تعا تفرج

هات لحيتك والحق عصام

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

عمّم قائد الحرس الجمهوري في قوات الأسد، اللواء طلال شفيق مخلوف، قرارًا يمنع فيه إطلاق اللحى في الجيش، منعًا باتًا، مهما يكن نوع اللحية المراد إطلاقها (المصدر عنب بلدي).

أعتقد، وأنا أخوكم، أن هذا الضابط اللواء طلال مخلوف يمتلك حظًا يفلق الصخر، لأنه يعيش في زمان أتاح له أن يتجرأ ويمنع تربية اللحى في الجيش بعدما استشهد الرائد الركن المظلي باسل حافظ الأسد في إحدى معارك العز والفخار، سنة 1994، وهو يقود سيارته بسرعة 280 كيلومترًا في الساعة، على طريق دمشق الدولي، حيث كان ذاهبًا لمقارعة الأعداء المتآمرين المتربصين بسوريا قلب العروبة النابض.

أطلق الرائد الركن المظلي باسل الأسد لحيته، مع أن النظام العسكري المطبق في الجيش العربي السوري يقضي بأن يجري التفتيش على ذقون الجنود في الاجتماع الصباحي، والتلميس عليها بالأيدي، خشية أن تكون قد “نبذتْ” وتجاوزت بشرة الجندي بميليمتر واحد.. ووقتها شرع الباسل يبحث، بالفتيلة والسراج، عن ضابط، من رتبة مقدم صعودًا حتى يصل إلى رتبة لواء، يجرؤ على أن يقول له: إن تربية اللحية ممنوعة يا فهيم.. ولكنه لم يجد.

ولكن لحية الباسل، وهذه شهادة لله خالصة، كانت جميلة، فالفتى أسمر، ووسيم، أضفتْ عليه اللحيةُ السوداء القصيرة التي يمكن احتواؤها بقبضة اليد هيبةً ووسامةً، لا سيما وأنه حفّها، وهندزَها على الأربع والعشرين قيراط، فأدخل بذلك الفرح إلى قلوب الجماهير الكادحة التي شرعت تفكر بأن قائدها القادم أولًا شاب، وثانيًا خَيَّال يركب على الحصان، وثالثًا وَرِع، بدليل أن السلطات السعودية أفرغت له مكانًا في أماكن السعي والطواف حتى تمكن من أخذ صورة وهو بثياب الإحرام، وهذه الصورة طُرشت على حيطان المدن والبلدات والقرى السورية بجوار صورته مع أخويه بشار وماهر بالنظارات الشمسية التي كُتبَت تحتها عبارة: هكذا تنظر الأُسود.

وتماشيًا مع المثل الشعبي القائل بأن “المال يجر المال والقمل يجر الصئبان”، فقد شرعت موضة تربية اللحى، من موديل لحية الباسل، تشيع في صفوف بعض وحدات الجيش العربي السوري، وبالأخص في الحرس الجمهوري، والوحدات الخاصة، وهؤلاء الضباط الصغار ليسوا أقل سلطة وسطوة من رفيقهم الباسل، لذلك كانوا على استعداد لأن يدبوا أصابعهم في عيني أي ضابط أعلى منهم رتبة إذا طلب منهم حلاقتها، لأنه، بذلك، يسفر عن نوايا مشبوهة في محاربة توجهات قائد سوريا الصمود والتصدي القادم، من خلال منع الضباط الذين يحبونه ويقتدون به من إطلاق لحاهم.

السؤال الأهم من هذا كله: هل كان يستطيع اللواء طلال شفيق مخلوف أن يجبر اللواء عصام زهر الدين على حلاقة لحيته التي زعمت السيدة هلالة أنها “مقملة” قبل أن ينفجر به اللغم ويموت؟ ألم يصغِ إلى تصريحه الذي تحدى به القيادة قائلًا إنه لن يسمح للسوريين الذين أجبرهم جيشنا الباسل على الهجرة بالعودة إلى ديارهم حتى ولو سامحتهم القيادة؟!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة