حشود للأسد على أبواب درعا.. والهدف: حصارٌ واقتحام

camera iconالعميد غياث دلة وعناصره في "الفرقة الرابعة" على طريق دمشق- درعا- الأربعاء 31 أيار (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

شهدت الأيام الأخيرة من أيار الفائت إرسال أرتال عسكرية من قوات الأسد إلى محافظة درعا، تركزت في منطقتي إزرع وخربة غزالة التابعتين للنظام في الريف الشمالي، واحتوت مئات المقاتلين من “الفرقة الرابعة” التي يقودها العميد ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، وسط معلومات ترجّح أن هذه الخطوة تسبق عملية عسكرية واسعة، تستهدف فصائل المعارضة في درعا البلد.

الفرقة الرابعة إلى درعا

وعلمت عنب بلدي من مصادر متطابقة، أن “الفرقة الرابعة” في قوات الأسد تحشد لمواجهة فصائل المعارضة في درعا البلد، ونقلت مصادر ميدانية تأكيدات بتجهيز المعارضة لصدّ أي هجوم مرتقب في المنطقة، واستكمال معارك حي المنشية، وصولًا إلى السيطرة على حي سجنة بالكامل.

حشود النظام الممتدة بين 28 أيار إلى 31 أيار، رافقها معلومات إضافية أكدت أن قائد “الفرقة الرابعة”، العميد ماهر الأسد، زار مدينة إزرع في محافظة درعا، الثلاثاء 30 أيار، وأوضحت المصادر أن عددًا من ضباط الفرقة الرابعة رافقوا الأسد في الزيارة المفاجئة، ليغادر في غضون ساعات ويبقى الضباط في إزرع.

كذلك انتشرت عبر مواقع “التواصل الاجتماعي” صور لأرتال “قوات الغيث” في “الفرقة الرابعة”، بقيادة العميد غياث دلة، وهي متجهة من دمشق إلى درعا، وجاء في منشور عبر صفحة “قوات الغيث” أنه “بعد عملية التطهير في القابون وبرزة وتسوية أوضاع من تبقى من مسلحين لالتحاقهم بصفوف قواتنا الباسلة بعد تعقيم وتجفيف التسوية، رجال الله رجال النصر يتجهون إلى درعا مهد الفورة، درعا قريبًا إلى حضن الوطن وعيونها خضر”.

صفحة “القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية” غير الرسمية، ذكرت بدورها اليوم أن وحداتٍ برية للنظام، تتحضر للتوجه إلى جنوب البلاد، “لتقديم الدعم السريع لوحدات الفرقة الخامسة عشر إنزال جوي، والفرقة الخامسة برفقة الفرقة التاسعة المحمولة في منطقة درعا”.

ووفق الصفحة فإن “التسارع الزمني بتقدم المجموعات المتشددة، يحتم الإسراع بالوصول إلى منطقة الاشتباكات الساخنة، منعًا لحدوث سقوط مفاجئ للوحدات الدفاعية، والتي تفقد التنسيق الصحيح مع الوحدات الحليفة من قوات النخبة في حزب الله اللبناني، رغم أن القوات الجوية الروسية تقدم الدعم المتواصل”.

التحرك يأتي “في إطار هجوم واسع ضد المعارضة”، وفق الصفحة، التي نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن الهجوم “سيكون كبيرًا لاستعادة النقاط في حي المنشية، تمهيدًا للسيطرة على كامل درعا البلد، المعقل الرئيسي للمعارضة في المحافظة”.

تحرك للحصار ثم الاقتحام

وبحسب مصادر عسكرية معارضة في المحافظة فإن قوات الأسد والميليشيات الرديفة قد تلجأ إلى السيطرة على المناطق الشرقية المحيطة بمدينة درعا، وبالتالي قطع خطوط الإمداد عن المعارضة فيها.

وأشارت المصادر إلى أن الغارات الجوية على بلدة النعيمة المجاورة لدرعا من الجهة الشرقية دون أي سبب مباشر يعطي انطباعًا مرجّحًا أن البلدة ستشهد معركة قريبة تمتد إلى منطقة غرز الاستراتيجية التي تضم صوامع الحبوب وسجن غرز (المقر الرئيسي لمحكمة دار العدل في حوران).

وأوضحت المصادر لعنب بلدي أن محكمة “دار العدل في حوران” أخليت فعليًا في منطقة غرز مطلع حزيران الجاري، وتحولت إلى “منطقة عسكرية”.

وتهدف قوات الأسد بسيطرتها على هذه المنطقة إلى فصل الأحياء الخاضعة للمعارضة عن ريف درعا الشرقي، عبر قطع الطريق الواصل بين المدينة وبلدة أم المياذن عبر منطقة غرز، وإن تحقق ذلك فلن يبقى أي طريق يصل درعا البلد بالريف الشرقي، سوى طريق واحد طويل ومحاذٍ للحدود، يصل إلى بلدة نصيب.

إشعال هذا المحور يعني أن قوات الأسد تهدف إلى الالتفاف في محيط درعا البلد، كخطة بديلة لإشعال معركة في أحيائها التي تتحصن قوات معارضة تتمثل بغرفة عمليات “البنيان المرصوص”، وإن صحت هذه القراءة فمحور شرق درعا لن يكون الوحيد، فقد تعمد القوات المهاجمة لفتح محور من الغرب بموازاة بلدة اليادودة وقرية خراب الشحم، لقطع الطريق الحربي الواصل بين درعا البلد وريف درعا الغربي.

المعارضة تردّ بقوة في سجنة

رغم معرفة فصائل المعارضة المسبقة بنية النظام استعادة المدينة، كما حدث في أحياء حلب الشرقية أواخر العام الماضي، إلا أنها ماضية في عملياتها ضد النظام السوري، وتضغط فصائل “البنيان المرصوص” ضمن معركة “الموت ولا المذلة” باتجاه السيطرة على حي سجنة، بعد أن سيطرت على معظم أرجاء حي المنشية في المدينة.

ويقع سجنة بجوار المنشية، وهما امتداد طبيعي لمنطقة درعا البلد، وبالسيطرة عليه تكون الفصائل قد أحكمت قبضتها على نحو 60% من المساحة الكلية للمدينة، وستقطع إمدادات النظام عن المدينة في حال تقدمت إلى جسر وادي الزيدي، الذي يفصل بين درعا البلد والمحطة.

وكانت المعارضة أطلقت في 12 شباط الماضي معركة “الموت ولا المذلة”، ونجحت من خلالها في السيطرة على معظم المساحة الكلية لحي المنشية، في غرفة عمليات ضمت فصائل من “الجيش الحر” وأخرى إسلامية، ونجحت نسبيًا في قلب المعطيات الميدانية في المدينة لصالح المعارضة، رغم استعانة قوات الأسد بميليشيات أجنبية، ولا سيما “حزب الله” اللبناني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة