محللون يُقيّمون تنامي دور مصر في سوريا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي (وكالات)

camera iconوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي (وكالات)

tag icon ع ع ع

تنامى دور مصر في الملف السوري خلال الأيام الماضية، وتجلى ذلك برعاية القاهرة لاتفاقي “تخفيف التوتر” في كل من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، بدعم من روسيا، ما طرح تساؤلات حول بروز الدور المصري في هذا الوقت بالتحديد.

وتناولت صحفٌ مصرية في عددها الصادر الأحد الماضي، أهمية دور مصر في جلب التهدئة إلى سوريا، وقيادتها إلى بر الأمان كدولة راعية.

وعنونت صحيفة “الجمهورية” عددها “مصر تقود سوريا إلى بر السلام”، واعتبرت صحيفة “الأخبار” أن رعاية القاهرة لهدنٍ في سوريا “يؤكد دورها المهم”، إلى جانب تصريحات من برلمانيين تصب في ذات السياق.

تنسيق مع السعودية والإمارات

وفق محللين سياسيين، فإن مصر تتحرك في سوريا بدعم وتنسيق من السعودية والإمارات وروسيا، في ظل ميل نظامها بقيادة عبد الفتاح السيسي إلى تأييد الأسد، في محاولةً للانخراط كطرف رئيسي في محادثات أستانة.

وفي صحيفة “الحياة”، كتب السياسي اللبناني جورج سمعان، الاثنين 7 آب، مقالًا بعنوان “موسكو تستعين بالقاهرة على دمشق.. ولأمريكا جيشها”.

ووفق وجهة نظر سمعان، فإن تطور ميل القاهرة إلى أداء دور في أزمة بلاد الشام، يعني أن تستعيد دورها في الإقليم من الباب الذي يوفر لها هذه العودة، فهي لم تقطع العلاقة السياسية والأمنية مع النظام في دمشق، وأفسحت المجال لـ”منصة القاهرة”.

تعرف مصر أنها لاعب يرغب به طرفا الصراع الداخلي، فضلاً عن اللاعبين الدوليين، الولايات المتحدة وروسيا التي أيدت تدخلها، بحسب مقال الكاتب اللبناني، الذي رأى أنه منذ إطاحة نظام الإخوان في مصر (مرسي)، نقل السيسي خطواته بدقة حيال الأزمة في سوريا، وأبقى الخطوط مفتوحة مع دمشق.

أهداف استراتيجية لروسيا

إشراك مصر يأتي في سياق تحقيق الهدف الاستراتيجي الواسع لروسيا، في تثبيت أقدامها داخل الشرق الأوسط، بحسب كاتب المقال، وقال إنها تعمدت اللجوء إلى القاهرة بديلاً عن النظام، الذي مايزال يعاند في تسهيل المفاوضات السياسية والقبول برؤية الكرملين للحل.

اللبناني وليد شقير كتب في “الحياة”، في 4 آب، مقالًا بعنوان “مصر والتحالف الثلاثي.. فى سوريا”، وربط دخول القاهرة في الحل السوري، بالتحالف الوثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، في وجه كل من إيران وقطر وتركيا.

واعتبر أن القاهرة تطمح سياسيًا إلى نقل الحريق السورى من أروقة الدبلوماسية الدولية إلى الجامعة العربية.

محللون آخرون دلّلوا على دخول مصر في عمق الملف السوري، باعتبار أن سوريا حائط الصد الأمامي للأمن القومي المصري، واعتبرها البعض رسالة واضحة من روسيا إلى كل من طهران وأنقرة، مفادها أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة بما يناسب أجندتها وليس أجندة كل منهما.

وكان أحمد الجربا رئيس “تيار الغد السوري”، المُؤسَس في مصر، قال خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، السبت 5 آب، إن اختيار مصر لم يأت ترضية أو لمصلحة ضيقة، بل كان نتيجة طبيعية وضرورية، أهمها غياب الصراع بين مصر وأي فصيل سوري فاعل في مناطق الاتفاقات.

ولفت الجربا إلى “علاقة الثقة المتينة” بين مصر وروسيا، إضافة إلى أن مصر لم تتجاوز في أي تفصيل حدود الوساطة والرعاية.

نهايةّ وضعت القاهرة قدمًا بشكل فعلي، إلى جانب الدول الفاعلة في الأزمة السورية، ووفق البعض فإن مصر دخلت في إطار “محاربة الإرهاب”، وربما توضح الأيام المقبلة الهدف الحقيقي، من تصاعد دور مصر في الملف السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة