شراكة أمريكية- فرنسية “متناقضة”.. وزعماء أوروبا “كل في همه”

الزعيمان الأمريكي، دونالد ترامب، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي في اجتماع قمة مجموعة العشرين (نيويروك تايمز)

camera iconالزعيمان الأمريكي، دونالد ترامب، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي في اجتماع قمة مجموعة العشرين (نيويروك تايمز)

tag icon ع ع ع

زيارة فرنسا هي الثانية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال أسبوع واحد، وتنطوي على ما هو أبعد من مجرد لقاء روتيني بين زعيمين استراتيجيين، رغم التناقض الملحوظ بين مواقف وسياسات وتوجهات الإدارتين.

والتقى الأمريكي الجمهوري بنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زعيم حزب “الجمهورية إلى الأمام!”، اليوم الخميس 13 تموز، بعد دعوة لحضور احتفالات “العيد الوطني” (الباستيل) السنوية، غدًا السبت.

واعتبر محللون سياسيون أن هذه الدعوة تنطوي على حركة “نادرة”، تتمثل بمدّ يدِ من زعيم أوروبي، في منطقة لا ترغب” بالأمريكي، نظرًا لمواقفه الأخيرة، لا سيما انسحاب بلاده من اتفاقية “باريس 2015 للمناخ”، وإصراره على مبدأ التجارة “أمريكا أولًا”، بالإضافة إلى موقف ترامب المرحب والداعم لمنافسة ماكرون السابقة، وزعيمة حزب “الجبهة الوطنية”، ماري لوبان، التي انهزمت أمام الزعيم الشاب بكلا الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

مصلحة متبادلة

وترى صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن دعوة ماكرون لترامب تدل على نقطتين رئيستين:

الأولى تمنح ترامب فرصة الارتياح من المشكلات الداخلية، حيث يواجه انتقادات واسعة بسبب علاقة الروس بحملته الانتخابية، لا سيما بعد نشر رسائل البريد الإلكتروني الثلاثاء، والتي تتعلق باتصال ابنه مع محامية روسية، نفى الرئيس معرفته بها مسبقًا.

والثانية تحوّل فرنسا، عقب فترة انقطاع دولية في السنين الأخيرة، إلى ركيزة تماس أساسية مع أمريكا في أوروبا الغربية، الأمر الذي يعتبره دنيس لا كورن، وهو خبير فرنسي متقدم في الشؤون الأمريكية، لم يمنح لماكرون بالاختيار إنما كان “إجباريًا”، حيث جاء وسط انشغال وبعد أوروبي.

انشغال أوروبي

فمن جهة “تلعثمت الإنكليزية”، وفق وصف الخبير، إذ تنشغل بريطانيا بأمور الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في حين تبدي المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعدًا واضحًا عن ترامب، واصفًا علاقتهما بـ “الكارثية”.

وفي ضوء هذه التطورات، وصفت دولفين أليس، مدرسة العلاقات الدولية في جامعة “باريس إه كغيتيل\ Université Paris-Est Créteil”، مفهوم العلاقة المحتملة بين الزعيمين بـ “المتناقضة للغاية”، نظرًا لكونهما من عالمين مختلفين.

إلا أنها تعتقد أن وراء هذا “الاختلاف الأساسي، تقبع إرادتهما كزعيمين، لإظهار نفسيهما على أساس أنهما براغماتيان (نفعيان) وصانعا قرار”.

يسعى كل من الرئيسين، الفرنسي الشاب (39 عامًا)، أصغر رؤساء العالم، والأمريكي (71 عامًا)، أكبر زعيم أمريكي منتخب في “البيت الأبيض”، إلى إبراز قدرتهما كقائدين “مثيرين للجدل”، على اتخاذ قرارات تعود بالنفع على الجانبين، في وقت انعزل فيه بقية القادة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة