“منتدى الشرق”.. شباب يرسمون المستقبل

الدورة الرابعة لمنتدى الشرق الشبابي - اسطنبول (عنب بلدي)

camera iconالدورة الرابعة لمنتدى الشرق الشبابي - اسطنبول (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى الشرق الشبابي، والذي عقد تحت عنوان “ننحاز للمستقبل”، بحضور نخبة من السياسيين، والمفكرين، والإعلاميين.

المنتدى الذي عُقد في مدينة اسطنبول على مدار ثلاثة أيام، اختتم الاثنين، 9 تشرين الأول، أعماله التي ضمت ندوات، وورشات عمل ناقشت التوجهات المستقبلية في مجالات السياسة والإعلام والاقتصاد وريادة الأعمال، إلى جانب التكنولوجيا والعلوم والفن والثقافة.

وضم المنتدى أكثر من ألف مشارك و70 خبيرًا، من نحو 40 دولة حول العالم، وشهد كلمات لمتحدثين بارزين من الساسة المؤثرين، ورواد الأعمال، والإعلام، والتكنولوجيا، والعلوم، أبرزهم مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي السابق، وإبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، وسيلسو أموريم، وزير العلاقات الخارجية البرازيلي السابق، ونهاد عوض، مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”.

رئيس منتدى الشرق، وضاح خنفر، أشار في كلمته الافتتاحية إلى أن المنتدى كان في مؤتمراته الثلاثة السابقة يتحدث عن الواقع وأبعاده، ويحاول فهم مآلاته، لكنه اليوم قرر الانحياز للمستقبل، والتركيز عليه.

وأكد خنفر أن مستقبل الشرق لن يستقر إلا إذا بناه أبناؤه بأنفسهم بعيدًا عن المشاريع المفروضة من الخارج، مشددًا على ضرورة مواكبة التطورات العلمية، والتقنية التي سوف تفرض واقعًا اجتماعيًا وعقديًا جديدًا على جيل المستقبل.
وحول بصيص الأمل بمستقبل أفضل للشباب في ظل ظروف الحرب الدائرة في المنطقة، وغياب جهات موجهة للطاقات الشبابية تحدث خنفر لعنب بلدي أن “بصيص الأمل ينبع من أن الحياة لا تتوقف وأن سنة التغيير هي من سنن الله الثابتة في الوجود وبالتالي فإن التغيير حاصل”.

وأوضح خنفر أن التغيير يحصل عادة عندما يكون هناك أمل في المستقبل يفكر به الناس فينتقلون إليه.

ووصف خنفر الأنظمة التي تدير المنطقة بأنها تعيش في الماضي، وتستخدم أدوات القمع والإرهاب وليس الإقناع، وبأنها أنظمة لا تحمل الأمل أو التغيير، بل تحمل الانكفاء والتقوقع، “ولذلك فإن الشباب إذا اقتنعوا بأن المستقبل بأيديهم وبدأوا يفكرون به وينجزون تصورات له، فإن الأنظمة لا تستطيع أن تفعل شيئًا حيال ذلك لأنها ليست قادرة على التعاطي مع المستقبل لا ثقافيًا ولا فكريًا ولا عقليًا ولا أدواتيًا، لأنها أنظمة فاسدة وفي فسادها فقط تستعيد الماضي دون أن تفكر في المستقبل”.

وعن دور المنتدى في توجيه الطاقات الشبابية نحو مستقبل أفضل، قال خنفر إن المنتدى هو محاولة لجمع الشباب الفاعلين في العالم مع التركيز على منطقة الشرق لكي يتناقشوا فيما بينهم عن الطريقة التي يريدون بها بناء المستقبل.

وأضاف “في الدورة الرابعة من هذا المنتدى طُرح سؤال هو: كيف سيبدو العالم بعد عشرة أو عشرين عامًا على المستوى الاستراتيجي والاقتصادي والتقني والفني والعلمي؟ وذلك لأنه عندما يفهم الشباب هذه التيارات يمكن لهم أن يبدأوا نماذج ومعارف وتصورات وأدوات”.

وأتاح المنتدى لمبدعين شباب فرصة طرح تجربتهم أمام الجمهور من خلال ورشات عمل طرحت أفكارًا، ورؤى جديدة في تخصصاتها، يرى القائمون على المنتدى أنها ستشكل قاعدة للعمل خلال السنوات المقبلة.

“سند بُشناق” خبير التكنولوجيا الدقيقة، الذي أكمل دراسته في اليابان بعد تخرجه من الجامعة الأردنية ركز في عرضه الذي تحدث فيه عن “حروب التكنولوجيا الدقيقة” على مفهوم الأمل، وإمكانية أن يحقق الشباب العربي اختراقًا على الرغم من الظروف التي يعيشون فيها.

وفي حديثه لعنب بلدي عبّر عن يقينه من قدرة الشباب العربي على مجاراة اليابانيين بالاستناد إلى تجربته بالعمل مع النخبة منهم.

ويعمل بُشناق حاليًا في مركز الأبحاث والتطوير بشركة توشيبا في مجال الدوائر الإلكترونية المتطوّرة.

وأضاف “للأسف ظروفنا السياسية والاقتصادية صعبة جدًا وهي تضغط على الشباب وتجعلهم يظنون أنه لا يوجد أمل، تسلق أي جبل في هذه الدنيا مرهق ومتعب ولكن المنظر من القمة رائع”.

إسراء الشيخ، من المشاركات في المنتدى، وهي إعلامية ومدونة، قالت في معرض تقييمها للفائدة التي حصلت عليها من المشاركة إن وجود هذا النوع من المنتديات يتيح للإنسان الغارق في مشاكله الحالية أن يطلع على التجارب الأخرى، وقد أسهمت العروض المقدمة خلال الجلسات في الانفتاح على آفاق مختلفة، وخاصة في مجالات ريادة الأعمال، وعلوم الفضاء والتكنولوجيا الدقيقة، وعلم الوراثة.

يشار إلى أن “منتدى الشرق” مؤسسة عالمية غير حكومية مقرها اسطنبول، تأسست عام 2012، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء المنطقة، فضلًا عن تنمية الوعي السياسي، وتبادل الخبرات مع المحيط الدولي.

ويسعى المنتدى إلى تحقيق أهدافه من خلال إدارة حوار عميق بين القوى السياسية والقيادات الفكرية والاجتماعية، والحركات الشبابية، ورجال الأعمال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة