“جسر الشغور بيتنا” تعيد الحياة إلى إدلب

camera iconمدينة جسر الشغور- حزيران 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – طارق أبو زياد

“استراحة بعد الموت” يعيشها أهالي مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. لملموا جراحهم وافتتحوا صفحة جديدة علّها تقود إلى مستقبل أفضل، منطلقين إلى العمل وإزالة ركام الحرب.

عاش أهالي جسر الشغور ظروفًا صعبة، وانتشر الموت في أحيائها طيلة ستة أشهر سبقت إعلان “تخفيف التوتر” بين النظام والمعارضة، فهدأت وتيرة آليات الأسد وطائراته، وفارقت المقاتلات الروسية أجواء الجسر.

متطوعو منظمة “الدفاع المدني”، أو ذوو “القبعات البيض” كما عرفوا دوليًا، آثروا تفعيل نشاطهم عن أخد أقساط من الراحة، ودشّنوا حملة خلال حزيران الفائت، تهدف إلى إزالة ركام القصف وترميم الأماكن العامة.

جسر الشغور بيتنا

وقال أحمد يازجي، مسؤول الدفاع المدني في جسر الشغور، إنه “في ظل التهدئة وعودة الأهالي تدريجيًا إلى بيوتهم، كان علينا أن نعمل على إعادة الحياة إليها، من خلال إزالة الأنقاض التي كانت متراكمة بشكل كبير، في ظل الهجمة الشرسة الأخيرة، وزراعة الأشجار وتنظيف الحدائق، وإعادة تأهيل بعض المعالم، تحت شعار جسر الشغور بيتنا”.

وأوضح يازجي لعنب بلدي أن الخطوة الأولى للعمل كانت بإزالة القسم الأكبر من الأنقاض في الطرقات والأحياء، التي كانت تعيق الناس في حياتهم اليومية، إضافة إلى إزالة الجدران الآيلة للسقوط من المباني التي تعرضت للقصف لما تحمله من خطر مستقبلًا.

المرحلة الثانية تمثلت بزراعة الأشجار في الطرقات العامة لتعطيها الحياة، علاوة على تجميل جدران الطرقات وطلاء الأحجار على جنباتها، ومن المتوقع أن تستمر الحملة خلال الأيام المقبلة.

ترميم معالم الجسر

إعادة ترميم بعض معالم المدينة كان رمزًا للحملة وثالث مراحلها، وتحديدًا منطقة “البانوراما” وسط المدينة، وقال يازجي “عملنا على إعادة ترميم الأحجار التي تضررت من القصف، وقمنا بزراعة الأشجار والأزهار وتشغيل نافورة المياه، مع بعض الإنارة، كونها مقصدًا للناس”.

وشملت الحملة ترميم ساعة “الصومعة”، وتعتبر المعلم الأهم في المدينة، كونها كانت مسرحًا للمظاهرات وشهدت الكثير من الأحداث والفعاليات المهمة، وماتزال أعمال صيانتها قائمة.

وقال يازجي إن الحملة تهدف بالمقام الأول إلى إظهار جسر الشغور بأحلى حلّة، بالتزامن مع استقبال المهجّرين من مناطق أخرى كريف دمشق، وتابع “لدينا في الأيام المقبلة الكثير من الأعمال والمشاريع، التي سنقوم بها وسيكون من شأنها المساعدة في عودة الحياة إلى مدينتنا”.

بعد كل موت نعود للحياة

غازي الحلبي، وهو مواطن من جسر الشغور، يرى أن الحملة مهمة رغم بساطتها، فهي تعود بالنفع والفائدة على جميع السكان، وأضاف “تعرضت الجسر للكثير من الحملات التي أدت إلى دمارها، ولكن سرعان ما أعيدت الحياة لها، فنحن بعد كل موت نعود إلى الحياة، ليعلم قاتلنا أننا باقون شوكة في حلقه مهما طال الزمن”.

بينما قلل حسين حج بكري، المقيم في ريف جسر الشغور، من أهمية هذه الفعاليات، “هناك مشاريع أهم بكثير من إزالة الركام، فالمنازل المدمرة من القصف أصبحت غير قابلة للسكن ولا يهم إن بقي الركام حولها أم أزيل، والعمليات التزيينيّة للمرافق ليست في الوقت المناسب، فهناك متضررون من أهالي المدينة لهم مشاكل وهموم أكبر، كانقطاع المياه والكهرباء، وغيرها من الأمور الأساسية في الحياة”.

ولا تلقى هذه النشاطات الرضا التام من المواطنين، فـ “هناك من يضمر الكراهية لذوي القبعات البيض ويحاول تشويه صورتهم في جسر الشغور”، بحسب المتطوع عادل العلي، موضحًا “بعد أن رمم الدفاع المدني منطقة البانوراما أقدم مجهولون على إزالة شعار المنظمة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا) من جدرانها”، واصفًا هذا الفعل بـ “الفعل التخريبي الهادف إلى تشويه صورة الدفاع المدني، الذي قدم الكثير لجميع السوريين”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة