هل أفتت إيفانكا ترامب بقيادة المرأة السعودية للسيارة؟

ايفانكا ترامب مع عدد من النساء السعوديات -21 أيار 2017 (تويتر)

camera iconايفانكا ترامب مع عدد من النساء السعوديات -21 أيار 2017 (تويتر)

tag icon ع ع ع

أصدر الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، قرارًا سمح للمرأة باستصدار رخص قيادة، وأمر بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات الداخلية والمالية والعمل والتنمية الاجتماعية لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك.

وجاء القرار الصادر، أمس الثلاثاء 26 أيلول، بعد موافقة أغلبية أعضاء “هيئة كبار العلماء”، الذين لم يجدوا مانعًا من السماح لها بقيادة المركبة.

ويأتي ذلك بعد أعوام من الجدل داخل المجتمع السعودي وفتاوى تحرم تارة وتحذر تارة أخرى من قيادة المرأة للسيارة.

وواجهت السعودية، لأكثر من 15 عامًا، انتقادات واسعة بسبب منع القيادة من قبل منظمات تعنى بشؤون المراة وحقوقها، إضافة إلى مفكرين ومحللين وباحثين، كونها تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع فيها المرأة من القيادة.

هيئة العلماء تفتي بشرعية القرار

ورحبت هيئة العلماء بالقرار، في تغريدة نشرت عبر حسابها في “تويتر”، جاء فيها “حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية”.

في حين أصدرت بيانًا اليوم، الأربعاء 27 أيلول، أوضحت فيه أن “العلماء قرروا أن تصرّف الراعي على الرعية منوط بالمصلحة، وعلى ذلك يكون الغرض من تصرفات ولي الأمر الاجتهادية تحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، وعلى ذلك أيضًا، فإن ولي الأمر يختار في كل قراراته، الأصلح والأنفع والأيسر”.

واعتبرت الهيئة أن “فتاوى العلماء السابقة انصبت على المصالح والمفاسد، ومن ثم فإن ولي الأمر عليه أن ينظر في المصالح والمفاسد في هذا الموضوع بحكم ولايته العامة، واطلاعه على نواحي الموضوع من جهاته كافة، بما قلده الله من مسؤوليات، وبما يطلع عليه من تقارير”.

إيفانكا تدافع عن المرأة السعودية

القرار الجديد لاقى ردود فعل واسعة بين مؤيد ورافض له، خاصة داخل المجتمع السعودي، إذ رفض سعوديون وسعوديات عبر مواقع التواصل الاجتماعي القرار الملكي، ودشنوا الكثير من الأوسمة عبر “تويتر” تعبيرًا عن غضبهم، ومنها “الشعب يرفض قيادة المرأة”، و”حريم بيتي لن يقودوا”.

ويأتي ذلك بعد عدة قرارات، خلال الأسابيع الماضية، منها السماح للمرة الأولى للنساء بالمشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني، الذي أقيم في 23 أيلول الجاري.

وانتشرت مقاطع فيديو لاحتفالات نظمت في الشوارع والأماكن العامة، أظهرت نساء وشبابًا يرقصون ويغنون على أنغام موسيقى عربية وغربية، الأمر الذي لم تشهده المملكة في مناسبة وطنية كهذه.

كما عينت وزارة الخارجية السعودية، فاطمة سالم باعشن، متحدثة باسم سفارة المملكة في العاصمة الأمريكية (واشنطن)، لتصبح أول مرأة سعودية تشغل ذلك المنصب.

البعض اعتبر أن القرارات الجديدة وانفتاح النظام السعودي، الذي يصفه البعض بالتشدد، جاء عقب زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وابنته إيفانكا إلى السعودية، في أيار الماضي، ولقائهما بالملك السعودي، وولي العهد، محمد بن سلمان التي وصفته إيفانكا بـ “الشخصية المحفزة”.

إيفانكا نشرت خلال الزيارة صورة عبر حسابها في “تويتر” مع نساء سعوديات وكتبت “تتجاوز الحاجة إلى تمكين المرأة وإشراكها الحدود والثقافات، سواء في الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية، يجب أن ندرك أن تمكين المرأة هو المفتاح لدفع عجلة التحول الاقتصادي”.

وتبارك قيادة المرأة السعودية

واعتبر البعض أن لتصريح ابنة الرئيس الأمريكي عن المرأة آنذاك دورًا في انفتاح القيادة السعودية، خاصة وأن إيفانكا كانت أول المرحبين بقرار السماح للمرأة القيادة، إذ هنأت عبر حسابها في “تويتر” السعوديات وقالت “يعتبر اليوم يومًا تاريخيًا للنساء في السعودية، بعد صدور مرسوم يرفع الحظر على قيادة المرأة”.

كما رحب الرئيس الأمريكي بالقرار وأثنى عليه بتأكيد حق المرأة بالقيادة، مؤكدًا مواصلة دعمه للرياض في تعزيز المجتمع السعودي والاقتصاد من خلال إصلاحات مماثلة وتنفيذ رؤية السعودية 2030.

في حين اعتبرته الخارجية الأمريكية “خطوة إيجابية جدًا”، أما صحيفة “نيويورك تايمز” فاعتقدت أن القرار قد يسهم بشكل رئيسي في تخفيض النبرة العالمية في الحديث عن التقاليد الاجتماعية، وأنه سيكون بداية لتوسيع دور المرأة ومشاركتها في سوق العمل.

العلماء ينقلبون على مواقفهم

القرار صدر برغم وجود فتاوى سابقة لكبار هيئة العلماء، الذين وافقوا على القرار، بتحريم ومنع المرأة من القيادة.

وكان مفتي السعودية ورئيس هيئة كِبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حذر في برنامج “مع المفتي” على قناة “المجد” في نيسان 2016، من فتن قيادة المرأة السيارة، وطالب بعدم السماح بذلك وإقراره لكونه أمرًا خطيرًا يعرض النساء لأبواب شر كبيرة.

في حين رفض عضو هيئة كبار العلماء وعضو المجمع الفقهي بالمملكة، صالح بن فوزان الفوزان، غبر موقعه الرسمي قيادة المرأة في 2013.

وقال إن فيها محاذير كثيرة أعظمها الخطر على أنوثتها وعلى عفتها وحيائها، مشيرًا إلى أن “هناك قاعدة شرعية تقول إن “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وقيادة المرأة للسيارة فيها مفاسد”، معددًا مفاسد أبرزها “الاختلاط”، بحسب تعبيره.

أما عضو الهيئة، عبد الله المطلق، قال بحسب جريدة المدينة في حزيران 2011، إنه لا يوجد ما يحرم قيادة المرأة للسيارة سوى درء المفاسد المحتملة، وأنه شخصيًا لا يوافق على السماح بهذا الأمر خوفًا من بعض العواقب غير المستحبة، بحسب تعبيره.

إضافة إلى فتاوى للمفتي السابق عبدالعزيز بن باز، الذي تعتبر فتاويه مرجعًا لكثير من العلماء حاليًا، حرم فيها قيادة المرأة.

كما أصدر  118 شخصية سعودية من رجال دين وباحثين وأكاديميين بيانًا، في 2005، رفضوا فيه قيادة المرأة لأن “قاعدة سد الذرائع منطبقة عليها ولأنها تفضي بالمرأة والمجتمع إلى الوقوع في مفاسد عظيمة وعواقب وخيمة”، على حد تعبيرهم.

القرار يعتبر حقًا للمرأة، برأي كثيرين، لكن موافقة العلماء عليه طرح عدة تساؤلات خاصة بعد فتاويهم السابقة.

وكانت السعودية شهدت، الأسبوعين الماضيين، حملة اعتقالات لعدد من العلماء والمشايخ بهدف “إحباط خطة متطرفة كان هؤلاء الأشخاص يعملون على تنفيذها بعد تلقيهم تمويلات مالية من دول أجنبية”، بحسب ما قاله وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة