الفرات خط فصل بين الزاحفين إلى دير الزور

خريطة السيطرة في دير الزور - 30 تموز 2017 (liveuamap)

camera iconخريطة السيطرة في دير الزور - 30 تموز 2017 (liveuamap)

tag icon ع ع ع

براء الطه

تتفق آراء المحللين العسكريين اليوم أن نهاية تنظيم “الدولة” لن تستغرق أكثر من عدة أشهر على كامل التراب السوري، وذلك بسبب تزايد وتيرة تقدم القوات المعادية له والتي اقتصرت منذ بداية العام الحالي على قوتين رئيسيتين هما: قوات “الجيش” ورديفها، التي أخذت على عاتقها التقدم من الغرب الى الوسط باتجاه الشرق وأقصاه، إضافة الى “قوات سوريا الديمقراطية” والتي كان مجمل تقدمها في المحافظات الشرقية انطلاقًا من الحسكة. فيما كان ما حققته “درع الفرات” هو السيطرة على عاصمة التنظيم في محافظة حلب وهي مدينة الباب.

بشكل عام فإن ما بقي للتنظيم هو محافظة دير الزور ريفًا ومدينة، والتي أصبح استمراره فيها أمرًا لا يتعدى عدة أشهر، بسبب تشتت قدراته العسكرية في عدة معارك في جميع مناطق سيطرته، وزيادة وتيرة هروب عدد من القادة والعناصر التابعين له خاصة من المحليين، والخسائر المتلاحقة تباعًا خاصة في معركة الموصل، وتأثيرها على معنويات العناصر والقيادات التابعة له، عدا عن الحصار الذي تفرضه المعارك على حدود مناطق سيطرة التنظيم وتراجع مردود الموارد جراء خسائر أغلب الحقول النفطية التي كان قد استولى عليها في سوريا بعد منتصف 2014.

والأهم من ذلك هو الاتفاق الدولي بانتهاء صلاحية استخدام هذه الورقة، وتلاشي سبب وجودها فكان السباق الدولي للقضاء عليه جديًا بصورته الظاهرية المشاهدة اليوم.

في دير الزور توجد ثلاث قوى تتقاسم السيطرة حاليًا، وهي تنظيم الدولة الذي مايزال يحتفظ بحصة الأسد، وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على شمال وشمال غرب المحافظة تحديدًا في قرى الجزرة، وقوات النظام في عدة أحياء من المدينة إضافة إلى دخولها الحدود الإدارية للمحافظة من الجهة الجنوبية وقريبًا الجهة الغربية حيث بقي أقل من ثلاثة كيلومترات، للدخول الرسمي للمحافظة من هذه الجهة.

ما تبيّنه خرائط السيطرة والعمليات إلى الآن أن مناطق جنوب الفرات إلى مدينة دير الزور بالمجمل ستكون لقوات الجيش ومن يساندها، فيما مناطق الشمال ستنقسم بين القوات المدعومة أمريكيًا (قوات سوريا الديمقراطية، ومغاوير الثورة).

عمليات الجيش سوف تتركز على محورين رئيسيين هما، المحور الغربي انطلاقًا من رجم سليمان باتجاه منجم الملح، ومن المستبعد البدء باقتحام قرية معدان، وذلك للسيطرة أولًا على مجموع التلال الممتدة من بداية الحدود الإدارية للمحافظة غربًا حتى مدينة دير الزور وما يليها شرقًا للمطار العسكري، إضافة لمنجم الملح ذي الموقع المهم والاستراتيجي وللتقليل من الخسائر غير المبررة حاليًا، وإسقاط سلسلة مدن وقرى الريف الغربي(شامية) ناريًا بالكامل.

المحور الثاني وهو محور السخنة (المحور الجنوبي) والذي من المتوقع أن يلاقي المحور الغربي عند عقدة (الشولا) وبذلك يكون قد قطع أي تواصل بين قوات التنظيم شرًقا في دير الزور، وغربًا في جيب عقيربات وحدود السلمية.

ما يميز خط حركة قوات الجيش هو خلوّها تقريبًا من أي مراكز عسكرية أو مواقع تمركز لقوات التنظيم بعد السخنة جنوبًا ومنجم الملح غربًا، لذلك سيكون هذا التقدم سهلًا جدًا، يمكن أن “تؤخره” بعض الهجمات الخاطفة في بادية حمص وحماة، هدفها انتقاميٌ ليس أكثر.

وأخيرًا من الواضح حاليًا أن حصة الأسد من المحافظة بشكل خاص ومناطق سيطرة التنظيم بالمجمل هي للجيش وقواته الرديفة.

تبقى مناطق شمال المحافظة مقسومة السيطرة بين القوات ذات الدعم الأمريكي، والتي ستتوقف على حواضنها الشعبية في هذه المناطق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة