هل يعيّن اللاعبون مدربيهم في أوروبا؟

tag icon ع ع ع

يفترض أن للمدربين صلاحيات كاملة في التعاقد مع لاعبين أو اختيار تشكيلتهم الأساسية والاحتياطة، وعلى الإدارت احترام رغباتهم وخططهم بموجب العقود بين الجانبين.

لكن الواقع لا يؤكد ذلك دائمًا، فقد فرض بعض اللاعبين على الإدارات اختيار مدربين يرتاحون معهم، أو كانوا عاملًا ضاغطًا لفسخ عقود مدربين وإقالتهم من إدارات النوادي.

جناحان يطردان أنشيلوتي

في 28 أيلول، أعلن نادي بايرن ميونيخ إقالة مدربه الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي بعد يوم واحد من هزيمة الفريق أمام باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وقال حامل لقب “البونديزليغا” في بيان عبر موقعه الرسمي إنه “بعد تقييم الوضع يعلن بايرن ميونيخ الانفصال عن المدرب كارلو أنشيلوتي، على أن يسري القرار فورًا”.

ولم تشفع مسيرة أنشيلوتي الزاخرة بالألقاب الأوروبية والمحلية له أمام غضب نجوم البافاري، وعلى رأسهم الجناحان الهولندي آرين روبن والفرنسي فرانك ريبري، فقد أظهرت تسجيلات مصورة غضب اللاعبين على أنشيلوتي بعد قرار تبديلهما في إحدى المباريات.

كما بدأ أنشيلوتي مباراته “الكبيرة” أمام النادي الباريسي بغياب أبرز نجومه، لخلافات معهم.

وكان أنشيلوتي اصطدم مع ريبري وروبن وليفاندوفيسكي، الذي انتقد إدارة الفريق للتعاقدات، وبدأ نجم اللاعبين يسطع على حساب المدرب واقتنعت الجماهير بمواقفهم، وسط نتائج سلبية حققها البافاري في بداية الموسم، إذ يحتل المركز الثالث في “البونديزليغا” وهي أسوأ انطلاقة للنادي منذ سنوات.

بينيتيز لم يرق لرونالدو

وليست المرة الأولى التي يفرض لاعبون رأيهم، فقد وضع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إدارة النادي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يرحل المدرب رافائيل بينتيز أو أنا.

واستجابت إدارة النادي لرونالدو وأقالت المدرب، بعد هزيمة قاسية في الكلاسيكو عام 2015 أمام الغريم التقليدي برشلونة بأربعة أهداف مقابل لا شيء على أرض الملكي وبين جماهيره في ملعب “سانتياغو برنابيو”.

وبحسب تقارير إعلامية فقد حمل قائد الملكي سيرخيو راموس وكريستيانو رونالدو رسالة باسم لاعبي الفريق إلى مدربهم رافائيل بينيتز قبل لقاء لكلاسيكو الشهير، من أجل الاعتماد على خطة هجومية في مواجهة برشلونة، وعدم تكرار الطريقة التي أدت إلى الخسارة أمام إشبيلية (2-3)، لكنه لم يفعل ذلك.

وكانت تسريبات تحدثت عن رفض رونالدو توجيه ملاحظات ونصائح له من قبل المدرب حول طرق تفادي المدافعين.

عينت إدارة ريال مدريد زين الدين زيدان خلفًا لبينيتيز، ليعوض الفرنسي النادي عن إخفاق سلفه بحصد عددٍ من البطولات المحلية والأوروبية، ويعكس استقرارًا ويعتبر صلة وصل بين الإدارة واللاعبين.

ميسي يفرض مدربين ولاعبين

بعد تراجع برشلونة وخروجه خالي الوفاض الموسم الماضي، رفض ميسي تجديد عقده في حال بقاء المدرب لويس أنريكي.

ولم يتوقف ميسي عند المدرب فقط، بل فرض التعاقد مع عددٍ من اللاعبين والتخلي عن آخرين للبقاء.

وبالفعل استجابت إدارة النادي فأقالت إنريكي وتعاقدت مع إرنستو فالفيردي، وتخلت عن اللاعب ماثيو، لكنها أبقت على دينيز سواريز وجيرمي ماثيو.

أرسنال يعكس الصورة

في نادي أرسنال تبدو الصورة معكوسة تمامًا، فرغم كل الانتقادات من اللاعبين والجماهير للمدرب الفرنسي آرسن فنغر، خاصة بعد موسم بدون ألقاب العام الماضي، إلا أن الإدارة أبقته على رأس الفريق.

في أرسنال قد تجد لاعبًا بقيمة أليكسيس سانشيز القادم من برشلونة على دكة البدلاء في مباراة مصيرية ضد ليفربول، مقابل منح الفرصة للاعب عادي، وقد تجد الجناح الأيمن يلعب مكان الجناح الأيسر أو العكس، إنها خيارات فينغر غير المفهومة.

فينغر هو أقدم مدرب في الدوري الإنكليزي، وبدأ بتدريب أرسنال عام 1997 ومايزال إلى اليوم، وقد رفض الانتقال إلى ريال مدريد رغم طلبه مرتين.

وربما يشفع تاريخه له، فهو المدرب الذي دخل موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية بفوزه بلقب “البريميرليج”، أصعب دوريات العالم، بسجل خالٍ من الهزائم (38 مباراة)، عام2003 -2004.

على العموم تتسم الأندية الإنكليزية باستقرار مدربيها على عكس بقية الدول. السير أليكس فيرغسون بقي على رأس مانشستر يونايتد 26 عامًا، وكثيرٌ من مشجعي الشياطين الحمر لم يعرفوا مانشستر إلا مع فيرغسون قبل مجيء مورينيو، رغم آراء اللاعبين والجماهير وارتفاع الأداء أو انخفاضه.

تناقش العلاقة بين المدرب واللاعبين باعتبارها جزءًا من المنظومة الكروية والإدارية، فالمدرب نجمٌ لا يقل عن كتيبته وهو يرى ما لا يراه اللاعبون على أرض الملعب، وله حسابات معقدة تتعلق بإصابات اللاعبين ومزاجهم وجدول المباريات المقبل، ويحق له ما لا يحق لغيره.

لكن أداء بعض اللاعبين جعل الجماهير تدعمهم في خياراتهم تجاه مدربيهم، حتى لو كانت خاطئة، ميسي مثلًا كثيرًا ما كان يقود برشلونة للفوز رغم أداء الفريق وخططه المتواضعة أمام الخصوم، ولذا نسمع أحيانًا عن نجوم بحجم الفريق.

يبقى السؤال حائرًا، هل يحق للاعبين فرض خياراتهم أم تؤخذ آراؤهم وتحلّل لاتخاذ القرار بصورة إدارية بحتة؟ الرياضة تحولت إلى تجارة وإدارة وأنظمة وقوانين، ولم تعد متعة وعواطف فقط، وحتى متعة الجماهير وأداء اللاعبين وتصريحاتهم وخياراتهم صارت توظف تجاريًا واقتصاديًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة