لا وساطة في معركة عرسال.. والجرود تعيق “حزب الله”

camera iconجندي لبناني يقف على تلة على الحدود السورية اللبنانية 21 تموز 2017 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

بعد تمهيد خلال الأسابيع الماضية وإشاعات متكررة، أطلق “حزب الله” اللبناني، الجمعة 22 تموز، عملية عسكرية في جرود بلدة عرسال الحدودية والقلمون الغربي بريف دمشق، بهدف طرد المقاتلين منها والذين ينتمون إلى “سرايا أهل الشام” التابعة لـ “الجيش الحر”، وهيئة “تحرير الشام”.

العملية بدأت بتمهيد جوي وقصف مدفعي على المنطقة، ليل الخميس الماضي، بعد فشل المفاوضات بين الحزب و”أبو مالك التلي”، قائد “الهيئة” في المنطقة، الذي طالب انسحاب الحزب من القلمون، والخروج بالسلاح الثقيل عبر الأراضي اللبنانية إلى تركيا الأمر الذي قوبل بالرفض.

ساعة المعركة

صباح يوم الجمعة أعلن الحزب إطلاق المعركة، بغطاء جوي للنظام السوري، عبر الهجوم من محورين باتجاهات متعددة لكل محور، بحسب ما أوضحت قناة “المنار” التابعة للحزب.

المحور الأول من بلدة فليطة السورية باتجاه مواقع “الهيئة” في القلمون الغربي، والمحور الثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال، باتجاه مرتفعات وتحصينات النصرة شمال وشرق جرد عرسال.

وأضافت القناة أن “قيادة العمليات أكدت أن لا وقت محدد للعملية، وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقًا لمراحل تم التخطيط لها”.

ويتوقع محلّلون أن يفرض الحزب سيطرته على المنطقة، لأنه يحاصرها من كل الجبهات، لكنّ الفاتورة لن تكون قليلة.

الأيام الأولى للمعركة رافقتها إشاعات حول سيطرة الحزب على مساحات واسعة، وأنه كبد المقاتلين خسائر كبيرة ضمن إطار حرب نفسية يستخدمها الحزب.

وبالرغم من سيطرة الحزب على بعض التلال، وخاصة تلة “ضهر الهوة” الاستراتيجية، إلا أن معركته في جرود القلمون لن تكون سهلة بسبب التضاريس الواسعة والجبال الوعرة، وهذا ما أدى إلى تكبده خلال الساعات الأولى لخسائر كبيرة في صفوفه، الأمر الذي أكده المتحدث الرسمي لـ”سرايا أهل الشام”، التابعة للجيش الحر، عمر الشيخ،  في حديث إلى عنب بلدي.

وقال الشيخ، بعد ساعات على انطلاق المعركة، “حزب الله حاول التقدم نحو عدة تلال يسيطر عليها الجيش الحر في جرود عرسال لكن المقاتلين تصدوا للهجوم، وسقط أكثر من 30 قتيلًا وعدد كبير من الجرحى في صفوف الحزب، إضافة إلى إسقاط طائرتي استطلاع”.

الجيش اللبناني لحماية الحدود فقط

المعركة سبقتها تصريحات من مسؤولين لبنانيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الذي أكد أن الجيش اللبناني هو من سيقود المعركة، وينفذ العملية في منطقة عرسال، دون التنسيق مع النظام السوري.

لكن عقب بدء المعركة اتضح أن الحزب المدعوم بطيران النظام، هو من يقود المعركة في حين يقتصر دور الجيش اللبناني على تفتيش مخيمات اللاجئين بحثًا عمّن تطلق عليهم الرواية الرسمية بـ “الإرهابيين”، لتأمين حدود البلدة.

وقالت مصادر أهلية في عرسال لعنب بلدي إن الجيش اللبناني يستهدف بالمدفعية أي حركة في منطقتي الملاهي ووادي حميد الواقعتين في جرد عرسال، والتي تضم مخيمات للاجئين السوريين.

لا لجهود الوساطة

وبالرغم من بدء المعركة إلا أن المفاوضات استمرت بين الطرفين بهدف التوصل إلى حل يجنب اللاجئين الموجودين في مخيمات عرسال آلام الحرب.

لكن الوسيطين بين الحزب والمقاتلين، أصيبا بقذيفة مجهولة المصدر في جرود عرسال أدت إلى مقتل نائب رئيس بلدية عرسال السابق، أحمد الفليطي، وإصابة الوسيط الثاني، فايز الفليطي.

الجيش اللبناني أصدر بيانًا حمّل فيه “جبهة النصرة” مسؤولية استهداف المفاوضين عبر صاروخ أدى إلى إصابة سيارتهما، قبل إسعافهما بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي إلى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة، لكن أحمد الفليطي توفي متأثرًا بجراحه.

لكن مصادر أهلية أكدت لعنب بلدي أن الجيش اللبناني استهدف بصاروخ حراري سيارة دفع رباعي في منطقة وادي حميد، كان العلم اللبناني مرفوعًا عليها، وهي تابعةٌ لشخصين من بلدة عرسال، توجهوا إلى المنطقة بقصد المفاوضات لمحاولة إنهاء المعارك لحماية اللاجئين، ما أدى إلى تدمير السيارة.

ومع احتدام المعارك بين الطرفين ينتظر اللاجئون السوريون في المخيمات التوصل إلى حل يوقف المعركة ويعيدهم إلى قراهم في القلمون الغربي، خاصةً مع حملات تجييش وتصعيد عنصري ضدهم، خلقت جوًّا من عدم الاستقرار والتخوف من مداهمات يقتل فيها لاجئون على غرار ما حصل فيها الشهر الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة