المعادلة العسكرية تتغير

تنظيم “الدولة” يقلب الطاولة على الأسد في دير الزور

camera iconعنصر من قوات الأسد يحمل مواد غذائية أثناء العمليات العسسكرية في درير الزور - 15 أيلول 2017 - (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تغيرت المعادلة العسكرية في محافظة دير الزور، عقب هجوم معاكس بدأه تنظيم “الدولة الإسلامية” تحت مسمى “غزوة أبو محمد العدناني”، على مواقع قوات الأسد في ريف المدينة الغربي، الأمر الذي أظهر “هشاشة” الخطط العسكرية للنظام في المنطقة، والتي اتخذت في الأيام الماضية سياسة الزحف السريع، بعيدًا عن تثبيت المواقع.

وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها حققت منذ مطلع أيلول 2017 الجاري تقدمًا واسعًا على حساب التنظيم، وسيطرت على الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور بشكل كامل بعد انسحاب تنظيم “الدولة” من عقدة الشولا وبلدة كباجب.

ووصلت إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وسيطرت على قرية خشام “الاستراتيجية”، القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضم مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في  الجهة الغربية للفرات.

أكثر من 100 قتيل في 48 ساعة

كمائن ومفخخات استخدمها تنظيم “الدولة” ضد قوات الأسد، صباح الخميس 28 أيلول، واستطاع من خلالها السيطرة على عقدة الشولا “الاستراتيجية” وصولًا إلى منطقة وادي غباغب، وأعلن مقتل أكثر من 20 عنصرًا من قوات الأسد بينهم عناصر من “حزب الله” اللبناني، إضافةً إلى قتل جندي روسي وأسر اثنين دون عرض صورهم أو أي تأكيد.

وجاء الهجوم من الجهة الجنوبية للأوتوستراد الدولي، انطلاقًا من المناطق التي يسيطر عليها جنوبي مطار دير الزور العسكري، وصولًا إلى البادية.

ولم تمض ساعات على التقدم حتى أعلنت قوات الأسد استعادة السيطرة على أوتوستراد دمشق- دير الزور بشكل كامل، والمناطق المحيطة به التي خسرتها، دون أي توضيح عن حجم الخسائر سواء في العنصر البشري أو الآليات العسكرية.

وتركز تقدم قوات الأسد باتجاه دير الزور، مطلع أيلول الماضي، من محور رئيسي ينطلق من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، إلى اللواء 137 الواقع في الجهة الشمالية الغربية للمدينة، والذي مهدت السيطرة عليه للسيطرة على المناطق الأخرى في المدينة.

اليوم الثاني لـ”غزوة” التنظيم كان الأعنف، إذ فتح التنظيم أكثر من محور عسكري، استطاع من خلال المحور الأول السيطرة على مدينة السخنة (شرقي حمص) ناريًا بعد السيطرة على جبل طنطور، وحاصر العشرات من قوات الأسد داخل المدينة، قالت صفحات موالية إن بينهم ضباطًا.

كما سيطر على قرية الطيبة شمالي السخنة، ومنطقة قصر الحير الشرقي في الريف الشرقي للسخنة، وذلك خلال ساعات قليلة من يوم السبت 30 أيلول.

بينما تركز المحور الثاني على منطقة حميمة في البادية السورية، ووصل خلاله إلى أطراف المحطة الثالثة القريبة من مدينة القريتين جنوبي شرقي حمص، والتي فجر فيها مفخختين قتل إثرها أكثر من 45 عنصرًا للأسد، بحسب وكالة أعماق.

وتتسارع التطورات غربي المحافظة، في ظل تراجع ملحوظ لقوات الأسد رغم تمركزها في محيط مدينة دير الزور.

وبحسب ما رصدت عنب بلدي على وكالة “أعماق”، بلغ عدد قتلى الأسد في ريفي حمص ودير الزور في اليومين الماضيين أكثر من 100 عنصر بينهم سبعة من “حزب الله” اللبناني.

جمود عسكري شرقي الفرات

وبالانتقال إلى المجريات الميدانية على الضفة الشرقية للفرات، والتي تشكل الوجهة الرئيسية لكافة القوى المتصارعة في المحافظة، تجمدت معارك قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بعد السيطرة على قرية خشام، والاصطدام بنفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وجاء الجمود كرد فعل على هجمات التنظيم على المواقع الغربية للفرات، إلى جانب النتائج العسكرية الكبيرة التي حققتها “قسد” في المنطقة بمساندة التحالف الدولي، إذ أعلنت السيطرة على حقول الجفرة النفطية بعد السيطرة على كبرى حقول الغاز في سوريا هي “كونيكو” وشركة “العزبة”.

وتعتبر سيطرة “قسد” على الحقول النفطية صفعة للنظام السوري وحليفته روسيا، خاصةً أنها كانت هدفًا أساسيًا في معركتها المستمرة منذ قرابة شهر.

ووفق ما تحدثت مصادر عسكرية لعنب بلدي سابقًا، فإن “قسد” تسعى بمساندة التحالف الدولي للهيمنة على الجزء الشمالي من مدينة دير الزور، بموجب اتفاق روسي- أمريكي يطلق نفوذ قوات الأسد في الأجزاء المتبقية من المحافظة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة