"الهيئة" تحاصر "أبو دالي"

هل يوقف التدخل التركي في إدلب معارك شرقي حماة؟

camera iconمقاتلون من تحرير الشام شرقي حماة - 7 تشرين الأول 2017 (وكالة إباء)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

غيّر هجوم “هيئة تحرير الشام” خارطة السيطرة شرقي حماة وجنوبي إدلب، بعد فرضها حصارًا كاملًا على قرية أبو دالي، خلال معارك بدأتها صباح الجمعة 6 تشرين الأول، كما سيطرت على بعض القرى المحيطة في المنطقة، وسط توقعات بالانسحاب الكامل مع بدء دخول الجيش التركي إلى إدلب.

ووفق ما قال مراسل عنب بلدي، فإن “الهيئة” ثبتت نقاط سيطرتها في قرية المشيرفة وحواجزها، إضافة إلى حاجز أم التريكية وكتيبة الصواريخ، إلا أن مصادر عسكرية رجحت انسحابها لتدعيم نقاط تمركزها قرب معبر “باب الهوى” الحدودي مع سوريا.

وكالة “إباء” الناطقة باسم “تحرير الشام”، نقلت عن القائد العسكري في غرفة عمليات ريف حماة الشمالي، جهاد الحموي قوله، السبت 7 تشرين الأول، إن “الهيئة” وسعت سيطرتها واستحوذت على تل أسود، بعد انسحاب قوات الأسد، مشيرًا إلى صد هجمات متكررة على المشيرفة.

التقدم تزامن مع مواجهات بين مقاتلي “الهيئة” في قريتي القاهرة والطليسية، بينما نفى النظام السوري تقدم “تحرير الشام” في المنطقة، معلنًا صد كافة محاولات الاقتحام.

وتتزامن المعارك مع بدء دخول الجيش التركي إلى إدلب، الذي تقول أنقرة إنها في إطار “تخفيف التوتر”، بينما ترجح مصادر عسكرية حدوث مواجهات بين “تحرير الشام”، وفصائل “درع الفرات” التي تدعمها تركيا.

وتعتبر المعارك في المنطقة استكمالًا لعمل عسكري بدأته في ريف حماة الشمالي والشرقي، 19 أيلول الماضي، وسيطرت خلاله على خمس قرىً، استعادتها قوات الأسد بعد ساعات من بدء المعركة.

ماذا تعرف عن قرية أبو دالي؟

تتبع قرية أبو دالي إداريًا لناحية التمانعة في منطقة معرة النعمان، بريف إدلب الجنوبي، ويبلغ عدد سكانها 8075 شخصًا، بحسب إحصاء عام 2011، الصادر عن وزارة الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري.

ويعتبر الهجوم مؤخرًا على القرية، الأول من نوعه منذ سنوات، كونها منطقة استراتيجية فاصلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة، ومحيدة عن المعارك منذ عام 2014.

تخضع القرية لسيطرة عشائر موالية للنظام السوري، برئاسة عضو مجلس الشعب السابق، الشيخ أحمد درويش، الذي لعب دورًا كبيرًا في الحفاظ عليها بعيدًا عن أي معارك، بموجب علاقاته مع النظام، إضافة إلى تواصله مع فصائل المعارضة.

ودرويش من مواليد أبو دالي 1959، ويحمل شهادة ثانوية فقط، ونجح في انتخابات مجلس الشعب في دورة 2012، عن فئة قطاع العمال والفلاحين.

بداية الثورة السورية، أعلن درويش ولاءه للنظام، في مقابلة نشرتها قناة “الدنيا” الموالية، وتمكن من تشكيل ميليشيا خاصة به ساندت قوات الأسد في معاركه بريف حماة.

وتوصف القرية بـ”المنطقة الحرة”، كونها تعتبر أهم الحواضن التجارية الفاصلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة، إذ كانت تعج بالبضائع التي تستفيد منها مختلف القوى على الأرض.

ويعد طريق “حماة- أبو دالي- المناطق المحررة”، شريان حياة للتجار والمهربين على حد سواء، ويعمل بموجب تنسيق واتفاقات متبادلة بين مختلف الأطراف لتسهيل الحركة، ويستخدم الطريق للتبادل التجاري بين مناطق النظام و”المحررة”، وذلك بدخول المواد الغذائية من طرف المعارضة، يقابلها دخول المحروقات من جهة مناطق النظام.

ولا يمكن لأحد أن يعترض القوافل على طول الطريق، وفق مصادر عنب بلدي، التي أكدت أن هناك عملية مقايضة تجارية، للاستفادة بتعويض نقص السلع والمواد الأساسية لدى كل طرف.

وغدت القرية ممرًا لتهريب البضائع التي تدخل من تركيا، إلى داخل مناطق النظام السوري، ويمكن لأي تاجر إدخال بضاعته إلى قرية (أبو دالي) ومنها إلى مناطق النظام، دون أي مساءلة من الحواجز الأمنية، عن طريق ترفيق حمولته بسيارات حماية من عناصر درويش، لمنع الحواجز من تفتيشها، مقابل دفع مبالغ مالية.

كما تحولت إلى مناطق تهريب المواطنين المطلوبين أمنيًا للنظام، إلى داخل مناطق المعارضة مقابل مبالغ قد تفوق ثلاثة آلاف دولار.

وتحولت “أبو دالي” إلى مكان للتفاوض بين أشخاص ممثلين أو مقربين من المعارضة والنظام حول عدة قضايا في المنطقة، وقال الباحث الأكاديمي، الدكتور أيمن هاروش، إنها احتضنت اجتماعًا لقياديين من “تحرير الشام” مع الجانب الروسي.

وتحدث هاروش في 13 أيلول الماضي عن أن “النصرة عقدت لقاءات مع وفد روسي في بيت أحمد الدرويش بقرية أبو دالي”، مضيفًا أن “الاجتماعات كانت تحت الأضواء وعلى العلن”، واعتبرها “خيانة وبيعًا لدماء الشهداء على قواعدهم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة