الأسد يهدد و"قسد" تتوعد

تطورات تنذر بصدام عسكري في دير الزور

camera iconجنود من قوات الأسد في مقبرة مدينة دير الزور قبل فك الحصار عنها -9 أيلول 2017 (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

يزداد المشهد في دير الزور تعقيدًا بعد غارات روسية على مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تبعهتا تهديدات من قبل النظام السوري بإعلان القتال ضد القوات، وإيقاف عملياتها العسكرية في المحافظة، والتي تحاول من خلالها السيطرة على ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية.

وحققت قوات الأسد والقوات الكردية تقدمًا واسعًا على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” في المحافظة، انتهى بالوصول إلى نهر الفرات، الذي غدا الخط الفاصل بين الطرفين، وسط الحديث عن نية قوات الأسد اجتيازه إلى الضفة الأخرى، قابلته تطمينات من التحالف الدولي بعدم نية “قسد” دخول مدينة دير الزور.

غارات روسية وتهديدات

وخرقت طائرات روسية وسورية الأنباء عن تفاهمات دولية غير معلنة، بقصف مواقع “قسد” في محيط مدينة دير الزور، السبت 16 أيلول، بحسب ما أعلنت عنه غرفة عمليات “غضب الفرات”.

وأكدت المتحدثة باسم الغرفة، جيهان أحمد، استهداف مواقعهم في دير الزور من قبل الطائرات الروسية والنظام السوري، دون أي توضيح عن الأضرار التي خلفتها الغارات.

بينما نفت الدفاع الروسية القصف، وقابلتها تأكيدات من قبل محللين يتبعون للنظام السوري عن “ضربات جوية من محور سورية وشركائها إلى قسد، كرسالة هامة في توقيت تم اختياره بعناية”.

وجاء القصف بعد ساعات من تصريحات للمستشارة الإعلامية والسياسية لرئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، قالت فيها إن “الحكومة السورية ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، وتقاتل أيضًا تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد”.

وأضافت في مقابلة مع قناة “المنار”، التابعة لـ “حزب الله” اللبناني، “سواء كانت قوات سوريا الديمقراطية، أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سوف نناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد”.

وأوضحت أن “قسد” تحاول السيطرة على مناطق تضم حقولًا نفطية، مشيرةً إلى أنها “لن تتمكن من نيل ما تريده”.

وكان المتحدث باسم التحالف، ريان ديلون، قال في الأيام الماضية إن “قوات سوريا الديمقراطية لا تعتزم دخول مدينة دير الزور، مما يقلص احتمالات حدوث مواجهة بين القوات الحليفة لواشنطن وقوات النظام السوري”.

وأضاف أن الخطة هي “عدم ذهاب قسد إلى دير الزور، وأن تتحرك فقط بمحاذاة وسط وادي نهر الفرات”، مشيرًا إلى أن “الكثير من مقاتلي تنظيم الدولة مازالوا يسيطرون على مواقع وسط وادي نهر الفرات”.

وبحسب خريطة السيطرة وصلت “قسد” إلى المدينة الصناعية شمال شرق المدينة، وتحاول السيطرة عليها، وسط مواجهات عسكرية يومية مع تنظيم “الدولة”.

بينما حققت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها تقدمًا واسعًا في الأسابيع الثلاثة الماضية داخل دير الزور، إذ فكت الحصار عن اللواء 137 والمطار العسكري، وسيطرت على حي الغيلية.

وبقي أمامها في الجزء الجنوبي من نهر الفرات حيا الصناعة والحميدية، والتي تحاول السيطرة عليهما، وسط تغطية جوية مكثفة من قبل الطيران الروسي.

محور عسكري جديد نحو البوكمال

وبالتزامن مع المعطيات الميدانية التي تشهدها المحافظة، أعلن النظام السوري عملية عسكرية تحت اسم “فجر 3” على الحدود السورية العراقية، للسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي.

وذكر “الإعلام الحربي المركزي” أن “عمليات فجر3 بدأت بتحرير منطقة شمال شارة الوعر ومنطقة وادي الرطيمة والغزلانية بمحاذاة الحدود السورية – العراقية حتى المحطة الثانية، والتي ستستمر للوصول إلى منطقة البوكمال الحدودية”.

وأوضح أن هذه العملية استكمال لعمليات “فجر 1 “و”فجر 2″، التي أدت إلى السيطرة على منطقة شرق الضمير حتى الحدود الأردنية، ومثلث البصيري حتى الحدود العراقية والمحطة الثالثة، ومحور السخنة حتى دير الزور.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية أصبحت قوات الأسد على مسافة 80 كيلومترًا عن مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الجنوبي.

ووصلت إلى مشارف خط محطة الضخ “T2″، على بعد 12 كيلومترًا منها، والممتد من العراق إلى مدينة حمص، وتتركز المعارك حاليًا في الجهة الجنوبية الغربية من الخط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة