتيح دير الزور.

واعتمدت الولايات المتحدة وبريطانيا، الدولتان البارزتان في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، معبر “التنف” الحدودي مع العراق، قاعدة عسكرية لتدريب فصائل من “الجيش الحر” أبرزها “جيش مغاوير الثورة”، ومنطلقًا للعمليات ضد التنظيم المتشدد.

بوابة الدير وحزام الأردن

اختلاف في الغايات وإصرار مشترك على امتلاك البادية، ظهر في التسابق الإيراني الأمريكي على طريق التنف، فيأتي سعي الأمريكيين لتطوير القاعدة العسكرية وتمددها، لغايتين رئيسيتين، أولها كون التنف بوابة فعلية لمنطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وبالتالي مفتاح انهيار تنظيم “الدولة”، والثاني باعتبارها الحزام الأمني للأردن من حدودها الشمالية، في مواجهة خطر تمدد التنظيم أو تغلغل إيران.

وشنت فصائل من “الجيش الحر” بدعم من قوات التحالف هجمات استطلاعية من التنف باتجاه منطقة الحميمة، وهي بوابة البوكمال الجنوبية، خلال الأسبوع الفائت. وصرح مصدر من “مغاوير الثورة” لعنب بلدي أن الاستطلاع يأتي مقدمة لعمليات واسعة ضد تنظيم “الدولة” في منطقة البوكمال.

وتسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تعزيز وجودها العسكري في التنف، بتنسيق مع الجانب العراقي والأردني، إذ تعد المنطقة حزامًا أمنيًا أمام أي تهديد مستقبلي للأردن من حدودها الشمالية، ويتمثل في خطرين سبق وأوضح المسؤولون في عمان نيتهم الوقوف ضدهما، سواء كان تنظيم “الدولة” الذي شن هجمات مؤخرًا في مخيم “الركبان” جنوب التنف، أو الميليشيات المدعومة من طهران.

معبر دمشق- طهران

لا تألُو طهران جهدًا في التمدد باتجاه التنف، لغاية تختلف جذريًا مع واشنطن، فامتلاكها للطريق الواصل بين دمشق وبغداد من الجهة السورية يعني فعليًا هيمنتها على طريق بري يصل بين العاصمة السورية وطهران، وبالتالي ضمان تدفق الإمدادات العسكرية برًا إلى حليفها الأسد، والميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية الخاضعة عسكريًا وعقائديًا لها.

حظوظ كبيرة لطهران، فيما لو انتزعت التنف، في دخول دير الزور من بوابة البوكمال أيضًا، عوضًا عن التحالف الدولي وفصائل المعارضة المدعومة من قبله، وهو ما يجعلها أمام استحقاق جديد بالسيطرة على معبر القائم (المقابل للبوكمال من الجانب العراقي)، في ظل الحديث عن عملية مشتركة محتملة بين قوات الأسد والميليشيات الأجنبية من الجانب السوري والجيش العراقي و”الحشد” الشعبي” من الجانب العراقي، وهو ما ألمح إليه بشار الأسد قبل أيام.

بعد ظهيرة الخميس 18 أيار أغارت طائرات تابعة للتحالف الدولي على رتل لميليشيا “كتائب سيد الشهداء” العراقية التابعة فعليًا لـ “الحرس الثوري” الإيراني، على طريق دمشق- بغداد، وعلى بعد 27 كيلومترًا من قاعدة التنف، ليصفها محللون بأنها رسالة أمريكية لإيران “التنف قاعدتنا ولن تكون معبركم إلى طهران”.

لكن ورغم ذلك رصد “الجيش الحر” زيادة في حشودات الميليشيات العراقية والإيرانية في البادية، وتركزت في منطقة “الزرقة” التي قصفها التحالف، فيما بدا أنه إصرار إيراني على التمدد نحو التنف، حتى لو كلف الأمر صدامًا عسكريًا مع “الجيش الحر” والتحالف على حد سواء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة