تنظيم «الدولة» يتلقى ضربات موجعة، ويستنزف على عدة جبهات

tag icon ع ع ع

سيرين عبد النور – الرقة

«كأن ظلام القلوب والعقول ليس كافيًا ليضاف إليه طلاء الشوارع والحيطان وواجهات المحلات بالأسود، ليس لأن السود يليق بالرقة مدينة الحياة والفرح، لكنه ببساطة لون «داعش»، بهذه الكلمات يهمس أحد أهالي الرقة واصفًا حالها اليوم، بعد طلاء جدرانها باللون الأسود وشعار «دولة العراق والشام».

أما التنظيم، فقد صعّد من ملاحقة الناشطين، خصوصًا بعد الضجة الواسعة التي أحدثتها حملة «الرقة تذبح بصمت» والتي يبدو أنها قضت مضاجع التنظيم، ما جعله يرد بحملة واسعة من إغلاق المقاهي واعتقال عدد الناشطين.  كما شهدت المدينة مقتل ثلاثة من سكانها قبل عدة أيام على خلفية تعرض أحد العناصر لرجل وزوجته في الشارع، ما خلّف مشاجرةً نتج عنها مقتل الرجل وأخويه على يد عناصر التنظيم.

  • استنفار أمني

ويلاحظ من يمر بالرقة اليوم رفع «دولة العراق والشام» للجاهزية الأمنية، وتشديد الإجراءات على حواجز التفتيش وأمام مقرات التنظيم، خصوصًا التي تقع وسط تجمعات سكنية، بعد أن لجأ التنظيم إلى تفريغ بعض هذه الأحياء بشكل جزئي لتشكيل مربعات أمنية خاصة به، ومن هذه الأحياء «الثكنة» الذي يعتبر اليوم من أكبر معاقل التنظيم في المدينة.

يشار هنا إلى أن التنظيم تلقى العديد من الضربات الموجعة كان آخرها استهداف مقراته بعدد من العبوات الناسفة، في عملية تبناها «لواء ثوار الرقة»، في حين يشهد الريف الشمالي مواجهات عنيفة بين اللواء والتنظيم ما أسفر عن حالة من النزوح الجماعي لأهالي قريتي الفارس وأبو الظهور. وقد سجل الناشطون قصف قوات الأسد في اللواء 93 لمواقع «ثوار الرقة» بالهاون والدبابات، مؤكدين «أن هذه ليست أول مرة يفعلها النظام لمؤازرة داعش».

من جهة أخرى يقوم عناصر التنظيم بإخلاء المنازل التي يسكنون فيها، بينما تتم عمليات نقل كبيرة بالشاحنات للأسلحة والذخائر إلى جهة مجهولة، لم نستطع التحقق منها، إلا أن أهالي الرقة يتناقلون حديثًا عن إخلاء قيادات التنظيم لبعض مقراتهم في المدينة.

  • جبهات متعددة

ليس بعيدًا عن الرقة، فإن جبهات الحسكة المشتعلة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر «الدولة» بينهم أبو أنس الليبي، القيادي البارز في التنظيم يوم الأحد 27 نيسان، إثر هجوم نفذته جبهة النصرة في منطقة صباح الخير. كما اعترف التنظيم بمقتل قائده في منطقة الشدّادي التابعة لريف الحسكة (أبو البراء الليبي) مع عدد من عناصره في عملية مشابهة تبنتها «النصرة»، بعد مواجهات عشائرية بين التنظيم وعشائر الهزيم (إحدى أكبر العشائر في المنطقة)، فضلًا عن الحرب المفتوحة بين «الدولة» والتنظيمات الكردية المختلفة في المنطقة.

بدوره أعلن التنظيم تبنيه لتفجير ثلاث سيارات داخل تجمعات لحزب الـ «pkk» الكردي، في مناطق تل حلاف والصناعة شرقي مدينة رأس العين. كما أعلنت مواقع مقربة من التنظيم عن قيامه بعدد من العمليات منها إعدام القيادي في وحدات حماية الشعب الكردية «جريان الشاهين».

  • «العاصمة»

محاولًا اضفاء طابعه المميز على المدينة الأساسية التي يسيطر عليه بشكل كامل، يستمر تنظيم «دولة العراق والشام» في تغيير معالم الرقة.

ومن ذلك طلاء جدرانها باللون الاسود، ومحاولة تنظيم العمل الإداري فيها بما يتفق والفكر السائد عند التنظيم، حيث أحدث عدة إدارات منها «دائرة الخدمات الإسلامية» التي تحلَ محل البلدية، «وديوان المظالم» إضافة إلى «دائرة التعليم الشرعي” و «القضاء الشرعي» وغيرها.

بينما يستمر التنظيم على صعيد متصل بهدم رموز تاريخية وفنية كعددٍ من الأضرحة والمزارات التي تعود لمئات السنين، إضافة إلى هدم تمثالي الأسدين الذين كانا ضمن حديقة الرشيد ويعتبران من أبرز معالم الرقة.

لكن التشديد الأمني للتنظيم وملاحقته للناشطين لم يمنع من تواصل المظاهر الثورية في وجهه، حيث كُتب على أحد الجدران المطلية بالسواد بخط أبيض «عروس الفرات لا يليق بها الحزن والسواد».




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة