مشاريع صغيرة تنشّط ضفتي الفرات في ريف حلب

شبان من ريف حلب الشمالي يمارسون السباحة في نهر الفرات - 5 آب 2017 (عنب بلدي)

camera iconشبان من ريف حلب الشمالي يمارسون السباحة في نهر الفرات - 5 آب 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

تحولت المنطقة المحيطة بنهر الفرات المار من شرق جرابلس بريف حلب، إلى منطقة سياحية يرتادها أهالي المنطقة لـ “الترويح عن النفس”، بعد معارك استمرت لأشهر ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، انتهت بمنطقة “آمنة” في مثلثٍ رأسه الباب وقاعدته تمتد من جرابلس إلى اعزاز.

وفي الفترة التي تبعت السيطرة على جرابلس، أزالت الفصائل الألغام والمخلفات المتفجرة المزروعة في الأراضي المحيطة بها، وخاصة على ضفتي النهر، بعدما منع التنظيم سكان المنطقة خلال فترة سيطرته من الاقتراب منه، رغم أنه كان المكان الأول للتسلية والاصطياف.

شريان الحياةشمال حلب

تنقسم السيطرة على نهر الفرات عند مروره بأراضي جرابلس إلى ضفتين: الأولى تحت نفوذ ”قوات سوريا الديمقراطية”، والثانية لفصائل “الجيش الحر”، إذ يفصل النهر مدينة جرابلس عن منطقة الشيوخ التي تسيطر عليها “قسد”.

ولا تقتصر زيارته على أهالي مدينة جرابلس فقط، بل غدا مقصدًا للبلدات والمدن البعيدة كمدينة اعزاز والمناطق التي تحيط بها مثل صوران، واخترين، دابق.

عبد القادر محمد، أحد سكان مدينة اعزاز، اعتبر أن الحركة الكبيرة التي شهدتها منطقة النهر في الأيام الماضية، تعود إلى غياب المناطق السياحية في ريف حلب الشمالي بشكل كامل، ليتحول الفرات إلى مقصد وحيد للمدنيين، سواء للتنزه أو السباحة أو فتح بعض المشاريع الاستثمارية المصغرة.

وأوضح لعنب بلدي أن أهالي مدينة حلب وريفها كانوا يرتادون سابقًا منطقة طريق المطار والراموسة، ليتحول السكان حاليًا بعد الحصار المفروض على شمال حلب إلى ضفاف نهر الفرات والساجور في جرابلس.

“الناس حوصروا في منطقة واحدة، ولا يوجد متنفس سوى مدينة جرابلس”، قال عبد القادر، معتبرًا أنه حتى الآن لا توجد مشاريع استثمارية “ذات قيمة”، إذ ينقص المنطقة بعض الدعم وبعض المشاريع الاقتصادية، سواء فيما يتعلق بالمقاهي الكبيرة، أو تنظيم المنطقة المحيطة بالنهر بمخططات عقارية.

مشاريع صغيرة

وبالتزامن مع حركة المدنيين، أنشئت عشرات “المشاريع الصغيرة” على ضفتي النهر، وتنوعت بين باعة المواد الغذائية المسلية من جهة، والمقاهي البدائية من جهة أخرى، وكان لها دور في إنعاش “الحركة السياحية”.

الشاب محمد السايح، أحد النازحين من مدينة منبج، أنشأ مقهىً صغيرًا على جانب النهر تحت مسمى “قهوة الفرات”، وقال إنه بعد الوصول إلى مدينة جرابلس وجد تركيبة جديدة للحياة على خلاف ما عايشه أثناء حكم التنظيم.

وأضاف لعنب بلدي أن “القهوة عبارة عن مشروع سياحي صغير تم إنشاؤه في الشهرين الماضيين، نظرًا لازدياد حركة الأهالي إلى المنطقة بغرض التنزه”.

يبيع محمد في قهوته جميع أنواع المشروبات الساخنة والبادرة، إضافًة إلى النرجيلة، بأسعار تشابه باقي المقاهي في مدن ريف حلب.

وإلى جانب محمد، افتتح عدد من شباب المنطقة، وخاصة النازحين من مدينة منبج والقرى المحيطة بها، عشرات المراكز الصغيرة التي تؤمّن احتياجات التنزه قرب النهر، الأمر الذي حوّل المنطقة إلى نقطة شأنها كباقي المناطق الترفيهية في المناطق السورية.

إلى ذلك أوضح مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في جرابلس، أبو قصي الكجك، أن “المجلس يعمل على ترخيص المقاهي الموجودة على أطراف النهر”، مشيرًا إلى أن “الحركة مدنية بحتة، مع وجود بعض العسكريين”.

وأضاف لعنب بلدي أنه “تم منع إطلاق النيران على جانبي الفرات، كون المنطقة متاخمة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة