الخام عبر "قسد" والمكرّر في "المحرّر"

“الحرّاقات” تتحول إلى محطات وقود حديثة شمال حلب

camera iconحزانات لتكرير الوقود في بلدة دابق بريف حلب الشمالي - 5 حزيران 2017 - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

بعد سنوات من انتشارها الواسع في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في سوريا، شهدت “الحراقات” في بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي تطورًا جديدًا، تحولت من خلاله إلى محطات وقود (كازيات) رئيسية تعد المصدر والمغذي الأساسي للحصول على مادة الوقود، إذ أدخلت عليها أجهزة حديثة لعملية التكرير، وعدادت لتسهيل عملية البيع، إلى جانب كميات الوقود التي يتم الحصول عليها بشكل منتظم.

يعتبر التاجر الأربعيني أحمد أرشافي أن عملية تكرير النفط في المنطقة “تجارة رابحة بمجهود فردي”، وجدت للتغلب على “مصاعب الحياة وحرمان الريف الشمالي والشرقي من الوقود القادم من مناطق النظام”، الأمر الذي استدعى العمل فيها لتأمين حاجة المنطقة من المازوت والبنزين بشكل كافٍ.

ولا تنقطع المحطات على طول الطرق الواصلة بين بلدات الشمال الحلبي، وتنتشر بشكل واسع على الطرق الرئيسية الواصلة بين اعزاز ومدينتي الباب وجرابلس وريفيهما.

الخام من “قسد” والمكرّر يغذّي “المحرّر”

تعتبر المناطق الشرقية المورد الأول للوقود على الرغم من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على غالبيتها في مدينتي الرقة ودير الزور، إذ تعبر المحروقات من خلال مناطق نفوذ مختلفة تبدأ من تنظيم “الدولة”، وتمر بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، لتصل إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.

الغندورة وقرية بئر كوسا جنوب مدينة جربلس القريبة من مدينة منبج بريف حلب الشرقي المورد الأول للمحروقات في ريف حلب، يقول التاجر أرشافي إنها تحولت إلى مركز أساسي تتجمع فيه الصهاريج والخزانات الكبيرة، القادمة من مناطق سيطرة التنظيم، ليتم فيما بعد تحويلها إلى المحطات المنتشرة في الشمال الحلبي المحرر عن طريق التجار العاملين في هذه “المصلحة”.

ويشير في حديث لعنب بلدي إلى سعر نقل البرميل الواحد منها، إذ يتفاوت ما بين ألفين وثلاثة آلاف ليرة سورية للواحد (الدولار يقابل 550 ليرة سورية)، ويزداد السعر أحيانًا بحسب ظروف الطريق الذي ستسلكها الصهاريج.

ولا تقتصر منطقة الغندورة على المحروقات فقط، بل غدت “سوقًا حرة” لبلدات ريف حلب الشمالي، إذ اعتمدت حركة الإعمار عليها من خلال الحصول على المواد الأساسية من جص ورمل، نظرًا لانتشار مقالع مواد البناء فيها.

تتألف “الكازية المحلية” من عدة خزانات يمرر عبرها الوقود الخام من أربع إلى عشر مراحل، وتتفاوت أسعارها بحسب الحديد المصنّع من جهة، والكمية التي تستوعبها من جهة أخرى.

وبحسب أرشافي يبلغ سعر الحرّاق الكامل المكوّن من عشرة براميل من الحديد “المزيبق” حوالي 150 ألف ليرة سورية، بينما تعد الخزانات المصنعة من الحديد العادي أقل كلفةً ويتراوح سعرها من 100 ألف ليرة سورية إلى أقل في بعض الأحيان.

أما العداد الإلكتروني الذي أدخله تجار المحروقات حديثًا إلى “محطاتهم” يتراوح سعره بين 200 و 1000 دولار حسب النوعية المصنعة.

أنواع متنوعة والتصريف في اعزاز وعفرين

يوضع الفيول في خزان كبير بحسب الكمية المراد تكريرها، وتشعل النار تحته بدرجات عالية حتى درجة الغليان.

يقول التاجر حمدو الحسين “في كل مرحلة من مراحل التكرير تستخرج مادة محددة من الوقود، إذ تنتج المرحلة الأولى الغاز فقط الذي يطير فورًا، أما البنزين والكاز فيتم استخراجه في المرحلة الثانية، وصولًا إلى مادة المازوت التي تحتاج إلى درجات عالية من الحرارة تصل إلى 400 درجة مئوية”.

وعند الغليان تمر المحروقات عبر أنبوبين ليتم تبريد الوقود قبل أن يصب في المكان المخصص له، ليتم بعدها تحويله إلى خزانات التعبئة التي تعتليها العدادات.

ويوضح الحسين لعنب بلدي أن “سعر برميل الفيول الواحد 30 ألف ليرة سورية يتبخر منه حوالي 20 % أثناء عملية التكرير، ليباع في مراحله الأخيرة من 40 ألفًا إلى 50 ألف ليرة سورية، وأحيانًأ يرتفع إلى 60 ألفًا للبرميل الواحد في حال انقطعت الطرقات الرئيسية في الريف الشرقي لمدينة حلب”.

“مصلحة خطرة جدًا فالحرارة عالية جدًا، وضغط الفيول كبير، ويعتمد ربحنا على كمية الماء الموجودة في الفيول الخام”.

وبحسب الحسين يتركز الاستهلاك الأساسي لهذه المحطات في بلدات ريف حلب الشمالي التي خرج تنظيم “الدولة الإسلامية” منها مؤخرًا وخاصة مدينة اعزاز التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسعاره، إلى جانب تصديره إلى منطقة عفرين التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب الكردية”، وصولًا إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة إدلب وريف حماة.

ويباع الوقود المستخرج بأسعار مقبولة، إذ يبلغ سعر ليتر المازوت المكرّر ما بين 200-225 ليرة سورية، أما البنزين والكاز يتراوح أيضًا ما بين 200-225.

“المازوت له حالة خاصة”، يشير التاجر إلى أصناف متنوعة من المازوت منها “العسلي والأصفر والأحمر وذلك بحسب درجة الحرارة التي يتعرض لها الفيول، وعملية التنقية في الفلاتر الملحقة بالآلات”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة