الحل الوجودي للدين.. انقلاب المعبد لـ عبد الرزاق الجبران

tag icon ع ع ع

يُقدّم عبد الرزاق الجبران في كتابه “انقلاب المعبد” بعض الأسس الفلسفية التي بنى عليها منظومته الفكرية ومؤلفاته المتعدّدة في التجديد الديني، أو “الانقلاب الديني” كما يحلو له تسميته.

تُعلي الوجودية كتيار فلسفي من شأن التفكير والنقد بدون قيود، تجعل من الإنسان جوهرًا للحياة وبوصلتها، ومن ضميره وقلبه دينًا وفقهًا، ومن سعيه في حياته اليومية معنىً مُطلقًا للوجود.

ومن هذه المفردات ينطلق الجبران لتأسيس وجودية إسلامية، إن صح التعبير، على غرار ما فعله سورين كيركيغارد في اشتقاق مختلف بالمبدأ مع الوجودية المُلحدة التي أسسها جان بول سارتر.

ونقول “إن صح التعبير” لأن المؤلف نفسه لا يرى وجودية إسلامية وأخرى مسيحية، وإنما وجودية دينية في مقابل وجودية مُلحدة.

هكذا ينطلق عبد الرزاق في صفحات كتابه الـ 280، محاولًا إحداث ثورة في الأسس التي نفهم ونتعاطى بها مع الدين، يقول “ليست المشكلة أن الإنسان خرج على الدين، المشكلة أن الدين خرج على الإنسان. لذا لا تعظني وأصحابي قائلًا: على الإنسان أن يعود إلى الدين. فمن ترك مَن أيها الواعظ؟”.

فالجبران يرى أن المسلمين فيهم من أعراف قريش أكثر ما فيهم من تعاليم الإسلام، ومن طباع أبو سفيان أكثر من شمائل النبي، وبناءً على ذلك فإن كل ما فعلته “الصحوة الإسلامية” كما يرى المؤلف أنها كسبت الدين وخسرت الإنسان، رفعت المعابد وهبطت بنا، حيث أصبح الدين عبئًا على الإنسان بدلًا من كونه محررًا له مدافعًا عنه.

اقتباس من الكتاب:

“لا ضرر ولا ضرار، أسّ يمكن اختصار الإسلام كلّه به، في وجوده وفقهه وتشريعه ومبادئه، وعلى هذا المبدأ تبنى فلسفة الحلال والحرام عينها، ففكرة الحلال والحرام فكرة خاصة بحرم الإنسان وليس بحرم الله”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة