قوات الأسد تخوض “حرب أنفاق” في داريا والجيش الحر يحبط محاولات التسلل عبرها

tag icon ع ع ع

عنب بلدي ــ العدد 118 ـ الأحد 25/5/2014

1896956_476387399140066_1583545289_nبهاء زيادة – عنب بلدي

تتبع قوات الأسد في مدينة داريا مؤخرًا سياسة حفر الأنفاق، بعد عجزها عن اقتحام المدينة عبر الاشتباكات المباشرة والمعارك البرية التي تشنها منذ تشرين الثاني 2012، حيث تمكن مقاتلو الجيش الحر من صد محاولات الاقتحام المتكررة.

وقد لجأت قوات الأسد إلى سياسة حفر الأنفاق مؤخرًا لمحاولة “التسلل إلى نقاط تمركز الجيش الحر، والتقدم خفية تحت الأرض بعيدًا عن أعين قناصة الجيش الحر المرابطين على جبهات المدينة” كما يقول أبو قصي أحد المقاتلين في لواء شهداء الإسلام.

  • لماذا حفر الأنفاق

وأفاد مراسل عنب بلدي في داريا، بأن قيام قوات الأسد بحفر الأنفاق بكثافة في المناطق المحاذية للجبهات هي «خطوة استباقية، خشية قيام عناصر الجيش الحر بحفر الأنفاق والتسلل إلى نقاط تمركز قوات الأسد”، إضافة إلى صعوبة تقدم المقاتلين من خلال الاشتباكات البرية بسبب “التمركز الجيد لمقاتلي الجيش الحر على الجبهات”.

ويوضح أبو قصي أن النظام يقوم بتفجير الأبنية الفاصلة بين نقاط تمركزه ونقاط تمركز الجيش الحر لـ ”إفشال أي عمليات حفر قد يقوم بها مقاتلو الجيش الحر للتسلل والسيطرة على الأبنية التي تسيطر عليها قوات الأسد”.

  • كيف يتمكن الجيش الحر من كشف النفق

وأضاف أبو قصي أن المقاتلين على الجبهات يمكنهم سماع أصوات الحفريات التي تقوم بها قوات الأسد في المناطق القريبة من نقاط التماس والاشتباك المباشر، وتكون غالبًا في المناطق الساخنة أثناء الاشتباكات وعلى المحاور التي يحاول النظام اقتحام المدينة من خلالها.

وبعد سماع أصوات الحفريات يُكلّف عناصر من الجيش الحر بالقيام بعملية الحفر على نطاق واسع في محيط المنطقة التي يقوم النظام بالحفر تحتها من جهة معاكسة، وتتم عملية الحفر بأدوات بدائية يدوية وكهربائية.

  • تفجير النفق والأدوات المستخدمة

بعد تمكن مقاتلي الجيش الحر من كشف النفق الذي يقوم مقاتلو الأسد بحفره، يتم تفجيره باستخدام عبوات محلية الصنع واسطوانات الغاز، أو باستخدام صواريخ لم تنفجر استهدفت بها قوات الأسد المدينة في وقت سابق، وفي المقابل تقوم قوات الأسد بتفجير النفق من جهتها لمنع استخدام مقاتلي الحر له والتسلل إلى نقاط تمركزها.

  • إحصائيات “معركة الأنفاق”

تمكن الجيش الحر من تفجير ثلاثة أنفاق على الجبهة الشمالية للمدينة، المحاذية لـ ”حارة عجم” والثانوية الشرعية، قبل أن يصل الحفر إلى أماكن تمركز مقاتلي الحر. بينما استطاعت قوات الأسد من إتمام حفر 5 أنفاق بحسب مراسلنا في المدينة، والتسلل إلى أماكن تمركز الجيش الحر وتفجير الأبنية التي يتحصن بها، على عدة محاور تركزت معظمها على الجبهة الشمالية.

وآخر عمليات التفجير كانت يوم الجمعة الماضي 23 أيار حيث تمكنت قوات الأسد من التسلل عبر نفق يبلغ طوله 20 متر تقريبًا، إلى أحد الأبنية التي يتحصن بها الجيش الحر في محيط ساحة الحرية وتفجيره.

وتؤدي عمليات التسلل عبر الأنفاق إلى تراجع مقاتلي الجيش الحر إلى نقاط أخرى إثر مقتل وإصابة عدد منهم، إضافة إلى كشف المنطقة الفاصلة بين نقاط تمركز الحر وقوات الأسد، ما يسهل دخول الآليات الثقيلة والاقتحام البري من قبل قوات الأسد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة