
تعبيرية (إنترنت)
تعبيرية (إنترنت)
د. كريم مأمون
كثيرًا ما يصاب الناس بالحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم)، ومعلوم أن الحمى ليست مرضًا بحد ذاتها، وإنما هي عرض يشير إلى وجود مرض ما في الجسم، قد يكون بسيطًا كالزكام والتهاب اللوزات والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الأمعاء…، وقد يكون خطيرًا كالأورام.
ومعظم أمراض الحمى تستمر لفترة زمنية قصيرة أو أنها تستوجب إجراء فحوصات واستفسارات قليلة لتشخيص السبب، لكن نسبة قليلة من أمراض الحمى تستمر لفترة طويلة، وأحيانًا من الصعب معرفة مصدرها، فتسمى “الحمى مجهولة السبب Fever of Unknown Origin”.
هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم أعلى من 38.3 درجة مئوية في عدة مناسبات، وباستمرار ودون تشخيص لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع رغم إجراء الاستقصاءات في المستشفى لمدة لا تقل عن أسبوع واحد.
ويوجد أربعة تصنيفات للحمى مجهولة السبب:
تصنف الأسباب المحتملة إلى خمس فئات:
. حالات غير مشخصة تشكل 25% من حالات الحمى مجهولة السبب.
يتم تشخيص السبب عادة بطريقة البواقي أو الاستبعاد، أي من خلال استبعاد الأسباب المحتملة حتى يبقى تفسير واحد محتمل، ويتم ذلك عن طريق البحث بشكل دقيق في التاريخ الطبي السابق للمريض، بالإضافة للتاريخ العائلي والاجتماعي والمهني للحصول على أدلة مهمة، وإجراء فحص سريري متكرر.
كذلك يجب إجراء مجموعة من التحاليل المخبرية: تعداد دم كامل، سرعة التثفل، البروتين الارتكاسي C، شوارد المصل، بولة وكرياتينين، وظائف الكبد، فوسفاتاز قلوية، تحليل بول، فحص براز، زروعات للدم والبول والبراز.
في حال لم يتم التوصل لتشخيص السبب بعد إجراء ما سبق، يجب إجراء مجموعة أخرى من الفحوص المخبرية: أضداد النوى ANA، أضداد فيروسات إبيشتاين بار والمضخم للخلايا وأضداد التوكسوبلاسموز واختبار السللين الجلدي.
كما تعد الدراسات الشعاعية ضرورية في حال عدم التوصل للتشخيص: صورة صدر بالأشعة السينية، إيكو للبطن والحوض، إيكو قلب، تصوير طبقي محوري وتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس والصدر والبطن والحوض عند الاشتباه بمشاكل في هذه المناطق، ويمكن اللجوء لاختبارات تستخدم المواد المشعة (الطب النووي) باستطاعتها كشف مناطق العدوى والالتهاب التي كان من المستحيل سابقًا إيجادها.
يمكن اللجوء للتقنيات الغازية كأخذ خزعات من أي منطقة مشبوهة اكتشفت بتصوير الأشعة باستخدام تقنيات الجراحة التقليدية أو التنظيرية، أو فتح البطن الاستقصائي.
ينصح المريض بالراحة وشرب كميات وفيرة من السوائل، واستخدام خافضات الحرارة كالباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (ديكلوفيناك، إيبوبروفين…).
وربما يطلب منه التوقف عن تناول أدوية الأمراض الأخرى، لأنها قد تكون سبب الحمى، وعندما يتعافى المريض بعد إيقاف الدواء فإنه من المرجح أنها حمى الأدوية.
وفي حال تحديد سبب الحمى فإن العلاج يوجه نحو هذا السبب، وربما تستخدم المضادات الحيوية ومضادات الفطر في التجارب العلاجية التجريبية عند المرضى الذين فشل لديهم تشخيص السبب.
وحتى في الحالات التي لا يكتشف فيها سبب الحمى فإن معظم المرضى يشفون دون عقابيل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى