هجّرها الأسد ولاحق أهلها بالطائرات

“لواء الثورة” في درعا معسكر للميليشيات الأجنبية

camera iconمدخل بلدة عتمان في ريف درعا الشمالي - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

غاب ذكر بلدة عتمان عن الإعلام بشكل شبه كامل في الأشهر الماضية، سواء من توقف الفصائل عن أي عمل عسكري تجاهها، أو سماح قوات الأسد لسكانها بالعودة من جهة أخرى، لتتحول إلى “بقعة جغرافية منسية”، كما وصفها موسى المصري، أحد مقاتلي المعارضة من أبناء البلدة.

وعزا الشاب هذا الأمر إلى غياب جدّية فصائل المعارضة بالعودة إلى عتمان مجددًا، موضحًا لعنب بلدي أنه “منذ سقوط البلدة، لم يتم التجهيز لأي عمل عسكري لاستعادتها، ولم يتم دعم أبنائها لتشكيل فصيل عسكري قوي يقود المعركة”.

لكن ورغم تحول البلدة لمعقل لميليشيات أجنبية، إلا أن أبناء “لواء الثورة” كما يطلق عليها، يبدون عزمًا للعودة إليها بالقوة، كما أن أهالي البلدة يرفضون الابتعاد عنها كثيرًا، ومازال معظمهم قريبًا منها، يراقب عن كثب موعد اللقاء.

معسكرٌ للميليشات الأجنبية

وأشار المصري إلى أن “السقوط العسكري السريع للبلدة، أرخى بظلاله على أبناء البلدة ومقاتليها، فقد حصلت عدة انشقاقات طالت الفصائل العاملة في البلدة احتجاجًا على الطريقة التي سقطت بها البلدة، وتشتت المقاتلين بين فصائل عديدة”.

في حين لم تسقط قوات الأسد بلدة عتمان من حساباتها العسكرية، رغم أنها باتت في قبضتها، فقد حولت البلدة إلى ثكنة عسكرية كبيرة، بحسب الشاب، لافتًا إلى أنها “حصّنت البلدة بشكل كبير، ورسمت خطوط دفاع وحفرت الخنادق، ورفعت العديد من السواتر، وبات إعادة تحرير البلدة يحتاج لعمل عسكري كبير”، إضافةً إلى توجه قوات الأسد والميليشيات المساندة له إلى تحويل البلدة لمعقل للميليشيات الأجنبية، التي استقدمتها مؤخرًا لخوض معركة مدينة درعا.

وأوضح المصري “رصدنا تحول كتيبة الصديق الواقعة في مدخل بلدة عتمان، إلى ثكنة للميليشيات الأجنبية، ومع وصول تعزيزات قوات الأسد إلى مدينة درعا، باتت حركة الأفراد والآليات في البلدة أكبر بكثير من السابق، ما يعني تحولها إلى معقل لهذه الميليشيات، للانطلاق منها إلى معارك مدينة درعا”.

لواء الثورةوقائدة المظاهرات

تقع البلدة على بعد أقل من كيلومترٍ واحد إلى الشمال من مدينة درعا، إذ تعتبر البوابة الشمالية للمدينة، ويبلغ عدد سكانها بحسب تقديرات محلية 14 ألف نسمة تقريبًا.

لعبت دورًا بارزًا في بداية الثورة السورية ضد النظام السوري، بعدما تحولت إلى نقطة تجمع لدخول المتظاهرين القادمين من ريف درعا الأوسط، باتجاه مدينة درعا، ليطلق عليها لقب “لواء الثورة”، نسبة لأبنائها الذين قادوا دخول المتظاهرين إلى مدينة درعا.

واستطاعت فصائل المعارضة إحكام السيطرة عليها، مطلع أيلول عام 2013، ضمن معركة أطلقت عليها “بوابة درعا”، إذ أربكت فصائل المعارضة حينها خطط قوات الأسد في درعا.

وعلى الرغم من وقوعها في جيب عسكري ضيق، محاط بثكنات عسكرية قوية ومحصنة، إلا أن قوات الأسد فشلت في استعادة البلدة لأكثر من عامين ونصف، فاكتفت بسياسة القصف، مجبرة الآلاف من سكانها على النزوح، كما حاصرتها من ثلاث جهات (شمالًا من خلال تل الخضر، وشرقًا من منطقة المجبل، وجنوبًا من ثكنة البانوراما).

ولم تترك للمعارضة إلا طريقًا ضيقًا يربطها ببلدة اليادودة، لتتحول المواجهات بين الطرفين إلى عمليات تسلل وقنص متبادل، قبل أن تشن قوات الأسد هجومًا على البلدة، في شباط 2016، استهدف بشكل مباشر طريق الإمداد، ما دفع فصائل المعارضة للانسحاب تحت تهديد الحصار، لتنتهي المعركة بسقوط بلدة عتمان بيد قوات الأسد، بشكل سريع ومفاجئ.

الموت يلاحق النازحين

ولم يكن نزوح أهالي بلدة عتمان وتفرقهم بين مدن وبلدات درعا، مأمنًا لهم من المجازر، التي كان آخرها في 14 حزيران الجاري، إثر غارات من الطيران الحربي على بلدة طفس، ما أدى لمقتل عددٍ من المدنيين النازحين، ليضافوا إلى أكثر من 200 ضحية منذ بداية الثورة السورية.

وفي حديث مع أحمد العوض، عضو مكتب توثيق الشهداء في درعا، أوضح أنه “منذ بداية الثورة وحتى منتصف حزيران 2016، وثقنا في المكتب استشهاد 215 شهيدًا من أبناء بلدة عتمان، وهو رقم مرتفع مقارنة بالتعداد السكاني للبلدة”.

وأشار إلى أن “العدد الأكبر تجسد في صفوف مقاتلي فصائل المعارضة، فسقوط البلدة عسكريًا، لم يدفع أبنائها لإلقاء السلاح، بل توجهوا نحو جبهات عسكرية أخرى، ووثقنا في المكتب أكثر من 90 شهيدًا من المقاتلين من أبناء بلدة عتمان، قتل أكثر من نصفهم على مدار عامين تقريبًا من سيطرة المعارضة على البلدة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة