"قسد" من الشرق والأسد من الغرب

معركتان في دير الزور بتنسيق روسي- أمريكي

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تتسارع المعطيات الميدانية في محيط دير الزور لتبدأ خطوات “الحسم” التي تنتظرها المحافظة، فالأسد يزحف غربًا واستطاع فك الحصار عن مواقعه العسكرية في المدينة، ويحاول بسط نفوذه على الحقول النفطية ومواقع تنظيم “الدولة”، بينما أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حملة عسكرية تجاه المدينة للسيطرة على ما تبقى من الجزيرة السورية.

وتأتي هذه التطورات على الأرض نتيجة تفاهمات روسية- أمريكية قسّمت حوض الفرات إلى جزأين الأول في الشمال الشرقي للمدينة، والثاني إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات.

وتتميز مواجهات دير الزور عن غيرها من “الصراعات العسكرية” التي دارت على الأراضي السورية بأنها المعقل الأبرز حاليًا لتنظيم “الدولة”، خاصةً بعد كسر شوكته في مدينة الرقة، إضافةً إلى أن المعطيات الحالية ستسهم بدور كبير في تحديد خرائط السيطرة للأطراف المتنازعة في سوريا، سواء من جانب النظام السوري، أو الأطراف العسكرية والسياسية الأخرى.

عاصفة الجزيرةتبدأ من الشدادي

تحت مسمى “عاصفة الجزيرة” أعلنت “قسد” البدء بحملتها تجاه دير الزور، وحددت أهدافها بـ”تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية، وشرق الفرات، إلى جانب ما تبقى من ريف دير الزور الشرقي”.

وأضافت أن الحملة تأتي بعد الهجمات التي شنها التنظيم على مناطق الشدادي والريف الشرقي لدير الزور، “في محاولة يائسة لرفع معنويات قواته في الرقة”.

وأوضح مراسل عنب بلدي في الحسكة أن “العملية العسكرية من المفترض أن تهدف إلى السيطرة على المنطقة الممتدة من ريف الشدادي الجنوبي الواقع في جنوب الحسكة، وصولًا إلى الضفاف الشرقية لنهر الفرات”.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، يمتد نفوذ “قسد” شمال دير الزور إلى حقل أبو خشب، وقرى الجويف، والتمينة والثلجة.

وكانت مصادر عسكرية قالت لعنب بلدي في حديث سابق إن “قسد” بمساندة التحالف الدولي ستهيمن فقط على الجزء الشمالي من مدينة دير الزور، وذلك ضمن اتفاق روسي- أمريكي يطلق نفوذ قوات الأسد في الأجزاء المتبقية من المحافظة.

وحصلت عنب بلدي على شروط طرحتها “قسد” على بعض قادة فصائل “الجيش الحر” وشيوخ العشائر والقبائل فيما يخص المشاركة في معارك دير الزور، وتتضمن أن تعمل الفصائل والعشائر تحت أمر القيادة المركزية لـ “قسد”.

وكانت القوات، وعمادها الوحدات الكردية، بدأت في شباط 2017 الجاري معارك في ريف الدير الشمالي الغربي، ضمن حملة “غضب الفرات” وسيطرت على عدة مواقع للتنظيم في المنطقة.

وجاءت العمليات العسكرية حينها بعد سلسلة هجمات من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” على مواقعها، وخاصة مدينة الشدادي.

الأسد يفك الحصار ويتوغل

على الجانب الآخر للفرات تستمر عمليات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في المدينة، وحققت في الأيام القليلة الماضية تقدمًا واسعًا على حساب تنظيم “الدولة”، وفكت الحصار عن المطار العسكري الواقع في الريف الشرقي للمدينة، إضافةً إلى أحياء هرابش والطحطوح.

وجاء هذا التقدم بعد فكّ الحصار عن “اللواء 137”، بعد تقدم في ريف حمص الشرقي، وريف الرقة الجنوبي، وسط تغطية صاروخية وجوية روسية.

وكان تنظيم “الدولة” قطع طريق الإمداد البري الوحيد إلى مطار دير الزور العسكري، وأطبق الحصار عليه، مطلع العام الحالي، ويعتبر من أهم المطارات العسكرية في سوريا.

وتكمن أهميته كونه المنفذ الوحيد الذي يربط المحافظة بالمدن السورية الأخرى، وتستخدمه قوات الأسد لنقل المقاتلين والذخائر إلى آخر معاقلها في المحافظة.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تحاول قوات الأسد حاليًا التقدم من خلال المحور العسكري الذي ينطلق من مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وصولًا إلى عقدة الشولا، إلى جانب محور متقدم من ريف الرقة الجنوبي الشرقي، ووصلت أيضًا إلى منطقة الشولا “الاستراتيجية”، التي أعلنت السيطرة عليها، الجمعة 9 أيلول.

ويسيطر التنظيم على معظم دير الزور، بينما تنتشر قوات الأسد في بعض الأحياء داخل المدينة والمطار العسكري.

وتوقعت مصادر عسكرية، في حديثها لعنب بلدي، أن تتوسع المعارك بعد المدينة، لتصل إلى الريف الشرقي والغربي جنوب الفرات، على أن تشهد مدينة الميادين المعارك “الأشرس”، باعتبارها المنطقة الأخيرة للتنظيم في المحافظة.

ماذا عن فصائل الجيش الحر؟

وبالتزامن مع المعركتين المعلنتين باتجاه المدينة، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً تفيد بموافقة التحالف الدولي على إنشاء قاعدة مستقلة لـ “جيش مغاوير الثورة” في محيط دير الزور، للمشاركة في العمليات العسكرية.

لكن قائد “المغاوير”، مهند الطلاع، نفى هذه الأنباء، وقال لعنب بلدي إنه “لا توجد موافقة على قاعدة مستقلة، والمعلومات التي تم تداولها عبارة عن كلام إنترنت فارغ ليس له أساس من الصحة”، إلا أنه ترك الباب مفتوحًا أمام تنفيذ الفكرة في وقت لاحق.

وفي حديث سابق مع الطلاع قال إن “الهيئة السياسية” في “الجيش” تتفاوض مع أمريكا من أجل تشكيل “جيش وطني”.

وأوضح أنه “سيضم قوىً وطنية نواتها مغاوير الثورة”، مؤكدًا أن “التحالف طالب بتأييد شعبي كامل للهيئة السياسية، من القوى الموجودة على الأرض والشخصيات الاعتبارية في المنطقة الشرقية”.

وسينقل “مغاوير الثورة” إلى الشدادي، التي تسيطر عليها “قسد”، وتشكيل قوة هناك وفق الطلاع، ولفت إلى أن “الجيش سيكون الجهة الوحيدة المخولة لدخول دير الزور وتحريرها من داعش”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة