أكبر طلاب كلية الشريعة سنًا في أضنة

خمسيني وزوجته.. سوريان يستكملان تحصيلهما العلمي في تركيا

camera iconالسوريان على زمزم وزوجته تخرجا من كلية الشريعة في أضنة التركية = 12 تموز 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حسن مطلق

لم يقف كبر السن عائقًا في وجه السوريَّين علي زمزم وزوجته، فرسما مستقبلهما معًا منذ كانا في مدينة اللاذقية، وحصلا خلال العقدين الماضيين على ثلاث إجازات أكاديمية، بين سوريا والأردن، وصولًا إلى تركيا، التي شهدت تكريمهما كأكبر الخريجين سنًا في جامعة “تشوكوروفا” بمدينة أضنة، 12 تموز.

تكريم الخمسيني وزوجته الأربعينية جاء “مفاجئًا”، كما يقول زمزم لعنب بلدي، فقد سمع وزوجته اسميهما فجأة داخل مدرّج كلية الشريعة خلال حفل التخرّج، وألقيا كلمةً شكرا فيها إدارة الجامعة على ما أظهرته من تشجيع واهتمام.

بين العمل والدراسة قضى الزوجان عامين تُوّجا بتخرجهما، إذ يعمل السوري التركماني كمدير لمدرسة “أدهم قوزوجو” في أضنة، وهذا ما جعله وشريكة حياته يقسمان وقتهما بين الجامعة صباحًا والتدريس ظهرًا، ثم العمل في التعويضات السنية ليلًا.

ويرى زمزم أن “الإرادة والتصميم” تجعلان الإنسان يصنع المستحيل، “ولكن على أساس تنظيم الوقت”، فهم عائلة تُحب العلم، وفق تعبيره، إذ درسا معهد التحاليل الطبية في اللاذقية عام 1986، وهناك تعرفا على بعضهما ليتزوجا ويُكملا مشوارهما التعليمي.

على مقاعد الدراسة حصل الزوجان على شهادة التعويضات السنية من الأردن، ثم أنهيا عامين في كلية الشريعة بجامعة تشرين في اللاذقية، ولكن ما جرى في سوريا أجبر العائلة على الخروج نحو تركيا عام 2012.

تخرّج الزوجين كان مميزًا بنظر العائلة، فقد تبعه حصول ابنهما الطالب محمد زمزم، على المركز الأول في جامعة “يلدز” التقنية، وكُرّم في مدينة اسطنبول، 11 تموز الجاري، فكانت الفرحة اثنتين، كما يقول محمد لعنب بلدي.

حُلم الحصول على إجازة الشريعة، رافق الأب والأم من سوريا إلى تركيا، ويقول زمزم إنه درس 43 مقررًا دراسيًا في إطار الاستكمال، توزعت على أربعة فصول، “لغة الجامعة الأكاديمية كانت صعبة.. تعبنا ولكننا حصلنا على نتيجة”.

لحظات “حميمية ومميزة” بين المحاضرات والدراسة معًا، يصفها أبو محمد، “لكل لحظة كانت هناك نكهة خاصة”، ورغم صعوباتِ تنقّل الزوجة، التي تعيش بعيدة عن زوجها في مدينة العثمانية، إلا أن زمزم يرى أن “ظروف الدراسة في تركيا أسهل بكثير مما كانت عليه في سوريا”.

عمل الزوج المتخرّج في المستشفيات الميدانية داخل سوريا عام 2013، وتنقّل بين مدن وبلدات ريف اللاذقية، كما يقول، إلا أن “التصعيد الروسي على جبلي التركمان والأكراد”، دعاه للعودة إلى تركيا عام 2015، وهو العام الذي كان بداية مشواره وزوجته في استكمال الدراسة.

اهتمام الجامعة بالزوجين ظهر خلال فترة الدراسة، وتكررت عبارات الإعجاب على ألسنة مدرّسي المنهاج في الجامعة التركية، “أحد دكاترة الجامعة منحنا عشر درجات إضافية، لدى معرفته أننا وزوجتي ندرس معًا”، يضيف أبو محمد مبتسمًا.

لا يختلف شخصان على أن ما حققه الزوجان، إنجاز كبير يصعب على كثيرين، ولكنه لن يكون الأخير لهما على ما يبدو، فقد سجّلا في الدراسات العليا كما يقولان، وهما مستمران في المحاولة لإكمال مشوار العلم، وينتظران النتائج بفارغ الصبر.

السوريان على زمزم وزوجته تخرجا من كلية الشريعة في أضنة التركية 12 تموز 2017 (عنب بلدي)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة