“كوريدور” جنوب سوريا يفتح باب المكاسب للبنان والأردن

camera iconسائقو سيارات شحن سوريون (CNN)

tag icon ع ع ع

يُمهّد اتفاق الهدنة في جنوب سوريا، والذي تمّ التوصل إليه قبل نحو عشرة أيام بتوافق روسي أمريكي أردني، لإعادة فتح ممرات تجارية بين لبنان والأردن، عبر الأراضي السورية، الأمر سيعيد تنشيط الحركة التجارية في لبنان والأردن بعد توقف دام لمدة عامين، وترك آثارًا سلبية على اقتصاد البلدين.

المثلث السوريّ الذي كان قبل عام 2015 الممر الوحيد للشحنات الأردنية نحو الساحل اللبناني، وطريق لبنان إلى الخليج العربي، تحوّل خلال العامين الماضيين إلى عقبة كبيرة، زادت من محدودية الاقتصاد في كل من البلدين، عقب إغلاق المعابر الحدودية بين سوريا والأردن، ما جعل من الحرب السورية عبئًا آخر عليهما، يضاف إلى الأعباء الأمنية والسياسية وملفات اللاجئين.

بيد أنّ الحلول الدولية المتخذة لفرض هدن في بعض المناطق السورية، تضع الاعتبارات الإقليمية على رأس أولوياتها لضمان تثبيت هذه الحلول عبر تحقيق توازن في المصالح يزيد فرصها في النجاح.

ووفق صحيفة “الجمهورية” اللبنانية فإنّ اتفاق الجنوب الموقّع بتاريخ 9 تمّوز، يتضمّن بندًا خاصّا بإنشاء “كوريدور تجاري آمن” يصل الأراضي اللبنانية بمعبر الرمثا الحدودي بين سوريا والأردن، واعتماده كنقطة تبادل تجاري بين البلدين.

إعادة دفع التبادل التجاري

بالعودة إلى التقارير التي صدرت عن مراكز الدراسات الاقتصادية اللبنانية والأردنية، فإنّ حركة التبادل التجاري تراجعت في العام الأول لإغلاق المعابر بنسبة 15%، فيما يصل التراجع حاليًا إلى نحو 30% بالمقارنة مع العام 2014.

وكان العامان الماضيان شهدا تحركات رسمية لتدارك تداعيات توقف الطرق البرية بين البلدين على اقتصاديهما، دون الوصول إلى نتائج ملموسة، كما وصل الأمر إلى اقتراح فتح معبر برّي جديد يربط لبنان بالأردن عبر السويداء، على اعتبارها “منطقة شبه آمنة” إلّا أنّ المشروع لم يُنفذ لأسباب أمنية.

ومن المفترض أن يسهم فتح “كوريدور تجاري” في تعويض خسائر العامين الماضيين جزئيًا، وتنشيط حركة التبادل التجاري من جديد، في ظل تحركات لتفعيل عمل اللجنة العليا الأردنية اللبنانية المشتركة، والتي تعنى بتنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

خريطة الكوريدور المتوقعة (جوجل ماب)

نقطة المثا الحدودية التي يمر الكوريدور عبرها (جوجل ماب)

طريق المتوسّط والخليج

في حديثٍ إلى عنب بلدي، يرى الباحث الاقتصادي في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، محمد العبد الله، أنّ الطريق الذي يدور الحديث عنه سيشكّل شريان الحياة الاقتصادية للبنان، إذ من شانه أن يقلّص أجور النقل والتصدير عبر البحر، وهي أجور مرتفعة جدًّا، عبر تأمين ممر للمنتجات اللبنانية إلى الخليج العربي.

المصانع الأردنية ستكون على رأس المستفيدين من الممر التجاري الجديد، بحسب العبد الله، إذ ستتمكن من تأمين موادها الأوّلية من لبنان وسوريا عبر المعبر التجاري، كما سيسهم الممر في تحريك السوق الأردنية ورفدها بالخضار والفواكه، إضافةً إلى الألبسة.

تكلفة شحن مرتفعة

تشير صحيفة “الجمهورية” في تقريرها إلى أنّ تكلفة الشحن البرّي عبر الخطّ الجديد سترتفع بشكل كبير بالمقارنة مع العام 2014، وذلك لاّن شركات التأمين على الشاحنات تطلب مبالغ أعلى كون المنطقة التي تمرّ فيها “محفوفة بالمخاطر”.

بينما سيستفيد الجانب السوري الذي سيتسلّم إدارة المعبر من الرسوم التي ستفرض على البضائع المنقولة عبر الأراضي السورية.

ولم يتمّ الإعلان بعد عن الجهة التي ستتولى إدارة المعابر الحدودية بين سوريا والأردن بعد، إلا أنّ تقريرًا نشرته عن صحيفة “الشرق الأوسط” أكّد مؤخرًا بالاستناد إلى “جهات مطلعة” أنّ “مجموعات سوريّة محايدة” ستكون مسؤولة النقاط الحدودية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة