روسيا وتركيا تتسابقان إلى “أبو الظهور” شرقي إدلب

camera iconعناصر من فصائل المعارضة يعتلون طائرة في مطار أبو الضهور بعد السيطرة عليها - (afp)

tag icon ع ع ع

عنب بلديحسن مطلق

أصبح مطار “أبو الظهور” العسكري جنوب شرقي إدلب، وجهة لكل من تركيا وروسيا خلال الأيام الأخيرة، في سعي من الطرفين إلى الوصول إليه أولًا، لتثبيت وجود قواتهما، وتعزيز فرص الانتشار بشكل أوسع في المنطقة.

العملية بدأها النظام من المحور الجنوبي الشرقي من إدلب، الثلاثاء 24 تشرين الأول، في المناطق التي تقدم إليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في وقت سابق، ورغم أن البعض يراها محاولة من النظام توسيع رقعة سيطرته في المنطقة، إلا أن لها أبعادًا أكبر من ذلك.

وفي وقت انسحبت فيه “وحدات حماية الشعب” الكردية، من مطار منغ العسكري، في خطوة وصفت من قبل محللين بأنها “منع لتقدم الأتراك في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية شمالي حلب”، تخطط موسكو وأنقرة للتحرك في الجهة الجنوبية الشرقية لإدلب.

التوغل في المنطقة جاء بالتناوب بين قوات الأسد والتنظيم، إذ يحاول النظام خلق ثغرة من المنطقة الجنوبية الشرقية لإدلب، متذرعًا بمحاربة “الإرهاب” لتحقيق تقدم على المستوى العسكري.

مصادر عسكرية أكدت لعنب بلدي وصول تعزيزات للميليشيات الإيرانية، شرقي إدلب وفي المنطقة الشمالية من حماة، وسط تعزيزات “روتينية” في منطقة الحاضر وتلالين، جنوبي حلب.

وتغامر روسيا بنسف اتفاق “تخفيف التوتر”، من خلال دعمها غير المباشر لتقدم النظام في المنطقة، التي شهدت قصفًا مكثفًا خلال الأيام الماضية، عقب فتح النظام ثغرة للتنظيم وتمكينه من الدخول إلى المنطقة، منتصف تشرين الأول الجاري.

ومن المتوقع زيادة حدة الاشتباكات في المنطقة، التي انتهت السبت 28 تشرين الأول، بسيطرة قوات الأسد على جب الأبيض.

ورجحت مصادر عسكرية لعنب بلدي أن تشهد المنطقة معارك “طاحنة” بين قوات العشائر التي شكلت بدعم روسيا في وقت سابق، ومقاتلي “هيئة تحرير الشام”، بعد تعيين وزارة الدفاع النظام السوري، اللواء محمد خضور، قائدًا مؤقتًا للمعركة.

وفي ظل الانقسام الداخلي في “هيئة تحرير الشام”، سيق بعض المقاتلين الرافضين للتدخل التركي إلى المنطقة (شرقي إدلب)، ومع محاولة تركيا السيطرة واستجلاب قواتها إلى منطقة أبو الظهور لمنع روسيا من التقدم، تبرز معوقات أبرزها موقف الهيئة من دخول القوات التركية وإمكانية حل “الهيئة” نفسها تحت مظلة حكومة “الإنقاذ” الجديدة.

الانتشار في إدلب بموجب “تخفيف التوتر”، سيكون ضمن ثلاث رقع جغرافية، تدير إحداها روسيا بينما تسيطر تركيا على الثالثة القريبة من حدودها، وتعتبر الثالثة منزوعة السلاح، وهذا ما أكدته مصادر في قيادة “الجيش الحر” لعنب بلدي.

وفق المصادر فإن المنطقة شرقي سكة القطار، على خط حلب- دمشق، ستكون منزوعة السلاح وخالية من المسلحين والفصائل تحت الحماية الروسية، على أن تدار من طرف مجالس محلية، بينما تمتد المنطقة الثانية بين السكة والأوتوستراد.

أما الثالثة فستخضع للنفوذ التركي، وبالتالي فإن هدف تركيا حاليًا تأخير وصول المعركة إلى منطقة أبو الظهور، وهذا يعتمد على توجه “تحرير الشام”، التي في حال حلت نفسها أو سمحت لقوات “الجيش الحر” بالوصول إلى المنطقة الشرقية، ستجبر النظام على التمركز خلف خط أثريا، أي أنه لن يتقدم في المنطقة.

وفي حال دخلت قوات الأسد والعشائر إلى الريف الإدلبي، سيكون “الجيش الحر” وتركيا في موقف حرج، وبالتالي سيشتعل السباق إلى مطار أبو الظهور، ففي حال وضعت تركيا قواعد عسكرية فيه سينتهي حلم النظام بالتقدم إليه.

ولا يختلف اثنان على أن التدخل التركي فتح الباب نحو مرحلة أخرى من مصير “تحرير الشام”، في ظل انقساماتها الداخلية، بينما لم تخف روسيا سعيها من خلال “أستانة”، لنشر قواتها في المنطقة، على أن تكون العشائر جنوبي إدلب جاهزة للتحرك مع أي جديد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة