أطفال في مخيم أطمة يدفعون ثمن الحرب

تعبيرية: أطفال في مخيم "ساعد" المؤقت بريف إدلب - تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

camera iconتعبيرية: أطفال في مخيم "ساعد" المؤقت بريف إدلب - تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – رؤى الزين

انتشرت قصة الطفل محمد (10 سنوات)، في مخيمات أطمة شمالي إدلب، الذي تعبّر الكلمات التي يحكيها وتفوق عمره، عن وقع ما ألمّ به، كواحدة من عشرات القصص التي تمر يوميًا دون أي اهتمام.

وفق آخر إحصائية لليونيسيف فإن أكثر من ستة ملايين طفل سوري، يعيشون الفقر والتشرد.

“لأجل سعادة أمي وراحة زوجة أبي، أصبح ظل الشجرة غطائي والتراب فراشي والحجر وسادتي”، يقول محمد لعنب بلدي، الذي انفصل والداه وأصبحت الخيمة ملاذه في الليل، وتراه يبحث عما يسد به جوعه عند أبواب المساجد والخيام الأخرى، “أنتظر من يشفق علي بكسرة خبز”.

نزح  محمد من ريف إدلب الغربي، بعد دمار منزله بقصف الطيران الحربي، حتى وصل مع عائلته إلى مخيم أطمة، ويقول إنه لطالما استيقظ على أصوات الصراخ بين والديه، “كترت مشاكلن حتى تطلقت أمي وأنا بقيت متشرد بين خيمتين كل وحدة بمخيم”.

يستيقط الطفل فجر كل يوم ليغادر خيمة والده الذي تزوج من أخرى، “منعني من دخول الخيمة، بس سمح لي نام فيها، وأنا حتى ما أزعج خالتي بطلع والنوم بعيوني، لأوصل تحت هالشجرة”، يضيف الطفل، مشيرًا إلى أن قصته غدت معروفة لدى الجميع، “صارت العالم تتحنن على برغيف خبز أو كاسة مي”.

وعقب طلاقها انتقلت والدة محمد إلى مخيم آخر في المنطقة، ما منعه من زيارتها بشكل مستمر، بينما ينتظر الطفل تغيير حياته التي سرقها النزوح، وغدا ضحية في عمر مبكر.

“الرجل الصغير”

يحمل الطفل عمار (14 عامًا) من قرية كفر سجنة بريف إدلب الجنوبي، أكياس الطحين يوميًا في مخيمات أطمة، لكسب مصروفه وعائلته المكونة من والده المسن وأمه المريضة وإخوته الأصغر منه.

“كرمال عيلتي بطفولتي لصير رجال يطعمي أهله من تعب جبينه”، يقول عمار، الذي يروي قصة نزوحه والتعب بادٍ على وجهه، “قبل ما يقصف الطيران بيتنا كانت حالتنا منيحة، من وقت وصلنا للمخيم اشتغل أبي بالفرن وترك العمل لصعوبته”.

عشر ساعات يوميًا حتى الثالثة عصرًا يعمل خلالها الطفل مكان والده، ويشير إلى أنه تعب من حمل الأكياس، “بعرف هالشي بيأثر على نموي بس ما عندي حل، أبي ما فيه يشيل غرام واحد”، لافتًا إلى أنه ينام يوميًا حالمًا بتغيير حياته “وهذا مستحيل”، كما يراه الطفل في الوقت الراهن.

دفنت طفولة بعض السوريين بين ركام مدارسهم ومقابر ذويهم، إلا أن آخرين يعانون حتى اليوم من الآثار السلبية لانفصال ذويهم تحت وطأة المشاكل الاجتماعية، وبعضهم يضطر للعمل من أجل كسب لقمة العيش، بينما يهدد الواقع الحالي العشرات من الأطفال أمثال محمد وعمار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة