من ريف دمشق إلى إدلب

رحلة تهجير بطل سوريا في لعبة الجودو

tag icon ع ع ع

إدلب – طارق أبو زياد

داخل صالة صغيرة لا تتعدى مساحتها أمتارًا، وعلى أرضية مغطاة بالإسفنج العازل، يُمارس بطل سوريا في لعبة الجودو، خالد الخطيب، نشاطه الرياضي في إدلب، في موقع جغرافي يبعد عشرات الكيلومترات عن بلدته رنكوس، في ريف دمشق، التي هُجّر منها مطلع العام الحالي.

يتجه نظر من يدخل الغرفة تلقائيًا إلى الإضاءة الخافتة، التي يتدرب فيها أطفال وشباب على يد الخطيب، الحائز على عشرات الميداليات عربيًا ودوليًا، والذي يُتابع الرياضة التي يعشقها “بإمكانيات بسيطة”، كما يقول لعنب بلدي.

احترف الخطيب اللعبة عام 1985، وتدرب في مدينة دمشق، لينتسب للمنتخب السوري في لعبة الجودو، عام 1994، وحصل على عشرات الألقاب قبل اعتزاله في 2003، وافتتاحه مركزًا للتدريب في مدينته رنكوس.

يسرد بطل سوريا مسيرته التي انتهت في إدلب، بعد تدريبه في ناديه الإخاص ضمن مدينته لسنوات عدة، إلى أن تحوّل إلى نقطة عسكرية بعد الحملة التي شنتها قوات الأسد على المدينة، نهاية العام 2011.

“انتقلت إلى دمشق بعد الحملة حيث اعتقلت لأربعة أشهر، ثم عدت إلى مدينتي التي كانت محررة في ذلك الوقت”، يقول الخطيب الذي استقر في بلدة عين الفيجة بعد بقائه سنتين في الجبال المحيطة بمدينته، إثر الحملة الثانية على رنكوس عام 2013.

رحلة التهجير إلى إدلب

يحمل خالد الخطيب حزامًا أسود (5 دان) في اللعبة، وهو مدرب وحكم أول، وكان عضوًا في اتخاد الجودو والكوراش التابع للجنة الأولمبية التي يديرها النظام السوري.

ولعب لمنتخب سوريا بين عامي 1994 و 2003، وحاز على لقب بطل في دوري الأندية وكأس “الرئيس”، وعلى ميداليات ذهبية وفضية في بطولات احتضنتها الأردن ولبنان وقرغيزيا وإيران والجزائر ومصر وتونس خلال مسيرة حياته الرياضية.

لم يقف التنقل قسرًا عائقًا في وجه نشاط الخطيب الرياضي، فافتتح مركزًا لتدريب الجودو في عين الفيجة، “اقترضت مبلغًا من المال لافتتاح النادي الذي لم يستمر إلا ثلاثة أشهر، وهو تاريخ بدء الحملة على وادي بردى، التي انتهت بتهجير أهالي المنطقة إلى إدلب، مطلع شباط الماضي”.

وصل بطل الجمهورية إلى إدلب “شبه منهار”، على حد وصفه، إلا أن مركزه “البسيط” الذي يعمل فيه منذ ثلاثة أشهر، كان عونًا له في تخفيف وطأة التهجير، “في كل مرة كنت أسقط خلالها خلال التدريب أسعى بكل طاقتي للعودة”.

يتدرب الشاب باسم القاسم من رنكوس على يد الخطيب في إدلب، الذي كان مدربه في مدينته عندما كان في العاشرة من عمره، ويقول لعنب بلدي إن المحفز الأول لاستمراره، كان مدربه الذي رافقه طيلة فترة نزوحه.

وتعرّف الشاب حسن أبو شعلان من مدينة الزبداني، على النادي “عن طريق الصدفة”، كما يقول، ويكمل اليوم مشواره الرياضي فيه، عقب توقفه عن التدريب منذ بداية الثورة.

يُقر الخطيب بأخطاء يصفها بـ”الإدارية” وضعف التنسيق مع الهيئات الرياضية في المنطقة، مؤكدًا أنه يدرب أطفالًا وشبابًا أكاديميًا، “دون دعم من أي جهة وعلى نفقته الشخصية حتى اليوم”.

ويطمح البطل على مستوى العرب إلى “صناعة أبطال جدد يمثلون سوريا الحرة في المحافل الدولية”، ويوقن بأن الأمر “ليس صعبًا، فقد درّبت في السابق رياضيين أصبحوا أبطالًا وبعضهم شارك في أولمبياد دي جينيرو الأخير في البرازيل، العام الحالي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة