مفهوم “التحرش” يظهر “ازدواجية” في الصحافة التركية

تعبيرية (123RF.com)

camera iconتعبيرية (123RF.com)

tag icon ع ع ع

في الوقت الذي تتوالى الأخبار في مواقع الصحف التركية عن صورٍ لنساء ومشاهير أتراك وأجانب، يقال إنها تسربّت في أوضاع “حميمية”، ركزّت هذه الصحف على سلوك شابين سوريين صورا فتيات على أحد الشواطئ، معتبرةً أنه “انتهاك للخصوصية”.

مطلع تموز الجاري، تدوالت الصحف تسجيلًا مصورًا لأمراء وأميرات سعوديين يسبحون في يختٍ خاص، على بعد نحو 75 مترًا من الساحل، بحثًا عن الخلوة وبعيدًا عن الأنظار.

وغداة هذا الخبر، الذي اعتبره البعض “انتهاكًا لخصوصية الأمراء”، الذين فضلوا تركيا كونها بلدًا محافظ، لقضاء عطلة الصيف بعيدًا عن عيون مطاردي المشاهير (الباباراتزي)”، تناقلت وسائل إعلام تركية، على نطاق واسع، قصة شابين سوريين صورا فتيات تركيات على شاطئ في مدينة سامسون، على ساحل البحر الأسود، مروجةً لما قالت إنه “انتهاك وتحرش”.

وتداولت هذه الصحف، ومن بينها التابعة للمعارضة مثل “حرييت”، و”سوزجو”، وبير غون”، مصطلحات عن “انتهاك محرمات وعرض الشعب التركي”، بصورة تحمل تحريضًا تجاههم.

الأمر الذي نجم عنه موجة غضب شعبية، وتجددت إثره المطالب بمغارة اللاجئين من تركيا، ما ولّد موجة كراهية عامة ودعوات للتجمع بهدف ترحيل السوريين.

ويعتبر بعض المحللين أن تحديد مفهوم “التحرش وانتهاك الخصوصية” لدى هذه الصحف، يتغيّر وفقًا للمستهدف من الخبر، ويدلّ على “ازدواجية في المعايير”.

وفي متابعة لحركة الصحف التركية خلال الأيام العشرة الماضية، رصدت عنب بلدي ما لا يقل عن خبرين في كل صحيفة، يمكن اعتبارها انتهاكًا للخصوصية، إذا قيست بمسألة الشابين الذين صوروا فتياتٍ على الشاطئ، كونها تظهر شخصيات في أوقات خاصة في المقاهي أو في وضعيات حميمية غير مناسبة للنشر.

صحيفة “حرييت” التركية، والتي كانت من أولى المروجين لخبر الشابين السوريين، نشرت أمس تقريرًا تظهر فيه ممثلة تركية بلباس السباحة وبوضعية شبه عارية، تحت عنوان “دهشة لدى مشاهدة شحوم هاندة دوغان دمير”.

وتعليقًا على الخبر، استهزأ المواطن التركي مولود باش بالقول “نعم لقد انتهينا من مشاكل دولتنا الداخلية، ولم يبقَ أمامنا سوى شحوم هذه المرأة (…)”.

في حين تساءلت سلان سفينتش بكري “من أين لكم هذا الحق للحديث عن خصوصية أجساد الناس؟ (…)”.

وتكفي متابعة صفحات كل من “حرييت”، وسوزجو” و”بير غون” على موقع “فيس بوك” يوميًا، لرصد كثيرٍ من أمثلة الضخ الإعلامي للصور التي تشكل “انتهاكًا لخصوصية الأشخاص”، بحسب سياسات هذه المواقع، لكنها تقدّم على سبيل السخرية والتسلية وتتداول كأنها من المسلّمات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة